"٢"
توجد في دلامي مقبرة واحدة يتم فيها دفن جميع الموتى على الرغم من وجود مدافن تقليدية قديمة جوار المساكن القديمة في سفوح الجبال و بين شعابها، و كما للمجذمين مقابر خاصة بهم في كهوف الجبال... المتوفيون من المسلمين والمسلمات يتم الصلاة عليهم داخل المقابر و يدفنوا حسب شرائع الإسلام بحضور المسيحيين و معتنقي الديانات النوبية القديمة، كما الموتى من المسيحيين و المسيحيات يتم دفنهم في نفس المقبرة وفق الطقوس و المراسم الخاصة بهم بحضور المسلمين أيضاً. و غالياً ما تربط بين المتوفيين و الأحياء الدافنين لهم علائق ووشائج القربي و النسب.
في المدارس الكبيرة لا يوجد اختلاط بين الدارسين ،بينما يجلس الطلاب والطالبات و التلاميذ و التلميذات معاً داخل الفصل دون تمييز إذا كانت المدرسة مختلطة...المزاكرة المسائية و مراجعة الدروس في سفح الجبل مختلطة مع بنات الحي. حصص التربية الإسلامية توضع في جدول الحصص تزامناً مع حصص التربية المسيحية، في زمن حصة التربية الإسلامية يخرج الطلاب و الطالبات و التلاميذ و التلميذات المسيحيين و المسيحيات لحضور الدرس في فصل آخر نسبة لقلة عددهم في مدارس دلامي، و العكس في المدارس جنوب دلامي يخرج المسلمين والمسلمات لحضور الدرس في مكان آخر لقلة عددهم... للطلاب والطالبات و التلاميذ و التلميذات الحق في اختيار مادة التربية الدينية دون محاباة من أحد، كما لو أن غاب معلم التربية المسيحية و حان وقت الامتحانات يتاح لغير المسلمين الامتحان في مادة التربية الإسلامية عوضاً عن مادة التربية المسيحية حتى لا تتأثر نتيجة الإمتحانات بغياب مادة التربية الدينية لأنها مادة أساسية ...معهد كرتالا العلمي يتم فيه قبول الطلاب الناجحين للمرحلة المتوسطة و الحائزين على درجات عالية، الذين لم يتم قبولهم بمدرسة دلامي المتوسطة لضيق الفرص، الترشيح يتم على أساس النجاح في المجموع الكلي بغض الطرف عن ديانة و معتنق الحاصل على نتيجة القبول، لا تندهش إذا وجدت طالباً مسيحياً يدرس في معهد كرتالا العلمي، و هم كثر ممن درسوا بمعهد كرتالا العلمي دون أن يجبرهم أحد لإعتناق دين الإسلام...لا حرج في تبني الأسماء، فتجد محمد مسيحياً و بطرس مسلماً و إسماعيل كجوراً.
رائعون جداً الرعيل الأول من المعلمين ، كانوا ذو ثقافة مسيحية عالية، لأنهم كانوا مسلمين، فاضطروا إلى تدريس مادة التربية المسيحية حسب السياسة التعليمية انذاك، يقول الأستاذ داؤد كجو المنا :"لقد كان الأستاذ مركزو كوكو بديعاً من خيرة المعلمين الذين درسوني مادة التربية المسيحية في مدرسة سلارا قبيل استقلال السودان عندما سكنت معه بعض الوقت و أنا كنت يافعاً". الأستاذ جرهام عمر كان من حسن صوته و جميل ترتيله للقرآن سُمِحَ بتدريس مادة التربية الإسلامية في مدرسة عبري الأولية التي كانت تدرس مادة التربية المسيحية فقط.
في دلامي تجد أماكن خاصة لبيع الخمور "أندايات" و هي عبارة كرانك كبيرة مبنية من القش مسورة من الخارج لتستر جلساء الخمر ، لا ضوضاء فيها و صراخ، الكل ملتزم مكانه في صمت . تعلق راية من أعلى الكرنك تبين للزبائن نوع المشروب المعروض للبيع. في البيوت يستثنى صنع الخمور البلدية لمناسبات النفير أو الإحتفال بأعياد الأسبار ... الأفندية و الغرباء المحترمين يتناول نصيبهم من المسكرات ليلاً، يتسللون خفية دون الجهر بالقول إلى بيوت الزبونات...توجد في أطراف حي شندي فوق"بلوقور" سوق لبيع الخمر، يرتاده مدمنين المريسة وهو سوق محدود الحضور و بائعات الخمور... كما توجد أسواق أسبوعية للمصارعة ، هي أسواق ترفيهية بعد الحصاد و نزهة للشباب و الشابات يتم فيه بيع العصائر و مشروب السمسم خاص بالشباب"كانجي مورو" ، كما تعرض فيه لحوم الشواء و المحصولات الجديدة ...
رقصة الكرنق تملأ الساحات أمام البيوت في الليالي المقمرة بحضور ذوي المحارم من الفتيات. و رقصة الكرنق هي رقصة مختلطة بين الذكور و الإناث و تقام في مناسبات الأفراح و الأعياد.
الدعاة و مصلحو النفوس و المجتمع من السؤ يأتون مع البعثات و القوافل الدعوية للمنظمات الإسلامية يقدمون الندوات و المحاضرات في المساجد و الساحات و الميادين أمام البيوت بعد مغرب الشمس، و يجمعون نساء الحي و الفتيات من البنات لينالينّ قسطاً من واجبات الدين ليصلحنّ به. أزواجهنّ و أولادهنّ...كما توجد في عبري مركز الإرسالية الكنسية و هو مركز الإشعاع الكنسي و هو الأول و الأكبر و الأقدم في جبال النوبة، كما يقوم المبشرون بطواف في القرى مبشرين بالدين المسيحي...
نواصل..
توجد في دلامي مقبرة واحدة يتم فيها دفن جميع الموتى على الرغم من وجود مدافن تقليدية قديمة جوار المساكن القديمة في سفوح الجبال و بين شعابها، و كما للمجذمين مقابر خاصة بهم في كهوف الجبال... المتوفيون من المسلمين والمسلمات يتم الصلاة عليهم داخل المقابر و يدفنوا حسب شرائع الإسلام بحضور المسيحيين و معتنقي الديانات النوبية القديمة، كما الموتى من المسيحيين و المسيحيات يتم دفنهم في نفس المقبرة وفق الطقوس و المراسم الخاصة بهم بحضور المسلمين أيضاً. و غالياً ما تربط بين المتوفيين و الأحياء الدافنين لهم علائق ووشائج القربي و النسب.
في المدارس الكبيرة لا يوجد اختلاط بين الدارسين ،بينما يجلس الطلاب والطالبات و التلاميذ و التلميذات معاً داخل الفصل دون تمييز إذا كانت المدرسة مختلطة...المزاكرة المسائية و مراجعة الدروس في سفح الجبل مختلطة مع بنات الحي. حصص التربية الإسلامية توضع في جدول الحصص تزامناً مع حصص التربية المسيحية، في زمن حصة التربية الإسلامية يخرج الطلاب و الطالبات و التلاميذ و التلميذات المسيحيين و المسيحيات لحضور الدرس في فصل آخر نسبة لقلة عددهم في مدارس دلامي، و العكس في المدارس جنوب دلامي يخرج المسلمين والمسلمات لحضور الدرس في مكان آخر لقلة عددهم... للطلاب والطالبات و التلاميذ و التلميذات الحق في اختيار مادة التربية الدينية دون محاباة من أحد، كما لو أن غاب معلم التربية المسيحية و حان وقت الامتحانات يتاح لغير المسلمين الامتحان في مادة التربية الإسلامية عوضاً عن مادة التربية المسيحية حتى لا تتأثر نتيجة الإمتحانات بغياب مادة التربية الدينية لأنها مادة أساسية ...معهد كرتالا العلمي يتم فيه قبول الطلاب الناجحين للمرحلة المتوسطة و الحائزين على درجات عالية، الذين لم يتم قبولهم بمدرسة دلامي المتوسطة لضيق الفرص، الترشيح يتم على أساس النجاح في المجموع الكلي بغض الطرف عن ديانة و معتنق الحاصل على نتيجة القبول، لا تندهش إذا وجدت طالباً مسيحياً يدرس في معهد كرتالا العلمي، و هم كثر ممن درسوا بمعهد كرتالا العلمي دون أن يجبرهم أحد لإعتناق دين الإسلام...لا حرج في تبني الأسماء، فتجد محمد مسيحياً و بطرس مسلماً و إسماعيل كجوراً.
رائعون جداً الرعيل الأول من المعلمين ، كانوا ذو ثقافة مسيحية عالية، لأنهم كانوا مسلمين، فاضطروا إلى تدريس مادة التربية المسيحية حسب السياسة التعليمية انذاك، يقول الأستاذ داؤد كجو المنا :"لقد كان الأستاذ مركزو كوكو بديعاً من خيرة المعلمين الذين درسوني مادة التربية المسيحية في مدرسة سلارا قبيل استقلال السودان عندما سكنت معه بعض الوقت و أنا كنت يافعاً". الأستاذ جرهام عمر كان من حسن صوته و جميل ترتيله للقرآن سُمِحَ بتدريس مادة التربية الإسلامية في مدرسة عبري الأولية التي كانت تدرس مادة التربية المسيحية فقط.
في دلامي تجد أماكن خاصة لبيع الخمور "أندايات" و هي عبارة كرانك كبيرة مبنية من القش مسورة من الخارج لتستر جلساء الخمر ، لا ضوضاء فيها و صراخ، الكل ملتزم مكانه في صمت . تعلق راية من أعلى الكرنك تبين للزبائن نوع المشروب المعروض للبيع. في البيوت يستثنى صنع الخمور البلدية لمناسبات النفير أو الإحتفال بأعياد الأسبار ... الأفندية و الغرباء المحترمين يتناول نصيبهم من المسكرات ليلاً، يتسللون خفية دون الجهر بالقول إلى بيوت الزبونات...توجد في أطراف حي شندي فوق"بلوقور" سوق لبيع الخمر، يرتاده مدمنين المريسة وهو سوق محدود الحضور و بائعات الخمور... كما توجد أسواق أسبوعية للمصارعة ، هي أسواق ترفيهية بعد الحصاد و نزهة للشباب و الشابات يتم فيه بيع العصائر و مشروب السمسم خاص بالشباب"كانجي مورو" ، كما تعرض فيه لحوم الشواء و المحصولات الجديدة ...
رقصة الكرنق تملأ الساحات أمام البيوت في الليالي المقمرة بحضور ذوي المحارم من الفتيات. و رقصة الكرنق هي رقصة مختلطة بين الذكور و الإناث و تقام في مناسبات الأفراح و الأعياد.
الدعاة و مصلحو النفوس و المجتمع من السؤ يأتون مع البعثات و القوافل الدعوية للمنظمات الإسلامية يقدمون الندوات و المحاضرات في المساجد و الساحات و الميادين أمام البيوت بعد مغرب الشمس، و يجمعون نساء الحي و الفتيات من البنات لينالينّ قسطاً من واجبات الدين ليصلحنّ به. أزواجهنّ و أولادهنّ...كما توجد في عبري مركز الإرسالية الكنسية و هو مركز الإشعاع الكنسي و هو الأول و الأكبر و الأقدم في جبال النوبة، كما يقوم المبشرون بطواف في القرى مبشرين بالدين المسيحي...
نواصل..