تعالج رواية (سيسامنيس … امبراطورية مستشار الزمالك ) أسطورة المقنَّعين في كل مكان من هذا العالم، لتشكل أيقونة للإجرام بكل أشكاله عندما يكون القائم على العدل هو نفسه أصل الفساد والإثم، تلك الشخصية التي لم تعرف يوما الحب النقي ولا العطاء الفطري بل تقنَّعت بهما كستار لممارسة الرذيلة لصالح شيطان أعمى لا يرى إلا نفسه، ولا يتعاطى سوى الخديعة والمكر، متخذا من ذكائه ألعوبة إزاء الضعفاء وأصحاب الهشاشة الإنسانية، ووقودا يهلك النقاء والطهر والبراءة، ويرقص على أشلاء المهمشين بعد أن زاغت أبصارهم بوعوده الخادعة، إن سيسامنيس هنا هو المستشار ماجد الذي يكنز كل ثمين ويحتال بكل طريقة ليحصل على المزيد لصالح امبراطورية العنكبوت التي صنعها أجداده، رغبة في المزيد من الجاه والثروة، لتزدان بهما أطماعه وأحلامه، فيكتشف في النهاية عبثيته وهشاشة بنيانه الذي أنشأه ليحمي نفسه أكثر فأكثر، وكأنه في حرب مستعرة بالجشع لا تنتهي مع العالم من حوله، خان فيها الصديق والحبيب والوطن، متحديا كل الأعراف والأديان فسقط قناعه ووهمه بعد أن تحالف عليه ضحاياه، فلا يجد بُدًّا من أن يصب جام غضبه على ذاته، التي أرقته بأطماعها منتقما منها فتكون النهاية المحتومة .
أحيي الروائي الحصيف والمخضرم أحمد عبد الله اسماعيل على ملحمته ( سيسامنيس .. امبراطورية مستشار الزمالك )، التي استطاع فيها ببراعة - من خلال سرده المتصاعد ولغته العربية الرصينة الرائعة التي امتلك ناصيتها بقوة - أن يجعلنا نترقب أحداثها بشغف دون ملل أو توقف، عاكسا تداعيات واقع متهتك وقوده كل المجرمين الذين تمرغوا في وحل الزيف والخداع، رغبة في الثراء الفاحش والمكانة العالية على حساب الجميع، ليقتاتوا على المجد الزائف الذي لا يطاله المجرمون مهما فعلوا، لأنهم سرعان ما يلفون حول أعناقهم خطاياهم، فيقعون أسرى لجرائمهم مهما تدثروا بطغيانهم وقوتهم .
د. ناهد الطحان
أحيي الروائي الحصيف والمخضرم أحمد عبد الله اسماعيل على ملحمته ( سيسامنيس .. امبراطورية مستشار الزمالك )، التي استطاع فيها ببراعة - من خلال سرده المتصاعد ولغته العربية الرصينة الرائعة التي امتلك ناصيتها بقوة - أن يجعلنا نترقب أحداثها بشغف دون ملل أو توقف، عاكسا تداعيات واقع متهتك وقوده كل المجرمين الذين تمرغوا في وحل الزيف والخداع، رغبة في الثراء الفاحش والمكانة العالية على حساب الجميع، ليقتاتوا على المجد الزائف الذي لا يطاله المجرمون مهما فعلوا، لأنهم سرعان ما يلفون حول أعناقهم خطاياهم، فيقعون أسرى لجرائمهم مهما تدثروا بطغيانهم وقوتهم .
د. ناهد الطحان