كاظم حسن سعيد - دور الكلمة في اللغة لاولمان...

تكمن اهمية الكتاب الذي صدر سنة 1951 في ان الدراسين العرب في المجاز والدلالة لا يكاد أي من مؤلفاتهم يخلو من الاشارة له او نقل مقتطفات عنه .
ورغم صغر حجمه نسبيا حيث يقع ب 244 صفحة الا انه مكتنز بمادته وعميق في تناوله .
وقد اقترح له هذا العنوان الدكتور كمال محمد بشير الذي ترجم وقدم وعلق على الكتاب .
اما اصل العنوان فهو ( words and their use ).
يقع الكتاب في اربعة ابواب يتناول في الباب الاول اللغة والغموض والثاني المعنى والغموض والثالث حركة الثروة اللغوية وتناول المؤلف في الفصل الرابع الكلمات والاشياء .
في الفصل الرابع من الباب الثالث تناول المؤلف ما اسماه بانقراض الكلمات وهو من المواضيع المهمة في الدراسات والبحوث العربية وكان اقدم من تناول الموضوع هو الفراهيدي واعقبه بن سيده وابن منظور والجوهري وغيرهم , ومن الكتاب المعاصرين تناول الموضوع مصطفى الرافعي في كتابه تاريخ اداب العرب .
وانقراض الكلمات هو ان تهجر الكلمة فتموت فتزول من الاستعمال وتندثر
يؤكد ستيفن اولمان (هناك طرائق عديدة لتجديد التراث اللفظي في اللغة اهمها ابتكار المفردات وصياغة كلمات جديدة من اصول قديمة وتغير المعنى والاقتراض من لغة اخرى ).
ويعزو المؤلف انقراض الكلمات واختفاءها الى الجانب الصوتي والترادف (فقد احصى بسيرن ثلاثين تعبيرا مختلفا للدلالة على كلمة بطل ) وعدم استقرار التقاليد وانماط السلوك .
لكن المؤلف يلفت الى ان من الخطر الادعاء ان كلمة ماتت لان احتمال عودتها وارد ولو بعد قرون من اختفائها عن الاستعمال .
شخصيا شغلني موضوع بعض المفردات التي لا يفهم كيف تحولت مجازا فحين يجافي الرجل زوجته بعلاقة حميمية تقول العرب ( تابل الرجل زوجته ) والاصل كما يذكر الزمخشري ان الابل احيانا تنشغل بتناول التمر عن الماء .
وهناك كلمة مجازية تقول على الشفة تثريد والاصل من ثرد الخبز ونقعه بالثريد .
وفي العراق نستخدم كلمة تمن تعبيرا عن الرز ويقال ان الانكليز بعد احتلالهم العراق كانوا ياتون باكياس رز كتب عليها بالانكليزية تن مان فصحفها العراقيون لسهولة النطق .
لكن كثيرا من المجاز لا يعرف اصله .
تناول هذا الموضوع المؤلف فقال ( قد تكون العلاقة بين المدلولين صعبة الادراك احيانا ومن ثم يحتاج الامر الى معرفة خاصة تمكننا من تحديدها والتعرف عليها .. كيف اكتسبت الكلمة collation اي الموازنة والمراجعة التفصيلية معنى ( الاكلات الخفيفة ) وقد استند على التاريخ ليستدل على العلاقة فقد كانت العادة في الاديرة البيندكينية ان يتناول الرهبان طعاما خفيفا بعد فراغهم من قراءة سير الرواد الاوائل من رجال الدين ومراجعتها فكان هذا الارتباط العرضي كافيا لان ينحرف المعنى بالكلمة ويقودها الى هذا التطور في المعنى )

مؤلف الكتاب هو البروفسور المجري ستيفن اولمان (1914 – 1976 ) وهو استاذ علم اللغة فرع الدراسات الرومانية بجامعة ليدز بانكلترا ومن كتبه اسس علم المعنى وعلم المعنى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى