قصيدة "أنتظر اللاشيء" للشاعرة فاطمة البسريني تُجسد مشاعر الانتظار واللاهدف بأسلوب يثير التأمل، حيث يتشابك الزمان والمكان في جو من اللايقين واللامحدود. يمكننا تحليلها من خلال عدّة زوايا فلسفية، نفسية، واجتماعية.
القصيدة تتناول فكرة "اللاشيء" والانتظار الذي لا يفضي إلى غاية معينة. هذا المفهوم يتماشى مع الفلسفة الوجودية، حيث يتساءل الإنسان عن معنى وجوده في عالم يبدو بلا هدف. هنا، تعكس الشاعرة الشعور بالاغتراب والانعزال عن الواقع والناس من حولها، فتقول "بعيدة عن كل شيء، بعيدة عنكم". إن الاستسلام للانتظار دون غاية يرمز إلى شعور الإنسان بالعبثية، كما قال الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، الذي يؤكد على أن الوجود يسبق الماهية، أي أن الإنسان موجود بلا هدف سابق ويجب عليه أن يخلق هدفه.
القصيدة تعكس حالة من التوتر النفسي، حيث تتجلى في الكلمات مشاعر الغربة، الانتظار، واللامبالاة. الفكرة الأساسية هي محاولة الهروب من مواجهة الواقع والتحديات الحياتية، ممثلةً بشخصية الرياح التي ترقص بلا هدف، وتحاول التخلص من الأعباء العاطفية. الانتظار الطويل للـ"لاشيء" يمكن تفسيره كرمز لحالة من الجمود العاطفي، وربما الاكتئاب، حيث يبدو الشاعر عاجزًا عن التفاعل مع العالم الخارجي، مكتفيًا بالمراقبة من بعيد.
من الناحية الاجتماعية، تعكس القصيدة الانعزال عن المجتمع وعدم الانخراط في حياة الآخرين. الشاعرة ترفض المشاركة في معاناة الآخرين، فتقول "يدي لا تستطيع أن تمسك بيدكم النارية". قد يشير هذا إلى الفجوة بين الفرد والمجتمع، حيث يبتعد الفرد عن المساعدة أو المشاركة في القضايا المجتمعية. الفكرة هنا تتقاطع مع النقد الاجتماعي للحياة الحديثة، التي تجعل الفرد يعيش في عزلة عن الآخرين، مضيعًا بذلك الفرص لبناء علاقات إنسانية حقيقية.
من الممكن مقارنة هذه القصيدة بأعمال أخرى تستعرض مشاعر الانتظار واللاجدوى، مثل قصيدة "في انتظار غودو" لصمويل بيكيت، حيث ينتظر الشخصيات الرئيسية مجيء غودو الذي لا يأتي أبدًا، مما يعكس العبثية واللاجدوى في الحياة. كما يمكن مقارنة فكرة اللاهدف بأعمال الشاعر الفرنسي شارل بودلير، خاصة في قصيدته "الزهور الشريرة"، حيث يعبر عن مشاعر الحزن والملل العميق.
القصيدة مليئة بالرمزية، فالرياح تمثل الحرية والتحرر من القيود، بينما تعكس الانتظار الطويل وعدم الفعل نوعًا من الجمود والموت النفسي. كما أن استخدام الشاعرة للضياء والظلال يعكس الثنائية بين النور والظلام، بين الأمل واليأس.
قصيدة "أنتظر اللاشيء" هي نصٌ مليء بالتساؤلات العميقة حول وجود الإنسان ومعنى الحياة. عبر الانتظار والانعزال، تعبّر الشاعرة عن مشاعر مشتركة بين العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالاغتراب واللامعنى في عالم متسارع. النص يتحدى القارئ للتفكير في دوره في الحياة، وإيجاد هدف يقوده نحو تحقيق ذاته.
نص القصيدة :
أنتظر اللاشيء
ما زلت هنا
أنتظر اللاشيء،
كل شيء ينظر إلي
ويبث إلي شعاعه ،
وأنا إليك فقط أنظر ،
أيها اللانهائي ،
بعيدة عن كل شيء ،
بعيدة عنكم ،
متسترة مرة بالضياء
ومرة بالضلال ،
مستسلمة للمكان
ينام فوق الزمان ،
بلا هدف ، كالوقت
يرسل الألوان .
كالبرق يهوي ،
كالأغاني ، كموسيقى ترتفع
إلي من عمق الوادي .
يا شقيقة الحرية ،
أيتها الرياح الشقية ،
المليئة بالقوة والعنفوان ،
تشقين مسيرك ،
راقصة ،
نحو الأجراف
نحو الأشجار
ما كدت أفيق ،
حتى سمعت
نداءك الفاتن ،
بحرية تطردين الغبار
تصيحين :
أيها السباحون
كيف تموتون ؟
في عرض البحار
من العطش تموتون ،
إنه لأحقر الأمور ،
باردة أنا
وجليدية ،
يدي لا تستطيع
أن تمسك بيدكم
النارية ،
إنني أقف على
مسافة منكم ..
فسيري أيتها الريح
أيها اللانهائي
وعودي
ستجدينني
ما زلت هنا
أنتظر ،
أنتظر اللاشيء.
فاطمة البسريني_
القصيدة تتناول فكرة "اللاشيء" والانتظار الذي لا يفضي إلى غاية معينة. هذا المفهوم يتماشى مع الفلسفة الوجودية، حيث يتساءل الإنسان عن معنى وجوده في عالم يبدو بلا هدف. هنا، تعكس الشاعرة الشعور بالاغتراب والانعزال عن الواقع والناس من حولها، فتقول "بعيدة عن كل شيء، بعيدة عنكم". إن الاستسلام للانتظار دون غاية يرمز إلى شعور الإنسان بالعبثية، كما قال الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، الذي يؤكد على أن الوجود يسبق الماهية، أي أن الإنسان موجود بلا هدف سابق ويجب عليه أن يخلق هدفه.
القصيدة تعكس حالة من التوتر النفسي، حيث تتجلى في الكلمات مشاعر الغربة، الانتظار، واللامبالاة. الفكرة الأساسية هي محاولة الهروب من مواجهة الواقع والتحديات الحياتية، ممثلةً بشخصية الرياح التي ترقص بلا هدف، وتحاول التخلص من الأعباء العاطفية. الانتظار الطويل للـ"لاشيء" يمكن تفسيره كرمز لحالة من الجمود العاطفي، وربما الاكتئاب، حيث يبدو الشاعر عاجزًا عن التفاعل مع العالم الخارجي، مكتفيًا بالمراقبة من بعيد.
من الناحية الاجتماعية، تعكس القصيدة الانعزال عن المجتمع وعدم الانخراط في حياة الآخرين. الشاعرة ترفض المشاركة في معاناة الآخرين، فتقول "يدي لا تستطيع أن تمسك بيدكم النارية". قد يشير هذا إلى الفجوة بين الفرد والمجتمع، حيث يبتعد الفرد عن المساعدة أو المشاركة في القضايا المجتمعية. الفكرة هنا تتقاطع مع النقد الاجتماعي للحياة الحديثة، التي تجعل الفرد يعيش في عزلة عن الآخرين، مضيعًا بذلك الفرص لبناء علاقات إنسانية حقيقية.
من الممكن مقارنة هذه القصيدة بأعمال أخرى تستعرض مشاعر الانتظار واللاجدوى، مثل قصيدة "في انتظار غودو" لصمويل بيكيت، حيث ينتظر الشخصيات الرئيسية مجيء غودو الذي لا يأتي أبدًا، مما يعكس العبثية واللاجدوى في الحياة. كما يمكن مقارنة فكرة اللاهدف بأعمال الشاعر الفرنسي شارل بودلير، خاصة في قصيدته "الزهور الشريرة"، حيث يعبر عن مشاعر الحزن والملل العميق.
القصيدة مليئة بالرمزية، فالرياح تمثل الحرية والتحرر من القيود، بينما تعكس الانتظار الطويل وعدم الفعل نوعًا من الجمود والموت النفسي. كما أن استخدام الشاعرة للضياء والظلال يعكس الثنائية بين النور والظلام، بين الأمل واليأس.
قصيدة "أنتظر اللاشيء" هي نصٌ مليء بالتساؤلات العميقة حول وجود الإنسان ومعنى الحياة. عبر الانتظار والانعزال، تعبّر الشاعرة عن مشاعر مشتركة بين العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالاغتراب واللامعنى في عالم متسارع. النص يتحدى القارئ للتفكير في دوره في الحياة، وإيجاد هدف يقوده نحو تحقيق ذاته.
نص القصيدة :
أنتظر اللاشيء
ما زلت هنا
أنتظر اللاشيء،
كل شيء ينظر إلي
ويبث إلي شعاعه ،
وأنا إليك فقط أنظر ،
أيها اللانهائي ،
بعيدة عن كل شيء ،
بعيدة عنكم ،
متسترة مرة بالضياء
ومرة بالضلال ،
مستسلمة للمكان
ينام فوق الزمان ،
بلا هدف ، كالوقت
يرسل الألوان .
كالبرق يهوي ،
كالأغاني ، كموسيقى ترتفع
إلي من عمق الوادي .
يا شقيقة الحرية ،
أيتها الرياح الشقية ،
المليئة بالقوة والعنفوان ،
تشقين مسيرك ،
راقصة ،
نحو الأجراف
نحو الأشجار
ما كدت أفيق ،
حتى سمعت
نداءك الفاتن ،
بحرية تطردين الغبار
تصيحين :
أيها السباحون
كيف تموتون ؟
في عرض البحار
من العطش تموتون ،
إنه لأحقر الأمور ،
باردة أنا
وجليدية ،
يدي لا تستطيع
أن تمسك بيدكم
النارية ،
إنني أقف على
مسافة منكم ..
فسيري أيتها الريح
أيها اللانهائي
وعودي
ستجدينني
ما زلت هنا
أنتظر ،
أنتظر اللاشيء.
فاطمة البسريني_