حميد العنبر الخويلدي - للشاعرِ حضورٌ في عالميةكربلاء

★الشعرُ لسانٌ خارجٌ عن التلقين المنهجي مهما كثر واحتشد ، فلعلَّ المبدعَ حين اللحظة المستدامة بالبروق ماكان هو نفسه الذي فتح باب الاستقبال او دخل النادي بصورته وجثمانه أو . او . الخ
انما هو الوجودُ المتحوّلُ اعتبارياً على قدر التَّناصّ في العمل إجمالاً قصيُّه في المتناهي واللامتناهي ، وفي النفس
الجُرمِيَّة المفتوحةِ على غَيْبِها الغامضِ أو عَدَميِّها ،
فالاملاءُ ماارادَهُ الحقُّ وما براهُ الوجودُ بغرابيله التي لاتُغَشُّ ولا تَغِشُّ ، ـ والحقُّ كما قالوا
يجري على ألْسِنَة الخَلْق ـ ، ومن الخَلْق المعني الآن
مبدعُنا الفذُّ واستاذنا الجليل الفراتُ .وهو يستجلي من حيث صفق الجناحُ فهوّمَ في
أكاليل من الودِّ والفيوض طالعها ولامعها ،
كيف والخامةُ الماسِيَّةُ الحسينُ ع ،
فياروحُ هوّمي وياجوارحُ بما تَعُبّي ، لاتبقي
ولاتذري في السّلال من شيء ، معك الهوى والغوى ، والمتاعُ نارٌ من الوَجْد والفَقْد والمكاشفة ،
فلِمَ الهجرةُ إليه بهذا المارثون جميعنا -عليه السلام ...؟
ولِمَ الإطواء عند العاشقين وأهل الحقيقة ...؟
لِم تركُ الغالي والنَّفيس لولا الزهيد والخفيف من الحاجة...؟
لِم التَّقشّفُ مع النَّفس بهذا الوقت بالتحديد ...؟
هل نحن خرجنا عن المِلَلِ والنِّحَلِ وكسرنا المؤتلِفَ إلى المختلِف عنه ...؟
وهل من شيءٍ ياترى ..ا
ولو كان نفترضه ، فماهو ...؟
فلعلَّ عارفاً بيننا يضع بصمةَ اصبعٍ إمضاءاً لنعرف الاتجاهَ والبوصلةَ ،
ياليتَ والف ياليتَ ، نعم ولازلنا ننتظر
طبعاً ، يهوّشُ المهوّشونَ و يختصمُ المختصمون
والساخرون والمضلّلون والبُغاةُ والفاسدون
والنَّفعيون ومااكثرهم في الوقت ،
والأعداء والمتربّصون ، حدَّ استجلاء رؤاهم
الفكرية والفلسفية لتشويه وجه الحقيقة التي لا يراها إلّا مؤمن متيقن عارفُ بما يريد الرَّب سبحانه ،
نحن مطمئنون على مانحن عليه
نرى قبسَ النور وصولجانَ الحكمة ، نعم إنه سلطانٌ عال جدا ، شامخٌ ومنيف
إنّه المارثون العالمي - مشاية كربلاء وملايينها
من البيض والسود ، من العرب والعجم ، من بلدان المعمورة ،
ماذا ياترى هل دعوناهم دعوةً ...؟
فلبّوا دعوتنا ، وهل هم ضيوفٌ وايُّ ضيوف مثلهم ، وبايِّ الحُقب التاريخية ،
فلماذا الآن نعم هناك سرُّ حقيقة غامضٌ نتوخاه ولانقول نعرفه أو ندّعي ،
أبداً نحن مندهشون ومغمورون منذ اعوام
في الظاهرة ، نتأمّلها نحصرها حتى احيانا نقسرها لافهامنا التعسّفية نحن بشر ولا أنبياء كي نعلمَ الغيبَ بالقدرة.
شاعرنا والذي أثار فينا شجن السرديات الملحمية والحماسية والشعرية ، والتاريخي من الدهر الموثّق والمنقول ، المحكي والمضاف كل سنة ، وهنا اختلاف ملحمة كربلاء عن شبيهاتها من الملاحم ،لا تتوقف عند وقت أو منصة
انما مفتوحة الازرار والحلقات مع الزمن وما دام كل عام يأتي بجديده فيضاف ، أما ملاحم التاريخ وقفت عند محطات وثبتت ، كالسومرية والفرعونية والالياذة وغيرها ،
وهذا سرٌّ كذلك.
شاعرنا هنا حجَّ في منزله ، ولظرف خاص به
ومااحلى حجيج القصيدة فهو الصادق والصالح
المتجلي في حقائق النور والشعشعان ،
رأت روحُه كلَّ شي جازماً رأتْ ،
( بزغت من طفوفها كربلاءُ
أمُّ شمسٍ من حولها الانبياءُ )
شمولية وعالميةِ وفلسفةُ وجودٍ كوني
مدهش جامع للحقائق مختزل الظلمة عن نورها المشرأب
( وتلاقت في المرقديْنِ ملايينٌ
عليهُنَّ من نضارٍ سماءُ )
وخلاصة ما نريد قوله هنا أنَّ الظاهرة الحسينيةَ سرٌّ خطيرٌ
وهامٌّ .. ورايُنا وعسانا أصبنا
انَّ الاسلام حاصلٌ ابديُّ القدرة و وجودٌ اعتباريٌّ
ذو مآلاتٍ سبعةٍ يبدأ ب *محمد صلى الله عليه وسلم أولاً وهو الأساس المستفيض ويختم *بالحسين -ع- وقبله اخوه الحسن -ع- مآلٌ سادسٌ
حسبَ دوره ومقتضاه من الفترة الشاملة للوجود ،
مرورا بالفترة الراشدة ، ولنا توضيحنا في وقت ، سنبحث ذلك لو وفقنا الله ،
فلعلَّه ـ ونقصد إمامَنا الحسين ع- الجامعُ المانعُ ، والاخيرُ السابعُ باعتباره حاصلاً كونياً ابديّاً ،
والظاهرةُ المليونية في تدرّجٍ لكمال صيرورتها الجمالية ، فمنذ زمن كان قد انبأت وكشفت عن نفسها ومكنون محتواها رغم مابها من جمال وماعليها من مآخذ ، نحن علميون والبيدرُ حاصلٌ نقيٌّ وقشٌّ ريثما يُستخلص .
ولنا في وقت استبيان ذلك لو أراد الله
عذرا عن الشطح .


حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري ،، العراق



.
.
.
* قصيدة عمود حسينية الوقع ..
للشاعر الفرات بن علي

للأمةِ ابتداء

( واعتصموا بحبل اللهِ جميعاً ولا تفرَّقوا )
_ قرآن كريم _

بزَغَتْ
منْ طفوفِها كربلاءُ
أُمَّ شمسٍ
منْ حولِها الأنبياءُ

وتلاقَتْ
في المرقدينِ ملايينٌ
عليهنَّ منْ نضارٍ
سماءُ

والجراحُ المستَنْفَراتُ
نجومٌ
بسراجينِ
لا تزالُ تُضاءُ

قمرُ العِزَّةِ الحسينُ
وبدرُ الهاشميينَ
ثورةٌ وفداءُ

والخلودُ التفاتةٌ
منْ شهودِ المستَنيرَيْنِ بالهدى
غرَّاءُ

والعُلا
لنْ يؤولَ أُفْقاً جليَّاً
دونَ انْ تستوحيهما العلياءُ

يأنفُ الرُّوحُ
أنْ يهوِّمَ صَبَّاً
والصَّباباتُ لمْ تُذِعْها دماءُ

كلُّ شبْرٍ
إلى الحسينِ سبيلٌ
بدماءٍ جيَّاشةٍ
مُستضاءُ

يا ابا الثائرينَ
في كلِّ أرضٍ وزمانٍ
وما استدامَ البقاءُ

ينهجُ الخلقُ والمدى
مُستهامَيْنِ
بمعناكَ
والهيامُ ارتقاءُ

كيفَ لا ؟!
والوجودُ دونكَ قَفْرٌ
وصحارٍ من الغضا
جرداءُ

ليسُ نرجو الحياةَ
إلَّا وأنتمْ
آلَ بيتِ النبيِّ
فيها الرجاءُ

والهوى في سواكُمُ
ذو هوانٍ
وهواكمْ أقلُّهُ
كبرياءُ

شَجَرُ اللهِ أنتمُ
مستظلٌّ
تحتَ أغصانِهِ
غدٌ وضَّاءُ

لا يراهُ المرجِّفونَ
ولكنْ
صوَّرَتْهُ المنائرُ الشَّقراءُ

بعليٍّ
وفي بنيهِ تجلَّتْ
دولةُ المصطفى
وشِيدَ البناءُ

بدماءِ الحسينِ
لمَّا تنادى هاتفُ اللهِ
ايها الفُرَقاءُ

قامَ للحقِّ طفُّهُ
فاستقيموا
ملتقى أُمَّةٍ
هو الإبتداءُ

ليسَ يعلو على الحقيقةِ صوتٌ
وحسينٌ
حقيقةٌ عصماءُ

.
.
.

★ رد للشاعر الفرات بن علي
على مقالة الخويلدي ..

حميد العنبر الخويلدي عظيم شكري وامتناني لهذه النظرات المعمقة الي اغنت النص بلا ريب وطقوس الحادثة السردية في سيرور هوة تاريخ مشترك ومشتبك اصبح من الضروري جدا تشخيص نقطة الشروع التاسيسية والعمل الجاد في البناء عليها .

ولا اضيف في هذا النص اكثر من الاشارة الى ان ( الامة ) اختلفت كثيرا في تصور وتاويل مرحلة التكريس الاولى وصراع ( مراكز القوى ) بدءاً من السقيفة الى النزاع بين الامام علي _ ع _ ومعاوية الذي بات محسوم الحقانية لدى الاغلبية العظمى . الا ان مرحلة ( الثورة ) بنظري هي التي ينبغي اجتماع الامة في صورتها ومحتواها لوضوح الحقانية فيها لدى الجميع تقريبا واكتمال التمييز بين القيادة الثورية الحسينية التقدمية والسلطة المنحرفة الغاشمة الاموية . من هنا اعتقد ان نشرع ونؤسس حاضرا ومستقبلا ناضجين للجميع . ان حقيقة الثورة الحسينية المحلية والانسانية كفيلة بالبناء الصميمي الذي يفرق بوضوح تام بين الحق والباطل والخيانة والشرعية والتقدم المستنير وقوى الظلام المتخلفة .

اخي الغالي الاستاذ الخويلدي .. انها وجهة نظر تجشمها الشعر في سبيل مكاشفة ضرورية برايي للتاسيس والبناء خاصة ان العودة الى ما سبقها اشكالية مستعصية في تاريخنا من الصعوبة البالغة ان لم يكن من الاستحالة حاليا الانطلاق بصورة صحية منها .

ولقد حاولت ان لا اضحي بالفن في سبيل الفكر وان لا اضحي بالفكر في سبيل الفن في موازنة مختصرة مكثفة . عسى ان ان اوفق الى صيغة فنية فكرية متناسقة سيما وان العمود بروحه الخطابية المنبرية وتشوفه للمعاصرة قد يساهم في دفع التراث الى المداخلة المباشرة التي اطمح ان تمتد بالموضوعة الى طرازات الشعر والادب الاخرى في سبيل توليفة اكثر شمولية للاشكالية واكثر حضورا ومعايشة لواقعنا وانساننا الحاليين . عسى ان يحدث ذلك ويساهم اخرون ، ربما ، في هذا الاتجاه جهدا واضافة وتطويرا . عسى باذنه تعالى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى