عبد علي حسن - ثنائية (اللفظ والمعنى) والإيجاز

تعدّ ثنائية اللفظ والمعنى التي أثارها ابو عثمان الجاحظ ( 159هج --255 هج) من القضايا المهمة في النقد البلاغي العربي القديم ، وقد انقسم بشأن الأفضلية بينهما النقاد البلاغيون العرب في المشرق والمغرب فضلاً عن الفرق الكلامية بين المعتزلة والجهمية والأشاعرة إلى ثلاث فرق الأولى تفضل اللفظ على المعنى والثانية تفضل المعنى على اللفظ بينما تذهب الفرقة الثالثة إلى المشاكلة والمطابقة بينهما ومنهم الجاحظ ،
وخلاصة هذا الخلاف بين الفرق حسمه القاضي عبد القاهر الجرجاني بمقولته ( جوّع اللفظ وأشبع المعنىٰ) ولعل مدلول هذا القول يقترب من المصطلح البلاغي ( الإيجاز) الذي يستخدم في المقاربات النقدية المعاصرة ...
إلّا أن هناك اختلاف بين "تجويع اللفظ وإشباع المعنى" و"الإيجاز" كمفهومين بلاغيين، وإن كان هناك بعض التداخل بينهما.
الإيجاز:
- الإيجاز هو مفهوم أعم وأشمل، ويعني استخدام أقل عدد ممكن من الكلمات للتعبير عن أكبر قدر ممكن من المعاني.
- الإيجاز يهدف إلى تقليل الكلام والعبارات دون المساس بالمعنى المراد إيصاله.
تجويع اللفظ وإشباع المعنى:
- هذا المفهوم هو نوع خاص من الإيجاز، حيث يتم استخدام ألفاظ قليلة ومختصرة، لكنها تحمل معاني كثيرة وغنية.
- هنا يتم "تجويع اللفظ" بجعله قليلاً وموجزًا، مع "إشباع المعنى" بجعله حافلاً بالدلالات والإيحاءات.
الفرق الأساسي:
- الإيجاز يركز على تقليل الكلام بشكل عام، بينما "تجويع اللفظ وإشباع المعنى" يركز على اختيار ألفاظ قليلة تحمل معاني كثيرة.
- الإيجاز قد لا يحقق هذا التوازن والتناسب بين اللفظ والمعنى، بينما "تجويع اللفظ وإشباع المعنى" يركز على هذا التناسب.

عبد علي حسن
21/7/2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى