حميد العنبر الخويلدي - المآل النسبي ناموس حتميٌّ في النتاج

نص شعري حداثوي
للشاعر السوري سليمان يوسف
***********


لو كنتُ امتلكُ براقَ العروجِ، لصعدتُ نحو قمرٍ ينامُ في رؤيايَ ،حين ابصركِ وحيا، يرنُّ في شغف غوايتي،ثم يرفُّ كجناح حلمٍ يسكنُ ضلعَ اشتعالي، كأنهُ خُلِقَ من نار إلهْ.
تلك الهيولى المستقرة في قحف هذا الكون؛كم هي بحاجة لذاكرة،تعيدها الى العدم المقتول؟!.
ها انا يرجّني نوم السهادِ كوقت من الف سؤال؟.
والمسافة بيننا شهقةُ عناقٍ،
فمتى نمشي كلّ هذا العراء،كي يتوحدَ ظلنا بين الاصابعِ،وانا من زرعتكَ ايها الحبُّ قمحا ووردا،
لكنّ غيومكَ أمطرت بعيدا،وحكاياكَ روتها اقدارُ الريحِ،لكنّ احتمالَ الورد في معطف الريحِ،يحضُّ الرصيفَ على البكاءْ؟.
روحي التي علّقتها على جدارية الشعرِ،لم يكتشفها احد؟؛ ربما تختبئُ سراً في غناء عصافير الجليلْ؟.
طقسكِ ينامُ على ناي حزني،والحزنُ مواسم لبكاء التاريخِ فوق لوحة الارضِ،وحين ادخلُ كلّ مداراتكِ ،تتصادمُ النجومُ ،كي تلبس قميصَ الانوثة.
تسقطُ العدالةُ حين تمشي الأرض على رأسها وانا سأذهبُ لجنونِ الوقتِ،حين يبصقني فراغُ الدهشةِ،
اقفزُ كجنادبِ الارض،تأويني ممراتُ الخرائبِ،
انسكبُ كرطوبة المغاورِ القديمة.
لايقاوم الحزنُ بكاءَ الغدر العلني،ولا تمسحُ الغيمةُ ظلَّ جناحها،هي الاشياء بالونة اختبارٍ،حين تجرّنا عربات الارصفةِ،
فلا نعود لرشدنا بعد ضياع طويلْ؟!،
كأننا نتوّحدُ في الهباءِ،في برهة انكسارِ الحجرْ.

.
.

* (( المآل النِّسبي ناموس حتميّ في النتاج ))

نص نقدي مقابل. ومن منظور اعتباري نرى بعين اليقين انًَ نصّاً
رشيقاً فرض حقيقةً معرفيةً لابد أن نقفَ عندها نتامّل الكيفيةَ التي صيّرت هذه البُنى
المخصّبة بلَقْحَة الوجودي المفتوح ، والمفتوح هنا لا اتجاه ينسحب عليه حصراً ونقول
زاويةٌ كذا وزاويةٌ كذا ، انما هي طباشيريةُ
كلِّ الجهات في آن معاً وبلا تريث ، اي فيضةٌ
مائجةٌ ونشورٌ عارمٌ يغطّي الظاهرةَ تلو الظاهرةِ دائرياً ، يشتمل عليها حلولاً وصورةً ، له منها ولها منه ، مكاشفةَ الشكليات في السطح ومكاشفةَ جيوب غائصها
حالاً دونما تأخير ، وكأنَّ مشيمةً استبطنت مخلوقاً بقدر هذا الاعتباري الكلّي في الكون .
وبقدر نُظُمِ النسبيّة ومآلها الدينامي الفنّي ، وهذا مع كل ظاهرة خلق ولو وردة قيصوم او خلق جرادة أو جبل ، نعم هناك مآل نسبي
يطّرد في التكوين ، هو شفرةُ علمية المخلوق في الصيرورة ومقتضاه الرياضي بعد الاتمام ،
فلعل كلَّ الخليقة منفردةً أو جمعاً لاتخلو من
من تقنية هذا المآل المهم ، والذي يؤشّر ويثبت معادلات القياس حسب الضرورة
في البُنية النَّصّية ايّما بُنية مادية ، تعبيرية ، لونية ، تشكيل ، أو موسيقى ،بل كلُّ شي ولو هذا الهواء والماء .نعم هناك نسبيةٌ عادلَتْه وقاستْه ، كما تتطلب قوانين سلالته ،
فمثلاً مَن جعل خِصرَ الغزال نحيفاً اخمصاً ورِدفيْه ممتلأيْنِ ، عينيه وفمه ، واذنيه، الوانه ، وتكحيلاته سواده وبياضه احمره ، ومنقّشاته وكل ما فيه ...؟
مَن جعل جسد هذا الحصان متعضّلاً بتناسق في صفاته..؟
او جسمانية فتاةٍ تبهرك صدراً واردافاًواكتافاً
حسناً وجمالاً ،كلّاّ بوزنياته وحسب غايات الفن والرونق فيه ،
نعم هو المآل النسبي للكتلة المصوّرة ،
كانت في صحن الطبيعة أو في متبنّيات النّصوص التعبيرية والإبداعية ،
مَن جعل حبّات العنقود والخوخة والبرتقالة وكل مايتعلق في الثمرات بصلة ...؟. من جعل الطير وأنواعه وألوانه وكيفياته ....؟
كل هذا يجري وينسحب ضمن نشاط هذا المآل المخصوص ،
طول الغصن والنخلة أوراقها وسعفها الموج والتيار الشمس وحركة سطوع النجم والقمر كل هذا محبوك بالنسبي ذاته
.
.
هنا امارات جمال نص المبدع سليمان يوسف
هذا الذي فرض علينا أن نقفَ متأمّلين ،
حيث لمحنا أول صفة هنا للجمال النَّصي
هي انطباعية النِّسبي في الصورة التعبيرية ،
وطور رشاقات هذا التقسيم البنائي المتناسق دونما تنشيز او خشونة في الكتلة التصويرية للجملة والعبارة وتوالدها ،
مؤكّدٌ جدا لابد من قراءة تحليلية او وقفة تحليل استنتاجي ، نعم فكان هذا المقال
وايراد فكرة الاعتبار النسبي في الصورة الشعرية رغم أن هذا الطراز النصي حديث جدا طرحَه العقل الشعري العربي أخيراً في الساحة ، وما سبقه من تنويعات جمّة سبقت اخذت حَيّزَها
من عهد الريادة الشعرية البِكر في زمن المرحوم بدر شاكر السيّاب ونازك الملائكة وكل الرعيل الاول .حتى هذا الاجتهاد والذي
لو أردنا أن نفسّره ، لماذا هو بهذه الشاكلة الهندسية للبناء ...؟
نعم انَّ مشروع العرب المعاصر اتسع في وعيه الحضاري ، وترامت ضروراته الوجودية رغم القصف المضاد من الماحول ومعادلاته العدوانية والفكرية الناشزة من قبل الخصوم لنا ، انما الامّةُ تطّرد فلابد من حتميات وجودية تحمل رؤاها لنتمكن من العروج نحو ذُرى ترهجُ في القدري وتلحُّ من خلالها على الواقعي الراهن الذي نحن منه .
فشاعرنا سليمان في مرحلته الآنية محط استجابة ومعه أبناء الجيل اجمعين مَن رحل ومَن بقى منهم ، نعم كفلاء جديرون بالمهمة والحلم والطماح .
ومنهم العظماء الذين خلدوا وعاشوا مجدهم فرحلوا تاركين ارثاً غزيرا ولازال هذا الإرث يستكمل اطواره وصيروراته ،
ومن هذا الحال نستبشر خيراً أن نصَّ المبدع
السوري قيد البحث من اول لحظات تلقينا ايّاه ، حيث افترض علينا أن نتابعه
ونميّز فيه هذه الصفةَ الواضحة للفن للجمال
فوجدنا نسبياته الفنّية وكيفياته التصيّرية
وإجراء حاصل حلول المآلات جميعا في العمل ، كونها عدّةَ مآلات تتخادم معا في المخلوق . ولايسع هنا أن نتناولها.
لولا حدّدنا المآل النسبي منها ..
والذي غطّى مساحة النتاج اجمعَه ، إذ برزَ
ك صفة غالبة اشتملت على سائر صفات العمل ، فاعطتْه سواءَ الخِلْقة في الترشيق
أولاً وفي الاكتناز الصوري حسب ضرورة المراد والطلب ثانياً
وثالثاً بهارة المحتوى وتفوّق المعاني فلو أردت جملةً باهرةً لابد أن يتعادل المعنى ولباسه اللفظي ميزان عدل .
رابعاً الذائقة واللون والحجم الطول والقصر
اي حساب الرياضيات وهندسة المقاس في الجزء والكل على السواء ،

حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى