محمد فائد البكري - بعد أن فقدوا الجدات!

كان أحد الذين
وصار لا يبحث عن جدة
ولا يغلق الحكاية جيدا
لا أعرف كيف ينسى هذا الليل أوله وهم هناك
لا جهة تحنو على عناوينهم
لا بيت يأوي الوقت الضائع
دائماً يعودون بجوارب ثقَُبها الحنين
ومسافات أثخنها الندم
لا يعرفون من أين يجيء الليل
ولا من أين تأتي الخيبات
أكثرهم أملا ينام بلا نظارات حتى لا يرى وحشة الوطن بوضوح
كل ليلة يضع رأسه خارج الصندوق
ويتلصص على ما تبقى في ذاكرة الجدة
من حكايات!
بعد أن أصبح الأول في ياسه
لم يعد ينافس أحدا على جدته!
الجدات أصبحن حكايات أيضا
أصبحن جدات في عالم آخر
وهكذا يجيء الليل الذي كان مجانياً
كل مرةٍ أتحسس معنى في واحدٍ من الذين...
أفقد أحد رفاقي
تكاثرت المرات التي لم يعد فيها رفاق
الآن لاشيء يتكاثر غير الليل
حتى الذين ينتظرون في الضفة الثانية
لا يرون سبباً واضحاً لتكرار الأيام
ولا يعرفون كيف يستعيدون الأمل في الخلاص
كل الأمنيات صارت صدئة
ويصيبها الصرير كلما فتح أحدُ الذين باب السؤال عن الحال
لا أحد يبحث عن فرصةٍ أخيرة
لا فرصة أخيرة تبحث عن أحد
وحتى الذين كانوا أصدقاء جدا
بعد أن فقدوا الجدَّات
صاروا يضعون الملصقات على الأبواب حتى لا يخطىء أحدٌ
ويدخل في حكاية أخرى!




2005/4/17

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى