حميد العنبر الخويلدي - هناك مُحرّضٌ للإبداع... داخليٌّ ام خارجيٌّ

كان الفرزدق إذا أعسرَ عليه الشعرُ يركبُ ناقتَه ويهيمُ في الوديان السحيقةٍ حسب مايروى عنه ،
وبعد حين من أسفاره الهائمة يستشعر إنَّ فيوضَ موهبته اندلقت .
فيقول حينَها أحدو بالقوافي فتأتي تترا مقطرةً كالابل الضاجّة .
هنا نفترض من هذا المنظور أنَّ السفرَ تغييرُ الامكنة
وبتغييرها تتغير عوامل المعادلة الذاتية والموضوعية
فلعلَّ للابداع محرِّضاً خارجيا ومحرضاً داخلياً وايُّهما يَرِدُ مَشْرعَ اللحظةِ الطقوسية ، نعم يُفَعّلُ بالحال أمّا واحداً أو كليهما ،ويبدأ فعل الخلق الصيروراتي حسب النوع والجنس الادبي ، تعبيرياً ، نغميّاً
طقوسياً ، وعلى مختلف بصمات الفن ،
قد يتعسّر ايجاد المحرّض بنوعَيْهِ في مكث الفنان احياناً ، مما يتلبّسُه قلقٌ خفيٌّ لنزوح غير محدّد أو رحيل ، وهي دعوةُ سفرٍ باطنية قد ، وقرارها الواقعي آت لابد
فالسفر ضالّةٌ مفقودةٌ ولابد من بحث
للعثور فيها على نشورات المحرض المرجوة ،
يُشتَملُ فيها على تحريك المزاج والاحساس وبهجة الروح . وتحريك خوامل النفس بدخولك عوالمَ تفترض طبيعتَها الحتميةَ على الشعور
. وهكذا ..
نعم نؤيد أن السفر مفتاح الحركة وانثيال إشراقات الامل.. لذا تجده مفضّلاً عند العرب قديماً اذ تناولوه في سِيَرهم ، ووصوفاتهم حيث عجائبُه وغرائبه ونوادره ، وكان يستعملونه علاجاً نفسياً وصحياً ،،
وشكرا

حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري. ،، العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى