بدر الدين العتَّاق - "الميمان" القصيدة الديوانية

تمهيد
في كتاب الأستاذ الدكتور / عبد الله الطيب؛ " مع المتنبي" والذي تدور مواضيعه حول الصور والرموز والكنايات في الشعر العربي القديم ، وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات والندوات ألقاها في جمهورية العراق بعدد من جامعاتها أواخر الستينيات من القرن الماضي 1968 تقريباً ؛ وكذلك جاء في كتابه الفريد " المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها" الجزء الثالث والرابع عن ذات الموضوع بشكل أكبر في منتصف خمسينيات القرن الماضي 1955 ؛ حيث اجتهد البروفيسور عبد الله الطيب بشكل ملحوظ في توثيق وتدعيم فكرة ) الصور والرموز والكنايات في الشعر العربي القديم( تحديداً؛ باعتباره أحد أعمدة الشعر قديمه وحديثه بحكم الوقت ؛ وقد ثبَّت الفكرة التي صارت منهجاً علمياً وأكاديمياً عالمياً مرموقاً ومدروساً يشار إليه بالبنان بل أحد أهم المراجع العلمية والأكاديمية والثقافية في الأدب العربي قديمه وحديثه ولا يمكن تجاوزه بلا شك.
الميمان؛ القصيدة الديوانية
هكذا ثبتت في أذهاننا ومتخصصي دراسة الأدب العربي والغربي على السواء تكوين فكرة كتابة القصيدة العمودية أو النثرية إن شئت باعتبارها قاعدة أصولية من قواعد فقه الأدب العربي والشعر العربي القديم بالذَّات؛ وعليه يدخل حاق ذلك مضمون التصور والخيال من عُدَّة وجوه منها الحقيقة ومنها الخيال، لإرسال رسالة شعورية فكرية لذهن وقلب المتلقي في آنٍ واحد ؛ ويتكيف معها المتلقي بالأسلوب المطروح والذي يخاطب وجدانه وقضيته وعقله وما إلى ذلك سبيلاً ؛ فمنهم من يتقبلها ويرضى عنها ومنهم من يرفضها ويسخط عليها وهذا الأمر معياره في تقديري الشخصي الذوق القائم على المعرفة المتعمقة في الباب المشار إليه.
أنا قدَّمت بتلك الطريقة لأُمَهِّدَ للقارئ المهتم بالأدب والثقافة والعلوم أنَّ معيار التذوق المنهجي قد كُسِرَ قيده في قصيدة" الميمان "للأستاذ الشاعر الكبير / منعم رحمه؛ إذ خالف كل المناهج التعليمية التي تدرس في الجامعات والمعاهد العليا ذات الصلة والتي وكد جهدها أساتذتنا الكبار والقدوة الحسنة في تتبع سبيل مقاصد القصيدة وفكرتها التي تدور حولها بأي شكل كانت؛ إذ عامل الزمن غيَّر في المفاهيم كما غير في التجربات؛ وهذا ما أراه في تعريفي لهذه القصيدة حديثة الطابع غريبة الطالع ورحم الله عبد الله الطيب وطه حسين والعقَّاد والعتَّاق.
أسلوب القصيدة اليتيمة
شرع الأستاذ الشاعر الكبير / عبد المنعم رحمه ؛ في إبدال الفكرة التصويرية لتحريك عوامل الطبيعة من ذكر الدِمَن والديار كما جاء في المصادر أعلاه؛ إلى صورة حيوية متحركة في المزاج النفسي للقارئ بأن وضع فكرة الخيال من الرموز والصور والكنايات المثبتة في ذهن الشاعر البدوي القديم والذي أخذت أنا من مدرستهم الشعرية قواعد كتابة النص الشعري المقدس وآليته في التقعيد والتعقيد اللغوي ؛ إلى وضع ذات الصور والرموز والكنايات في شكل صور فوتوغرافية من مختلف المصادر والمراجع المتداولة سواء من النت لاعتماد فكرة المرجعية حالة النص أو في حالة تغيير النمطية الشعرية القديمة بالصور الفوتوغرافية ذاتها من قوقل لتثبيت فكرته الحديثة ذات الختم والبصمة الخاصتين به هو فقط وله فيها حق الملكية الفكرية بلا ريب.
إذاً ؛ تغيَّرت عنده قواعد وضعية القالب الشعري محاولاً في ذلك وضع قاعدة جديدة وحديثة لمدرسته الفكرية أو قل الشعرية بحيث تكون نمطاً منموطاً تسير به الرُبَّان والركبان؛ ورحم الله حادي الركب القائل وهو بن حجر الكندي :
لمن طلل بين الجدية والجبل * محل قديم العهد طالت به الطيل
والمجذوب القائل :
إن التي أسكرتنا من بشاشتها * ما زال في خدها من لمسنا أثر
وزهيراً القائل :
هل غادر الشعراء من متردم * أم هل عرفت الدار بعد توهم
ورحم الله بدر الدين العتَّاق؛ القائل :
هو الشعر كأس مدامة أتجرع * ويسكر النشو من طيف الهوى
من البردان وقطربل بها * أتيت وفدفداً طويت الدكا
بعلنداة شزن ذات كومة * زميلة السير سريعة الخطى
من أجل الصبابة واللمى * والبرد وثناياها من أجل هدى
فقد كسر منعم رحمة كل تلك الجزالات الشعرية ما بين غمضة عين وانتباهتها وأتمنى على الله منه أن لا تذهب بمدرستي الكلاسيكية التي أدمنتها ودافعت عنها هباء وسدى يا منعم رحمه.
هذا! الميمان؛ قصيدة فلسفية صوفية عرفانية في المقام الأول ومن الطراز الرفيع بلا شك؛ ومرد ذلك عندي هو مدح النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه؛ بشكل تراتبي منذ خلق الخليقة إلى ميلاده الشريف؛ آخذاً في ذلك بعض القضايا المتعلقة إمَّا بالعقيدة الإسلامية وإمَّا بالفكر الفلسفي وإمَّا بالشعور الوسط بين النَّفَسَيْن فيها؛ نَفَسُ الفلسفة الناشئ من التجربات الذاتية على المستوى الشخصي؛ ونَفَسُ العقيدة الناشئ من محبة الله ورسوله بحكم الغريزة والفطرة ؛ لكن بطريقة سردية غريبة وعميقة لا يمكن عرضها كما جرت العادة إلا بالاطلاع عليها مباشرة من الديوان والواقعة في تسع وأربعين صفحة ، بمعنى أنَّ الديوان عبارة عن قصيدة واحدة فقط هي " الميمان ".
موضوع القصيدة" الميمان "
بهذه المناسبة؛ القصيدة النصيِّة النظمية ذات الأسلوب التفعيلي في حد ذاتها متوسطة الطول في الأبيات لكن ما زادها طولاً هو تحويل مخيلة الكنايات والرموز والصور من حالة جمود ذهني قديمة إلى حالة حركة شعورية حياتية حداثوية على أقل تقدير كمت ذكرت آنفاً باختلاف حكم الوقت / المدرسة التقليدية / بمفهوم التطور الفكري الحضاري والرسم بالكلمات / المدرسة الحداثوية جداً / إلى الرسم بالصور تجسيداً وتحقيقاً.
تخاطب القصيدة الآتي :
١ / مناقشة ومراجعة وتحقيق وضبط ومعالجة الكتب السماوية من جديد؛ وهذا غريب؛ وأقول بذلك لأنَّ الشاعر الكبير خلط بين عُدَّة مفاهيم حسب تصوره هو حالة التفاسير الموروثة للكتب السماوية وأحالها إلى نظم شعري متأعصر؛ حيث راجعتها فيها وقَبِلَ مني ذلك.
٢ / القضايا الفقهية والفكرية والفلسفية؛ من حيث هي قضايا لا من حيث هي معتقدات فقط بطريقة مختلفة تماماً عمَّا ألفه العقل البشري الحديث.
٣ / الفكرة في تركيب وترتيب العلاقة بين نشأة الكون ونشأة البشر؛ وما ينقص هذه الفقرة هو الضلع الثالث من مثلث : الله؛ الكون؛ الإنسان؛ التي تمثِّل أحد جوهر فكرة الفلسفة البشرية والطبيعية قديمها وحديثها.
٤ / قصة آدم وبداية الخلق؛ وهي قضية مفصلية قُتِلَتْ بحثاً وتدقيقاً.
٥ / دور الشعر في نبوءة محمد ؛ وعلاقتها مع بداية الخلق؛ وهي مطروقة وشائعة لكنه تناولها بأسلوب سلس وجيد ويُختلف عليه فيها.
٦ / رأي الأديان والكتب السماوية في خلق الإنسان؛ كذلك بعض الديانات الوضعية كالزرادشتية والبوذية والفكرية كمدرسة الدكتور / محمد شحرور ، وغيره.
٧ / فلسفة الديانات في مبدأ خلق آدم والبرزخ والموت " العنقريب " وما إلى ذلك ؛ ويبدو أنَّ هذه القضية تؤرِّق مضاجع صاحبنا الشاعر الكبير وليس محلها ههنا من التفصيل كما يعلم جيداً هو بذلك.
٨ / الميثولوجيا الإغريقية ) الإله حتحور ( وله ولعٌ ظاهر فيه لكن إلى التوهان أقرب منه إلى الحقيقة وتمت مراجعته فيها لكن الغرض الأساس هو طريقة نظم القصيدة بهذا الكم الهائل من التعمق في الفلسفات والتجربات والتعمق في الأفكار.
٩ / مرة أخرى؛ خلق الإنسان في القرآن سورة المؤمنون؛ وقصة قابيل وهابيل ؛ يشير أيضاً إلى قوله تعالى : { بلى قادرين على أن نسوي بنانه } سورة القيامة.
١٠ / مخاطبة العقل والقلب البشري في أعمق صوره وغاياته ومقاصده ومعانيه تتمثل في الفرق بين تمدد السماء وتمدد الكون؛ وعلاقة الميمان بنشأة وتطور الكون؛ وظل الغمام؛ بمعنى دائرة الوجود : الله؛ الكون؛ الإنسان.
تلخيص فكرة القصيدة الديوانية
يمكنني تلخيصها بما فهمته منها - وما فهمت منها إلا القليل - لأنَّها من التعقيد والتقعيد بمكان لا يستهان به؛ وعلى القارئ الإدلاء برأيه حالما قرأها إذا أصابت عنده مغرم؛ على النحو التالي :
١ / القصيدة تقع تحت طائلة فن كتابة القصة والحكايا وبين كتابة الشعر بصرياً.
٢ / فكرة الخلق عِلمياً وفيزيائياً؛ لأنَّه أشار إلى مسألة المعراج النبوي الشريف.
٣ / تنوع الروايات في الحضارات والثقافات القديمة وتنوع مصادر نشأة الخلق.
٤ / ما حدث في طوفان نوح وما وراءه من نبأ " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي؛ وغيض الماء؛ واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين " سورة هود.
٥ / إبراهيم النبي؛ المصلح الإجتماعي الأكبر؛ وقد ذهب فيه مذاهباً شتَّى؛ فلتراجع في موضعها إن شاء الله.
٦ / منها عيد الأضحى؛ ورفع القواعد من البيت؛ تمهيداً لميلاد النبي محمد.
٧ / موسى الكليم؛ الوصايا العشر؛ وتابوت العهد.
٨ / عيسى روح الله وكلمته؛ البشارة بأحمد الخاتم.
٩ / محمد؛ وميلاده الميمون؛ التغيير والإصلاح الكوكبي.
١٠ / الإخراج النبوي الشريف؛ بداية لحياة جديدة على كوكب الأرض.
نص القصيدة النصية النظمية فقط
مِن مِيمينَّك
(مَا) المِلح المَاء ،المَرأة ، الحِلم
وبَيهن زَانَ الخَالِق مَا الآدم عِلم
ومِنها ماء النّفس الروح
وَفَضلَة خيرَك مِيم االمُزن
وَأنت مَحَمَد .. أحمَد .
وَمِن هَا المِيم
(مَا) الحَمد، السَمع ، السَلم
ومَاء مِن حوضَك
تَشفي وِتَكفي الخَلق
وَمِنهَا كَذّلِك
مَاء الرِحم ،الأُم
وَطَوعَ بَنَانِك (مَا) المَلأ الأُمة .
وَسِرّك سر
سُرَة مَكّة مَدِينة
تنوع وعَدل .
ومِنهن أيضاً
(ما) الشّمس
القمر الأبيض ، أزرق ، أحمر وفُل
وسَبَقت مِيمك
(ما) المُلك
وأنت العَبد ..
وكُل ما كَانَ ، كَائن ، صَار ،
يَكون بي أمر منه الحق الّله .
سَماوَات سَبِع وأرضِين
مَرتُوقَات رَتِّق ،
قّبل الفَتِّق ،
وأبَ البَشر مجدُول ..
ما بَين كَاف الخَلِق والنُون ،
البَّحر والطِّين ،
وَفي لوحهِ هو المَحفُوظِ ،
كَان أمرَك انقَضى ،
عَليك السلام .
هُو المَاءَ أبجَدُنَا، أبجَد كُّل شيء .
وقَطرَةُ المَاء الوَاحِدة ..
لَولا قُوةُ التَوتُر السَطحِي لِمَا تمَاسَكَت ، لِمَا تَبخَرت ،
لِمَا تَنزِل المَطَر ..
وَلِمَا
إِن وجِدَت الحَيَاة ..
وَفِي كُّلِ قَطرةِ صَغيرةٍ نَحواً مِن
الخَمسَةِ بعد الألفِ بعد المِليون جُزيء مَاء ..
هُو المَاءَ أبجَدُ كُّل شيء .
هُو المَاءَ مِنه وبِه قَوامُ كُّل شيء ..
هُو المَاءَ .
هُو المَاءَ الوَسَطُ الّذِي يَذوبُ فِيه وبِهِ
تَنتَقلُ جَمِيع عَناصِر الغِذَاء
وَتَكتَمِل في الجّسَد دَورَة العَمَل .
هُو المَاءَ
بِهِ - داخِل وخَارج الخَلايَا–
يَستَقِيم مُستَّوى (إسمُوزي الضَّغط)
وَيَقُومُ بعَمليةِ التَوازنِ دَاخِل الجِسمِ
(تَّوازُناً إِلكتُرونِيِّاً).
هُو المَاءَ .
بِهِ ،ثبوتِ دَرجَة حَرارَة الجِسمِ عِندَ حَدِها الطَبيعيِّ
هُو المَاءَ .
هو الماء بعذبه أجاجه و بينهما برزخ لا يبغيان
بَصمّة أصابِع يستَحيل َتّشبه بَعَض
أو تَماثل ليها حَد ،
والعين كمان
بصمة لسان بصمة سنان
بَصمّة شَعر
أيضّاً قَدّم ،
وزيد وبارِك بصمة أُذن
كَمان
حتّى العَرق .
شُغلَ البّصير
واحِد أحد .
الأرض حدَّها ما يليك ، تِحت النِعال
وكَدَيب يَديك
الأرض ما طالها البصر ، طَالهَا البصِير .
وسقفك سماك
الأرض كُل الأرض جزء
الأرض ضُل وضُلك معَاك
ما بِنفصِم أو يِنقَسم
فِيكَ إنتَ ومَا خِتَاك
فابقى شاكر وإلتزم .
وكان الإنسان جاحداً وكفورا ..
وعَلا المِاءُ جَسَد الأرض ،
وفَارَ التَّنُور ،فَارَ التَّنُور ، فَارَ...
وَطَغَى المَاء الطوفان ،
ليموت كل شيء
عدا من كان في الجارية
من حمل النبي نوح / نه/ نو ..
في جِلدِ الغيمةِ تُظهِرُ قَوسُك ،
في مَحفُوظِ الّلوحِ قَضّيت
فَابَتلَعتِ الأرضُ مَاءَهَا وسَبَحت ،
السَماءُ أقلَعَت ..
لِتَستَوي وَالسَفِينُ اليَابِسَة ،
مِن بَعدَ أن لوَّحَ الحَمَامُ بِغُصنِهِ الزَيتُون .
وَمِثلَهُ السَّماءُ لَوَحَت بِقَوسٍهَا النيليّ :
أزرَقٍاً ، أخضَرٍاً ، أصفَراً ،
أحمراً وَبُرتقال .
وَكَانَ ذَلك أولَ عَهدٍ بِقَوسِ قُزَح ،
فَمِن قَبلِ الطُوفاَنِ
كَانتِ كُّلُ السَماءِ تَلتَحِفُ
جَلامِد السُّحبِ ومُكَثَّف البُخَار .
مِن العَنقَريب
لَي غَادِى لَي النَجمَة أُم ضَنب
مَشحُوط بَراك ،
حَجّاز مَطَر
مَربُوك تَقلِّب في الحِجَج
إِعمَال فِكِر ..
بَاريتُو هُو .. وَجهَ القمر ،
لكّنه هُو بسراع أفَل
والشَّمِش
بَاريتَها يُووت
مِن مَشرِقَه لَي مَغرِبَه
والضَي حَتَل ..
الشَك تَوا .. كِكيف نَبَل ؟
وشِلتَه فَاسَك وانبَريت في الأصنام كَسِر
كَسرًاً كَسِر
ما كلُو آيِل لَي زَوَال
إلا الّذِي أسلّمتَ لَّه .
فَاتق السَّما مِن الأرِض ..
شمس النِهار من ليل بَهيم
وسَميتنَا نِحنَه المُسلِمِين
حَد بِنيّه
وحَد ولَيد
أوّاه حَليم ، قَلبَك حَنِيف
أواب .. عفيف
كلّك يقين بعد شكٍ إبتلاء ،
شُغلَك نَضِيف
وعَاجمِنَك إِنتَ يالسؤال
ومِن فُوق لَي دَّه ذّبحَ الوَلد.
ومِن بَعدِ دَّه
نَار المَهاجِر والسَمُوم
المَي عَدَم
والصَي نِعَال
للخَليتُهم انت وراء الجِبَال
يَا يَابا هُوي صَدرَك وسيع
وعقلك سَنين
سِيدِي الخَلِيل
سِيدِي الخَلِيل سِيدِي
صَليت عَليك وثَنَيت عليك
مِن بَعدو هُو سِيد الخَلِق ،
بي دَعوة إَبراهِيم
مِيلادَك دَنَى ..
في تَورَاةِ موسى ، موسى الكليم
ذِكرك هناك ،
و إلإنجِيل ذَكَر ،
و قَصَدَك بالإِسم
أحمد عِدِل
ومِترَحمِن دَعا :
طُوبَى
(طُوبَى للمَسَاكِين بالرُّوحِ ،
فإنّ لهُم مَلكُوت السَّمواتِ ..
طُوبَى للوُدعَاءِ ،
فإِنهُم يَرثُون الأرض ..
طُوبَى للحزَانَى فإِنهُم يُتعَزُون) ..
خروج من المأزق الشعري
أقول : من ناحية هي قصيدة؛ هي قصيدة بما لا يدع مجالاً للشك؛ ومن ناحية هي مأزق شعري فهي مأزق شعري ضارب في التعقيد بجذوره الشعورية الكلاسيكية المتعارف عليها؛ ولست هنا بصدد الحكم أو التجيير لكاتبها أو للقصيدة من أي باب شئت؛ بل بصدد التعريف بلونية شعورية حداثوية أغار بها صاحبنا علينا غيرة الشنفري حين وضعت له النُقَّاد اسماً آخراً لقصيدته اللامية :
إن الذي بالشعب دون سلع * لقتيلا دمه ما يطل
( أعجب العجب؛ في لامية العرب ) ؛ من أوسع أبواب الفكر والفلسفة والتصوف والعرفان والشعر في حد ذاته ، والتي أنا بتقديمها للقارئ لأول مرَّة أينما كان سعيد بلا منتهى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى