علجية عيش - عمر شيدخ العيدوني: مؤتمر الصومام كان نوفمبر الثاني



بن طوبال أعدم 08 مجاهدين بتهمة المصالية واغتيال عبان رمضان جريمة لا تغتفر

في مذكرانه بعنوان "مملكة الفلاقة" يكشف المجاهد عمر العيدوني عن التحقيق الذي أجراه علي منجلي أثناء الثورة عندما كان ينظم الجيش بالحدود التونسية حول اغتيال عبان رمضان، بأن هذا الأخير قتل ظلما و عدوانا و أن اغتياله جريمة لا تغتفر مؤكدا أن الثورة الجزائرية ضمانها الشعب الجزائري بأكمله الذي طالب بالحرية ليس القيادات التي استفادت على الامتيازات، و يضيف أن هجومات 20 أوت 55 بالشمال القسنطيني كانت ردا على جاك سوستال ، وعلى اثر هده الأحداث و المعارك جاء مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956

454334475_26559885910292577_3087739950123188409_n.jpg

يكشف المجاهد عمر شيدخ العيدوني في مذكراته بعنوان مملكة الفلاقة أن 20 أوت 55 جاء على أساس تنظيم نظمه زيغود يوسف الفرقاني و عبد الله بن طوبال مع قائد أولاد عيدون السي مسعود بوعلي و اتفقوا على تنظيم العملية و حددوا لها الساعة و المكان، فكان تنفيذها في 09 ماي 55 على الساعة العاشرة ليلا، و دارت معركة بين الجيش الفرنسي و 300 مسبل موزعين على عدة جهات سميت معركة "بوالقفش" بين أولاد قاسم و السطارة بالميلية، و دوار أولاد دباب، كما التقى الجيشين بالشمال القسنطيني بقيادة الشهيد علي فارح وقاموا بقطع الطريق بين القل و الميلية و بين سكيكدة و الميلية و تخريب الجسور و أسلاك الهواتف و الكهرباء و حرق أملاك المعمرين من منطقة زاهر حتى جسر احزوزاين، و في 10 ماي 55 قام أولاد صالح بحرق مستودع الفلين بعجلق ليلا و لم تمنعهم وظائفهم لدى الاستعمار من إثبات ولائهم لوطنهم و تنفيذ العملية لفائدة الثورة، العملية التي خطط لها مسعود بوعلي كلفت فرنسا خسائر فادحة قدرت بأكثر من مليار فرنك فرنسي

أما زيغود يوسف و عبد الله بن طوبال لمنطقة بني صبيح يشاهدان ما يجري في أولاد عيدون، وردا على المستعمر فكر في القيام بهجومات شرسة ، فكانت هجومات 20 أوت 55 ، بالشمال القسنطيني، و هذا من أجل الرد على جاك سوستال الذي زار مكان المعركة رفقة قائد القوات المسلحة في الشرق الجزائري و قال أن هذه المنطقة يصعب التغلب عليها، كما أشار المجاهد عمر شيدخ العيدوني إلى المجزرة التي وقعت في عين عبيد و التي قتل فيها أكثر من 500 أبرياء من جرائم الحرب، أما في أولاد عيدون فقد وقعت 11 معركة في مختلف مناطق أولاد عيدون ( بوسباية، مشاط كاتينة و غيرها) قتل فيها 45 من الجيش الفرنسي و في معركة كاتينة قتل الكولون المعمرين و منهم ( ماصلو، كانتولي..)، كما استشهد فيها المجاهد علي بوزردام، الذي سمي على اسمه مدينة برج علي المعروفة باسم آراغو، و هي المنطقة التي وقعت في معركة شرسة بقيادة بن طوبال ، لتكون آراغو أول مدينة استرجعها جيش التحرير من الاحتلال الفرنسي، و يذكر المجاهد شيدخ العيدوني أن معركة حمام بني هارون قادها بن طوبال و استشهد فيها سي عبد الله من الشلف وكان هذا الأخير في المقاومة التونسية قبل أن يلتحق بالثورة، ثم في الساعة الرابعة من تاريخ 22 أوت 55 وقعت معركة بمنطقة أوداد الواقعة بين الميلية و قسنطينة سقط فيها العقيد جون رينو، ومن خلال شهادة المتحدث فإن المعارك كان مآلها إلى الفشل بسبب الخيانة، مثلما أشار في شهادته إلى المعركة التي وقعت في قسنطينة و التي قتل فيها المدعو علاوة عباس بشارع كليمونصو ( طريق جديدة حاليا) من طرف المجاهدين لأنه كان يمثل فرنسا في النظام السياسي.
455130058_525108193299005_4594302420657525373_n.jpg

ويعرج الشاهد إلى أحداث مؤتمر 20 أوت الصومام 56 الذي كان بقيادة ( سعد دحلب، يوسف بن خدة، كريم بلقاسم، العربي بن مهيدي، و عبان رمضان) ، ليؤكد أن فيه عرفت الشرعية و الديمقراطية ، و فيه أعيد الاعتبار للعلماء و المثقفين، فكان نوفمبر الثاني ، و فيه تم تقسيم النظام إلى أجهزة ( اقتصادي، مالي، أمني، سياسي) و من خلال هذا التقسيم قضى مؤتمر الصومام على الفساد من عنابة إلى وهران و الفوضى التي كان فيها المسؤول يقتل دون الرجوع إلى القانون و الأحكام العرفية السائدة، حيث كون لجان العدالة ، فكان كل ممن الشيخ الزاهي بمنطقة الميلية و لخضر بن عتيق، و السعيد بوزعبوش يقومون بمهام القضاة و لهم مساعدين، ماعدا الشمال القسنطينية و العاصمة و منطقة القبائل لم تقع فيها الفوضى، حسب شهادة المجاهد عمر شيدخ العيدوني، فإن بعض من جماعة أول نوفمبر لم تكن راضية على المؤتمر وقامت بالطعن فيه و هم ( أحمد بن بلة، علي محساس و علي كافي) لأنهم كانوا يريدون أن يكونوا ضمن أعضاء لجنة التنفيذ و التنسيق التي شكلها عبان رمضان، وراحوا بالقول أن جبهة التحرير الوطني هي جبهة الشعب الجزائري، بعدما اتهموهم بأنهم بالمركزيين، وهي الأسباب التي أدت إلى اغتيال عبان رمضان، بشهادة علي منجلي عندما كان مسؤولا عن الجيش في الحدود التونسية، وكان علي منجلي الذي وصفه الشاهد بديغول الجزائر، و هو بصدد تنظيم الجيش بالحدود التونسية قد حقق في اغتيال عبان رمضان، و تبين أن عبان رمضان قال ظلما و عدوانا و أن اغتياله جريمة لا تغتفر.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى