[HEADING=3]أفكر كثيرا في هذه المسألة، هل سيحاسب الله كل خلقه بطريقة واحدة، بمعنى هل سيعطي ثوابا للغني لأنه تصدق من المال الذي وهبه الله له، ويحرم الفقير من هذا الثواب، رغم أنه لم يمتلك مالا يتصدق به على الفقير والمحتاج.[/HEADING]
وأتساءل: هل سيعامل ربنا كل مخلوقاته بطريقة واحدة، فقد خلق الله فتيات جميلات، وخلق سبحانه فتيات غير جميلات. هل سيحاسب النوعين بمقياس واحد.
.. .. ..
يواجهني وجه ممثلة اسمها ماري باي باي. يقدمونها في الأفلام مركزين على قبح وجهها. كانت ماري باي باي تمثل وترتزق من هذا القبح. فعندما يقرأ مخرج الفيلم القصة أمامه، يكتب في ملاحظاته إسمها ليستعين بها لكي يظهر مدى قبحها.
وقد تأثرنا كثيرا بما كتبه فيكتور هوجو – عندما صور مخلوق من مخلوقات الله، كان أحدبا، فأحب إمرأة جميلة بجنون.
.. .. ..
وقد حدثتني كاتبة سكندرية – زميلة – عن كاتبة سكندرية أخرى، شكت لي بأن البعض يميزها ويعطيها أكثر مما تستحق من شهرة، فما تحصل عليه من مكانة وشهرة وإهتمام لا يتناسب مع ما تقدمه من فن في الكتابة، فسألت زميلتي هذه: ألا ترين بأنها شديدة الجمال؟
قالت: هي في الحقيقة جميلة.
فقلت لها: الجمال له قوة وصولة ومكانة.
.. .. .. ..
وهذا ذكرني بمدير إدارة المشتريات في شركتنا، فقد عملت معه فتاة صارخة الجمال، فجعلها المهيمنة على كل أمور إدارته.
فغضب زميل لنا من هذا، وقابل رئيس الشركة وشكا له، فسأله رئيس الشركة: ألا ترى أنها جميلة جدا؟
فاندهش الموظف من هذا السؤال المباغت، وقال: هي جميلة حقا.
فرجع رئيس الشركة بظهره في مقعده الواسع للخلف قائلا: لو كنت أنت مكانه، وقابلتك إمرأة بهذا الجمال الباهر، هل يمكنك مقاومة جمالها؟
فأحس الموظف بأن مافيش فايدة في حواره هذا، فقال لرئيس الشركة: خلاص، إنقلني من عنده.
فنقله للإدارة التي إختارها، وظلت الفتاة الجميلة مسيطرة على إدارة المشتريات.
00
وهناك إمرأة أخرى اسمها ماري، ولدت في عام 1874 – كانت شابة جميلة، عملت ممرضة بإحدى المستشفيات، ثم تزوجت وأنجبت أربعة أطفال، لكنها عندما بلغت سن32 سنة بدأت تظهر عليها أعراض مرض العملقة وتضخم أطرافها، وتغيرت ملامح شكلها نهائيا، وهذا ما سبب لها نمو غير طبيعي وتشوه ملامح الوجه، فلم تعد تصلح للعمل كممرضة، وكان عليها أن تأتي بمال لتنفق على أطفالها الصغار. ونصحها البعض بإستخدام هذا القبح لتكسب مالا، فعملت في السيرك، كانوا يلقبوها بأبشع إمرأة في العالم، كانت تظهر لتفاجيء الأطفال بمدى قبحها.
إنني أفكر دائما في هذا النوع من النساء، وأتساءل ما هو شعور الممثلة التي يأتون بها لإظهار مدى قبح وجهها، أفلام كثيرة حدث فيها هذا، فيلم لمحمد فوزي – يفرض عليه والده الزواج من إبنة صديق له، فتقدم الفتاة له صورة قريبتها الدميمة التي تخاف من العنوسة، يرسلون إليه صورة الممثلة جمالات زايد، وعندما يعاد تمثيل نفس الفيلم بعد ذللك، يأتون بالممثلة سهير الباروني لتقديم صورتها للعريس الذي أصبح في هذا الفيلم – فؤاد المهندس. وفي الفيلمين يبالغا في إظهر قبح المرأتين – جمالات وزايد وسهير الباروني.
هذا يذكرني بحنان الطويل التي ظهرت في فيلم الناظر صلاح الدين، بإسم ميس انشراح، كانت شاب إسمه طارق، أجرت عملية جراحية وتحولت لإمرأة، ومثلت أيضا فيلم عسكر في المعسكر مع محمد هنيدي - قامت بدور كوريا - العالمة التي يعيش معها صلاح عبد الله – خال محمد هنيدي في الفيلم – الذي كان يعمل مدرسا للتاريخ وتحول لمغني مونلوجات في المسارح. شعرت حنان الطويل بالمهانة من أفراد أسرتها لأنها تحولت من طارق إلى حنان، وعندما وجدت لها مكانا بين ممثلي السينما حملت بين طّيِات رُوحِها حزن كبير وألم لا يتحملهُ بشرّ. فكان ينظر إليها أحد الفنانين مُستهزءا بقولة هو إنتِ فعلاً كنتِ "راجل" يا حنان؟
وتضحك حنان رغم آلامها. تضحك مُتألمه مما عانتهُ ومن السؤال نفسه وتجيبه..بأيوه ! كانت حنان الطويل تتمني أن تريٰ أي شخص يُحبها أو يتقرب إليها، لكنها لم تجد سوى السخرية والضحكات، فتعرضت للإكتئاب ورفضتّ أن تختلط بالناس، أو تتحدث مع أحدّ. وكان قرار أسرتها إدخالها إحدي المصحات النفسية للعلاج "مستشفي المجانين" كان غرضهم الحقيقي ليس العلاج بل إخفائها عن المجتمع ليس إلا .
هنا وصلت حنان الطويل لمرحلة النهاية ..
وأتساءل: هل سيعامل ربنا كل مخلوقاته بطريقة واحدة، فقد خلق الله فتيات جميلات، وخلق سبحانه فتيات غير جميلات. هل سيحاسب النوعين بمقياس واحد.
.. .. ..
يواجهني وجه ممثلة اسمها ماري باي باي. يقدمونها في الأفلام مركزين على قبح وجهها. كانت ماري باي باي تمثل وترتزق من هذا القبح. فعندما يقرأ مخرج الفيلم القصة أمامه، يكتب في ملاحظاته إسمها ليستعين بها لكي يظهر مدى قبحها.
وقد تأثرنا كثيرا بما كتبه فيكتور هوجو – عندما صور مخلوق من مخلوقات الله، كان أحدبا، فأحب إمرأة جميلة بجنون.
.. .. ..
وقد حدثتني كاتبة سكندرية – زميلة – عن كاتبة سكندرية أخرى، شكت لي بأن البعض يميزها ويعطيها أكثر مما تستحق من شهرة، فما تحصل عليه من مكانة وشهرة وإهتمام لا يتناسب مع ما تقدمه من فن في الكتابة، فسألت زميلتي هذه: ألا ترين بأنها شديدة الجمال؟
قالت: هي في الحقيقة جميلة.
فقلت لها: الجمال له قوة وصولة ومكانة.
.. .. .. ..
وهذا ذكرني بمدير إدارة المشتريات في شركتنا، فقد عملت معه فتاة صارخة الجمال، فجعلها المهيمنة على كل أمور إدارته.
فغضب زميل لنا من هذا، وقابل رئيس الشركة وشكا له، فسأله رئيس الشركة: ألا ترى أنها جميلة جدا؟
فاندهش الموظف من هذا السؤال المباغت، وقال: هي جميلة حقا.
فرجع رئيس الشركة بظهره في مقعده الواسع للخلف قائلا: لو كنت أنت مكانه، وقابلتك إمرأة بهذا الجمال الباهر، هل يمكنك مقاومة جمالها؟
فأحس الموظف بأن مافيش فايدة في حواره هذا، فقال لرئيس الشركة: خلاص، إنقلني من عنده.
فنقله للإدارة التي إختارها، وظلت الفتاة الجميلة مسيطرة على إدارة المشتريات.
00
وهناك إمرأة أخرى اسمها ماري، ولدت في عام 1874 – كانت شابة جميلة، عملت ممرضة بإحدى المستشفيات، ثم تزوجت وأنجبت أربعة أطفال، لكنها عندما بلغت سن32 سنة بدأت تظهر عليها أعراض مرض العملقة وتضخم أطرافها، وتغيرت ملامح شكلها نهائيا، وهذا ما سبب لها نمو غير طبيعي وتشوه ملامح الوجه، فلم تعد تصلح للعمل كممرضة، وكان عليها أن تأتي بمال لتنفق على أطفالها الصغار. ونصحها البعض بإستخدام هذا القبح لتكسب مالا، فعملت في السيرك، كانوا يلقبوها بأبشع إمرأة في العالم، كانت تظهر لتفاجيء الأطفال بمدى قبحها.
إنني أفكر دائما في هذا النوع من النساء، وأتساءل ما هو شعور الممثلة التي يأتون بها لإظهار مدى قبح وجهها، أفلام كثيرة حدث فيها هذا، فيلم لمحمد فوزي – يفرض عليه والده الزواج من إبنة صديق له، فتقدم الفتاة له صورة قريبتها الدميمة التي تخاف من العنوسة، يرسلون إليه صورة الممثلة جمالات زايد، وعندما يعاد تمثيل نفس الفيلم بعد ذللك، يأتون بالممثلة سهير الباروني لتقديم صورتها للعريس الذي أصبح في هذا الفيلم – فؤاد المهندس. وفي الفيلمين يبالغا في إظهر قبح المرأتين – جمالات وزايد وسهير الباروني.
هذا يذكرني بحنان الطويل التي ظهرت في فيلم الناظر صلاح الدين، بإسم ميس انشراح، كانت شاب إسمه طارق، أجرت عملية جراحية وتحولت لإمرأة، ومثلت أيضا فيلم عسكر في المعسكر مع محمد هنيدي - قامت بدور كوريا - العالمة التي يعيش معها صلاح عبد الله – خال محمد هنيدي في الفيلم – الذي كان يعمل مدرسا للتاريخ وتحول لمغني مونلوجات في المسارح. شعرت حنان الطويل بالمهانة من أفراد أسرتها لأنها تحولت من طارق إلى حنان، وعندما وجدت لها مكانا بين ممثلي السينما حملت بين طّيِات رُوحِها حزن كبير وألم لا يتحملهُ بشرّ. فكان ينظر إليها أحد الفنانين مُستهزءا بقولة هو إنتِ فعلاً كنتِ "راجل" يا حنان؟
وتضحك حنان رغم آلامها. تضحك مُتألمه مما عانتهُ ومن السؤال نفسه وتجيبه..بأيوه ! كانت حنان الطويل تتمني أن تريٰ أي شخص يُحبها أو يتقرب إليها، لكنها لم تجد سوى السخرية والضحكات، فتعرضت للإكتئاب ورفضتّ أن تختلط بالناس، أو تتحدث مع أحدّ. وكان قرار أسرتها إدخالها إحدي المصحات النفسية للعلاج "مستشفي المجانين" كان غرضهم الحقيقي ليس العلاج بل إخفائها عن المجتمع ليس إلا .
هنا وصلت حنان الطويل لمرحلة النهاية ..