كاظم حسن سعيد - هذا اليوم 30 يوليو 2024 استلمت نسخة لاول مطبوع ورقي لي...

كان الاعداد للكتاب وايجاد حلول فنية له عملا مجهدا استغرقت فيه حوالي عقدين من الزمن..قال لي البريكان: ( لست لغزا ولكن فهمي بالغ التكاليف)... اقدم شكري للجهة المسؤولة عن اصدار الكتاب في ديوان محافظة البصرة..
حين توجهت لاتعرف على البريكان لم تكتب عنه مقالة خلال ثلاثين سنة وهو شيء غريب...ما حفزني لابذل كل جهد لارسم صورة لهذا الشاعر الرائد المفكر.

1722337656714.png

تم توزيع الكتاب لكافة الجامعات ومراكز التراث والمحافل الثقافية.
(حين توجهت الى الفقيد الشاعر والمفكرمحمود البريكان لم تكن قد ظهرت مختارات من شعره او نقد لاعماله ولا فكرة عن سيرته الا اشارات مختزلة..ودراسة كتبها الشاعر عبد الرحمن طهمازي في العدد الثالث في مجلة شعر 69 بعنوان (الاحتكام الى الاسرار) .قصدت المكتبة العامة وطلبت مجلدات من مجلة الاديب اللبنانية..حيث نشر بواكير اعماله في عمر مبكر..وقرات هناك (وتمنيت في انتحاب على الاقدار لو ابدت علي الطفولة ) كنت انسخ القصائد في دفتر..ذات يوم كانت قاعة المكتبة مقفرة الا مني فقلت للموظفة فلمت نفسها بالعباءة وحدجتني بنظرة استغراب ثم عادت بمجلدين قائلة بتوتر (اخي ساغادر القاعة ..القصف ينهمر عن قريب) .. وقتها كانت المدافع الايرانية تدك منطقة الجزائر ومحيطها.فرحتي باقتناء واكتشاف القصائد انستني رعب الانفجارات.
بعدها صدفة قرات له هذا المقطع(جردت من خواتمي جزت ذؤاباتي
دحرجت من قاعدتي
نقلت من مكان
الى مكان
حاورتني البوم والعقبان
تسلقت اصابعي الصبيان
جرب فاس ما
في جسدي يوما
ربطت بالحبال
سحبت ممدودا على وجهي
وراء زوجين من البغال
حرست سورا مرة
ومرة اخرى
وضعت في مدخل قصر ما ).كان مثل هذا المقطع الشعري كافيا لادرك اني امام شاعر عظيم .وتملكني لوم واسف لكوني لم اقرأ له من قبل .ولم اكن ادرك حينها بان المقطع اعلاه هو جزء من قصيدة كتبت بعد جهد تواصل لربع قرن..لقد مر الشعر العربي الحديث بتحولات وتجارب تكفي لخلق مثل هذه القصيدة ..بعد قراءتي لجزء من قصيدة <قصة التمثال من اشور).. شرعت برحلة البحث عن هذا الشاعر البصري ..وجمعت معلومات شحيحة عنه.. منها تلك المقابلة الخالدة معه في…. وقبل ان التقيه سالت الشاعر حسين عبد اللطيف في اتحاد الادباء <هل المقابلة بقلمك >..فاجاب نعم ..اما انه لم يفهم سؤالي او انه تغاضى ..وحين سألت البريكان فيما بعد اجابني < الاجوبة في المقابلة بقلمي م>.والتقطت اشارة نقلا عن اذاعة عالمية تلفت الى ان البريكان سيرحل يوما دون ان نعرف حقيقة سيرته ..عندها قلت لنفسي <لماذا كل هذا العناء … وقررت ان التقيه .>.وتم اللقاء في معهد اعداد المعلمين في البصرة ..كان في وضع متازم لكني لم انتبه لان من طبعه ان يخفي خصوصياته.هكذا بدات رحلة التعرف عليه..وهكذا أنبثقت صداقة لصيقة ستستمر لسنوات.ونصحني صديق بان اسجل ملخص حواراتنا بدفتر واخذت بنصيحته ..واخبرت البريكان بذلك واريته الدفتر فقرأ منه والتفت الي قائلا (اشكرك هذا دليل الاهتمام وعليك ان تثبت,, بان ارائي فيه هو ما فهمته من كلامه,, .. واضاف <ربما انا لم افهم عددا من افكاري م )..وها انا هنا اقر بنصيحته عن قناعة .وذلك لانه حدثني يوما بمرارة وهو يعتني بشتلات من حديقة المنزل الصغيرة (هناك مشكلة باللغة تجعل الجسور عصية بينك والاخرين لانك تعني بالمفردة شيئا ويفهمها البعض بشكل اخر.)قال ذلك بحزن عميق .لقد مرت فكرة كتابي عن البريكان بتوقفات وتحولات وتازمات حتى وصلت الى قناعة بان اسرع بوضعه قبل ان تضيع المعلومات والافكار التي سجلتها عنه عبر ليال طويلة من السهر حتى الفجر قضيناها معا ولقاءات متواصلة امتدت لسنوات ).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى