هذا ما استخلصه الدكتور ابراهيم انيس في كتابه دلالة الالفاظ الذي استهله بطبعته الثانية بعبارة (حاز الكتاب جائزة الدولة التشجيعية للاداب سنة 1958) .
يقع الكتاب في اثنتي عشر فصلا واراه رائدا في مجاله متمتعا بدقة علمية واتساع افق .
اهم ما جذبني في الكتاب بحثه المتعمق في طبيعة المجاز والدلالة .
يرى الدكتور انيس بان الرجوع الى المعاجم القديمة لا يجدي كثيرا في بحث دلالة الالفاظ وتطورها والحل بالرجوع الى النصوص القديمة في الادب , فتكاد القواميس ان تتحد في شروحا لمعاني الالفاظ .
وقد ضرب المؤلف مثلا بمادة رعف وتتبعها في خمسة معاجم فوجد اللاحق من المصنفين يتبع السابق وقد يضيف اضافة بسيطة .
من هذه القواميس الجمهرة وتهذيب اللغة للازهري والصحاح ولسان العرب والقاموس المحيط للفيروزبادي .
في الفصل الثامن يبحث المؤلف عوامل التطور في الدلالة ويرى عاملين وراء ذلك وهما
1 الاستعمال فالاجيال ترث المفردات مع بعض الانحراف في الدلالة ثم يتضخم ذلك الانحراف على توالي الاجيال واوضح عناصر هذا العامل الرئيسي يمكن تلخيصه
1 سوء الفهم فاللفظ حين سماعه لاول مرة قد يساء فهمه ويوحي للذهن بدلالة غريبة ورب اشارة من يد او غمزة عين او أي حدث طاريء يكتنف الكلام فيؤثر في دلالة اللفظ وينحرف عن مسراه المالوف ويتم ذلك غالبا في البيئات المغلقة ثم تسود تلك الدلالة فتنشا دلالتان لالفظ الواحد ما ينشيء المشترك اللفظي .
بغير هذا يصعب فهم كلمة الارض تعني الكوكب والزكام او كلمة الليث تعني الاسد والعنكبوت .
2 بلى الالفاظ حيث تقلب السين تاء كما في سغب وهو ناجم عن تغير في الصورة ويصادف ما يشبهها لفظا فتختلط الدلالتان فالقماش يعني الثياب من قطن وغيره ويعني ارذال الناس وما وقع على الارض من فتات الاشياء وتعني عند الجوهري متاع البيت .
3 الابتذال وهو ياتي لاسباب سياسية واجتماعية وعاطفية مثل كلمة باشا وافندي التي اصبحت تعني اخر عهدها اقل الرتب والوزير بالاسبانية عنت الشرطي .
اما الاسباب النفسية والعاطفية فهي استخدام مفردات اقل ضررا او للحشمة كما في المفردات الجنسية او كلمات مثل المرحاض او كما نقول عين كريمة لفاقد احدى عينيه .
الدكتور المصري ابراهيم انيس ( 1906 – 1977 ) رائد الدراسات اللغوية و عضو المجمع العلمي , من كتبه الاصوات اللغوية وموسيقى الشعر وفي اللهجات العربية ومن اسرار اللغة العربية
يقع الكتاب في اثنتي عشر فصلا واراه رائدا في مجاله متمتعا بدقة علمية واتساع افق .
اهم ما جذبني في الكتاب بحثه المتعمق في طبيعة المجاز والدلالة .
يرى الدكتور انيس بان الرجوع الى المعاجم القديمة لا يجدي كثيرا في بحث دلالة الالفاظ وتطورها والحل بالرجوع الى النصوص القديمة في الادب , فتكاد القواميس ان تتحد في شروحا لمعاني الالفاظ .
وقد ضرب المؤلف مثلا بمادة رعف وتتبعها في خمسة معاجم فوجد اللاحق من المصنفين يتبع السابق وقد يضيف اضافة بسيطة .
من هذه القواميس الجمهرة وتهذيب اللغة للازهري والصحاح ولسان العرب والقاموس المحيط للفيروزبادي .
في الفصل الثامن يبحث المؤلف عوامل التطور في الدلالة ويرى عاملين وراء ذلك وهما
1 الاستعمال فالاجيال ترث المفردات مع بعض الانحراف في الدلالة ثم يتضخم ذلك الانحراف على توالي الاجيال واوضح عناصر هذا العامل الرئيسي يمكن تلخيصه
1 سوء الفهم فاللفظ حين سماعه لاول مرة قد يساء فهمه ويوحي للذهن بدلالة غريبة ورب اشارة من يد او غمزة عين او أي حدث طاريء يكتنف الكلام فيؤثر في دلالة اللفظ وينحرف عن مسراه المالوف ويتم ذلك غالبا في البيئات المغلقة ثم تسود تلك الدلالة فتنشا دلالتان لالفظ الواحد ما ينشيء المشترك اللفظي .
بغير هذا يصعب فهم كلمة الارض تعني الكوكب والزكام او كلمة الليث تعني الاسد والعنكبوت .
2 بلى الالفاظ حيث تقلب السين تاء كما في سغب وهو ناجم عن تغير في الصورة ويصادف ما يشبهها لفظا فتختلط الدلالتان فالقماش يعني الثياب من قطن وغيره ويعني ارذال الناس وما وقع على الارض من فتات الاشياء وتعني عند الجوهري متاع البيت .
3 الابتذال وهو ياتي لاسباب سياسية واجتماعية وعاطفية مثل كلمة باشا وافندي التي اصبحت تعني اخر عهدها اقل الرتب والوزير بالاسبانية عنت الشرطي .
اما الاسباب النفسية والعاطفية فهي استخدام مفردات اقل ضررا او للحشمة كما في المفردات الجنسية او كلمات مثل المرحاض او كما نقول عين كريمة لفاقد احدى عينيه .
الدكتور المصري ابراهيم انيس ( 1906 – 1977 ) رائد الدراسات اللغوية و عضو المجمع العلمي , من كتبه الاصوات اللغوية وموسيقى الشعر وفي اللهجات العربية ومن اسرار اللغة العربية