لمجيد تومرت - هل أنت حقا، بلا ذاكرة...؟

( إهداء : إلى ابن جرير...مدينة المستقبل(!!).. المنسية.
إلى شبابها الرحماني(نسبة إلى قبيلة الرحامنة)... بنبت كامونا من صمت الصخر)
- الى أستاذي الجليل " محمد الحنفي " تضامنا معه وشجبا لما يتعرض له من مضايقات.


1 )- النسيان
حبيبتي...
أيتها المنسية في نصف الطريق،
عقوقك علمني التيه
والتيه علمني....
أن أحملك وجعا
بين خلجان بحري
وحلما أخضر في واحة القلب
و أنا...كتبت أسمي على صخرة من جبينك العاري
فمحته الرياح عمدا
فكتبته على موج عجاجك
فرسخه النسيان
ثم حملته نورسا...غار في سحب الغياب.

***

2 ) - الحنين
حبيبتي....
أنا الآن جسد بلا عنوان
وشرنقة ترتعش
على غصن الحنين
تنتظر موسم الأجنحة.
مبعدا عنك...
تأبطت طفولتي (شررا)،
...ومضيت
يحملني جناح التيه إلى جزيرة بلا حراس
...أو ديمة حرى
في مكان ما
قد تمطر عصافيرا أو فراشات
تأتيك
كي تحترق بين حناياك.

***

3 ) - الغربة
حبيبتي...
وحيد..أنا في هذا الزحام
و أغرب من الغريب
أبحث عن حضن يحتويني ،
يقيني
في دنيا الركام
عصفور في عش الذاكرة المتعبة
ينام...
وأنت الظل الناشز.

***

4)- الذاكرة
حبيبتي ...،
ها أكتبك بمعولي المفلول
فتستيقظين سافرة في الذاكرة،
خلسة ألحاظ النسيان،
سنوات جمر
تنفلت من رماد الهلوسة لهبا
يشتعل بين يدي نخلة.
نقشت بالكفين
نطفتها الأولى
في لحظة نبش وغواية.
و ها أولد من خرائبك
لعنة تجدد جلدها عبر السنين.

***

5 )- النزيف
حبيبتي..،
في كل موسم حصاد،
أذكرك
تجنين نزيف الرمــاد
و تمنحين، قهرا، مفاتنك
لكلاب الليل المسعورة
و للجلاد.

***

6)- الميلاد
حبيبتي...،
في ليلة بغير نجوم
أو أجنحة
أذكر أني تسللت إلى أحشائك الساغبة
ورأيتك متورطة في ولادتي
في قبر مهجور
يشبه غرفة
وكان الخفاش الكبير
يجلدك
وكنت – ما أبهاك-
في بكاء تبسمين
و تكتمين بلطف صراخي
وتخبئينني في باحة أسرارك..
إلى حــين .

***

7)- أخبار..!!!
حبيبتي...،
يا مرتع " السيبة"
وجراح المخزن ،
يسكنني عقوق خرائبك الأولى
فيها تعلمت مضاجعة الليل،
فما عاد الخوف غريمي .
بالأمس،
جاءتني أنفاس الأثير بأخبارك:
شارع يبتسم للعابرين
ويشرخ ظهرك نصفين
ضحكة تكبر شفاهها كل عام
وتخفي خلف الواجهتين
غابة مهملة
لحفنة من ذئاب..
و لآلاف المشردين.

***

8)- هل أنت حقا بلا ذاكرة؟!!
حبيبتي...،
أأنت عروس الآتي
كما يقولون؟؟
أأنت الآن أكبر من نطفة؟؟
وحوضك الآسن توسع أكثر؟؟؟
وهل لازال ثديك المر،
يدر عسلا في أفواه من جلدوك؟؟
هل حقا ، زرعوا في أحراش صدرك
...سجنا ومقبرة؟؟!!
وأن صراصير المخزن المتناسلة
وخفافيش الليل الأحمر
لازالت تنام بين أفخاذك
وتمنح عصافير الدروب الوسنانة
مزابل أكثر؟؟؟
هل حقا، أنت بلا ذاكرة؟!


لــمجــيد تــــومـــرت
خــــــريــبكــة / الـــمعـــرب


- السيبة : مصطلح كان نظام المخزن والحكام يطلقون على القبائل المتمردة و التي ترفض الخضوع له.



ملحوظة : .
- ابن جرير مدينة صغيرة توجد في الطريق الرابط بين مدينة الدار البيضاء ومدينة مراكش وهي مسقط رأسي. تستقبلك في مدخلها لافتة كتبوا عليها هذا الشعار "بنجرير مدينة المستقبل" والأكيد، عندي، أنها تشبه ،في وضعها المتردي، جل المدن العربية .
- حين وقف ، ممثلها ذات مرة في البرلمان ليطرح مشروعه التنموي ...قال بلا خجل: بنجرير، لا تحتاج إلا لسجن مدني ومقبرة. تابعت الحدوتة مباشرة على التلفاز وهو ينقل جلسة الأسئلة الشفهية لمجلس نواب الأمة . فلم أنم ليلتها إلا بعد أن كتبت هذه (القصيدة ) أشفي بها بعض غليلي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى