إدريس سراج - لك وحدك

لك وحدك

و يحاصرك النقصان


من كل الجھات .


في غفلة منك ,


مر العمر مسرعا .


يمسك بأذيال الخيبات .


كما لو أن نار الحياة ,


تلتھم أوصاله الصاخبة .


و يعلن


لا جدوى من الحياة .


لا جدوى من الموت .


تساوى الأمر .


و عم الخسران الكبير .


و ما من منارة


أو وهم ,


يھتدي بھا


زورقك المكسور .


انس الدرب القديم .


رحل الرفاق .


و ضاق الزقاق .


و من تبقى ,


ضاع في شعاب البقاء .


فلا طوبى ,


لمن ترجل عن صھوة


ھذا الجحيم .


و لا طوبى ,


لمن ظل في وحل


الكذبة الكبرى .


لم البوصلة و الجھات ؟


لم الساحات و الطرقات ؟


لم الشعار و المبدأ ؟


لا البحر بحر .


و لا البر أمان .


لا السماء للملائكة .


و لا الحجيم للمارقين .


بركة موحلة بالخدج


و السدج .


وحل عفن بأرواح كئيبة .


ظلال ضامرة .


و سحب من صديد .


لا بر يأوي النازحين ,


من النيران الصديقة .


و لا بحر لمواكب العميان .


أحدھم أغواك بالحياة .


فلا حياة في الحياة .


و لا موت يريح


من هذا الموت .


تقدم في ليلك .


و لا تنظر أمامك ,


أو خلفك .


فلا أحد يهتم


لوجهتك المقبلة .


وحيدا


تحمل أحلامك ,


و صورك .


لك وحدك


كل هذا الليل الطويل ..............











إدريس سراج


فاس / المغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى