مريم قوش - غزة والضحك...

للأسف! نسيت ان أشحن البطارية اليوم لازدحام النهار بأعبائه الثقيلة التي لا تنتهي، ومع انسدال المغيب، اكتشفت أننا جميعنا سنقضي الليلة في الظلام.
أنرتُ الصالة بكشاف الهاتف، وقلت محاولة إضاءة الأمل
: انسوا الظلام، وتناسوا صوت الزنانة، وحاولوا أن تتذكروا أجمل موقف حدث اليوم!
أجابني عليٌّ ضاحكًا: رأيتُ اناسًا يتجمهرون لشراء خميرة للحلوى يبدو أنها قديمة؛ وكلما استنشقها أحدهم عطس!
تعالى ضحكنا كثيرا! والغبار جالس هناك في ذهول
: وأنت يوسف؟
أجابني ضاحكًا: رأيت عجوزا في قارعة الطريق تبيع أدويةً عدة، وكلما مر عليها أحدهم ليشتري دواء تقول له بلثغة مرة الدواء امامك على البسطة اختر منها ما بدا لك..
ضحكنا.. وكان صوتنا أعلى من هدير الزنانة، وأدفأ من كأس الشاي الذي بيدي ..
يسألني يوسف ضاحكا: وأنت دورك الآن! ما أجمل موقف مر بك اليوم؟
أجبته بثقة: هذه اللحظة! يغرق بيتنا في الظلام، وحولنا عواء الطائرات! ولكننا نشعل الأمل.. ونضحك رغما عن كل شيء.. لو ترانا الطائرة ونحن نضحك هكذا ستنتحر حتما!

غزة - فلسطين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى