لعل البعض يتذكر اسم المرحلة الاولى من عملية "عاصفة الصحراء"،المعركة التي بدأت بين ما سميَّ قوى التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة الامريكية ومشاركة اثنين وثلاثين دولة من جهة،والعراق من جهة اخرى اثر غزو العراق للكويت في كانون ثان من العام 1991،والتي اطلقوا عليها "مرحلة الصدمة والترويع" ،واشتملت هذه المرحلة القصف الشديد والمركز للمراكز العراقية وموقع التحكم والقصور الرئاسية وقوات النخبة،وكان القصد من هذه المرحلة حسب ما حملت من مسمى،وحسب الواقع الميداني هو ارباك وشل مراكز القوى والتحكم العراقية،وهذا الامر تماما يمكن ان يقاس على ما فعلته اسرائيل خلال اليومين الماضيين من هجوم سبراني موسع ودامٍ على المقاومة الاسلامية في لبنان وحاضنتها الشعبية بشكل خاص،والشعب اللبناني بشكل عام،والذي يعتبر تمهيدا ناريا بشكل جديد ومستحدث وغير مسبوق لمعركة اقرتها حكومة اسرائيل ومجلسها الوزاري المصغر بنقل ثقل الحرب من الجنوب( قطاع غزة ) الى الشمال (جنوب لبنان) بعدما ضاق المستوى السياسي في " اسرائيل " ومعظم الاحزاب الاسرائيلية سواء المتطرفة منها او المعارضة،ضاقوا ذرعا في محاولات ثنيّ حزب الله عن اسناد المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة،هذا الاسناد الذي اقترب من العام على توسع وإذاء ونتائج تضرب الوجود الاسرائيلي في منطقة الشمال كلها،والتي دفعت بتهجير اكثر من مئة الف مستوطن من منطقة الشمال الى الفنادق ووسط البلاد،والتي تكلف الخزينة الاسرائيلية فاتورة باهظة تقدر بمئة وخمسين مليون دولار شهريا،ناهيك عن الخسائر في البنية التحتية والخسائر البشرية والاقتصادية والسياحية.
إن هذه الهجمات،ما كانت لتكون لولا قرار الحرب المتخذ،لان اول الحسابات لدى حكومة اسرائيل هو ردة الفعل المنتظرة من جانب حزب الله،والذي سيعتبر هذه المرة تراكميا،أي بمعنى ان الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر لم يحقق الردع مع اسرائيل،لذلك الرد القادم على هذه الهجمات التي برأيي لم تتوقف عند حدود،وستتواصل ،وربما يكون خلفها اعمال مفاجئة اخرى،لذلك سيكون الرد ايضا في اتجاه غير متوقع،وبالتالي التدحرج نحو حرب شاملة تحاول خلالها اسرائيل تحقيق هدفها بإعادة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة عبر ما تصبوا اليه من نتائج لصالحها في هذه المواجهة العسكرية،أي تريد تحقيق النصر الذي تتمناه بتحقيق الهدف الذي وضعته،وتتصور انها بهذه الهجمات وما سيليها ستجبر حزب الله على الرضوخ لمطالبها،وتطبيق بند في القرار 1701 الذي يشير الى ابعاد الوحدات الخاصة من هذا الحزب لما بعد الليطاني،وهذا التفكير بحد ذاته تفكير احمق لا زال يسكن القيادة الاسرائيلية المتطرفة والمجنونة في خطواتها،فالمقاومة اللبنانية التي خبرتها اسرائيل طويلا،لا يمكن ان تتنازل قيد انمله عن مطالبها في الابقاء على معركة اسناد غزة مهما بلغت التضحيات،ومهما وصلت المآلات،وأنها لن تقبل بتطبيق القرار 1701 فيما يخص اعادة الوحدات النخبوية فيها الى ما بعد الليطاني حتى لو التزمت اسرائيل بتطبيق الشق الخاص بها في هذا القرار والداعي لتوقف الاختراقات الجوية والبحرية والجوية،لان ذلك في سياسة حزب الله يعتبر مس بالسيادة الوطنية،وان هذا الجنوب التي حررته المقاومة بعد ثمانية عشر عاما من المقاومة وشلال من التضحيات اضحى صفحات ناصعة في تاريخ المقاومة وتراثها واستراتيجيها وبرامجها ودورها في الصراع مع العدو الاسرائيلي،خاصة في هذا الجو الاقليمي الملتهب اثر ما تفعله اسرائيل من ابادة وعدوان فظيع على قطاع غزة.
إن الحرب إذا ما توسعت في الشمال وجنوب لبنان،لن تكون حربا ذات مستوى منخفض من النتائج لعدة اسباب وهي :-
أولا : طرفي الحرب عدوان لدودان،بمعنى لا مكان ولا مساحة للدبلوماسية والواقعية بينمها،فالمواجهة حتما تذهب لكسر عظم بين الطرفين،حزب الله يتحضر استراتيجيا لمثل هذا الصدام منذ عام 2000،وربما منذ انطلاقته في العام 1982،وإسرائيل تعي وتعلم أن هذا العدو "حزب الله" هو الفيلق المتقدم والسيف المشرع على رقبتها لعدوها الاكبر ايران،وان ايران وحزب الله بينهما رابط عضوي لا ينفك ولا ينفصل،وهي ان عاجلا او آجلا سترى نفسها مضطرة للصدام معه.
ثانيا : هناك حنق و كره متزايد وغضب عارم في المنطقة على ما قامت وتقوم به اسرائيل في غزة،غزة التي تعتبر عضو في محور مقاوم،وهذه المواجهة إذا ما توسعت ستكون فرصة لتأديب اسرائيل على افعالها سواء في غزة أو في غير غزة.
ثالثا :- أكثر شيء قيد الفعل اللبناني المقاوم هو حرصه على الساحة اللبنانية الداخلية،ومنع إسرائيل من استهدافها لذلك تعامل حزب الله مع حرب الاسناد بضوابط حكمت المواجهة لغاية الان بشيء من العقلانية أو"العقل البارد" عن جاز التعبير،اما الآن وقد اصبح المواطن اللبناني بشكل عام هدفا فعليا للهجمات الاسرائيلية،فإن المقاومة حتما ستتحلل من ضوابطها وأسقفها الميدانية.
رابعا :- الوضع الاقليمي منقسم حاليا اثر العدوان على غزة بين محور يساند غزة ويقف معها بما يستطيع،ودول عربية لها علاقات مع اسرائيل بشكل واضح وغير واضح وقعت في موقف محرج امام شعوبها وأمام الاخرين من هول الممارسات الاسرائيلية،فللمحور فاتورة حساب لم تأتي بعد أو لم تستكمل خاصة من جهة ايران واليمن وحتى قوى المقاومة العراقية.وصمت دول التطبيع ربما يكون تحييد يريح حزب الله ومحور المقاومة الى حد ما.
خامسا :- دوليا،الميزان الدولي ميزان مائل يحكم بوضوح اكبر الان بمكاييل كثيرة حسب المصلحة،وقد ضربت فيه قيم العدالة بشدة،ولم يعد فيه أمل أو ثقة في العودة اليه لحسم الصراعات،لقد تلقت المنظومات الدولية ضربة تصدعت معها اركانها اثر ما فعلته اسرائيل في غزة وكلِّ فلسطين،ودعم الغرب من الولايات المتحدة ودول اوروبية لها والوقوف الى جانبها بالرغم من تطاول واهانة الاخيرة لكل المواثيق الدولية.
لذا،يبدو ان المعركة الموسعة لطوفان الاقصى قد بدأت،بالرغم من رغبة الكثيرين في تجنبها،ومحالة ابعادها عن المنطقة،لكن الوضع الساخن الملتهب يؤدي بالضرورة لعدم نجاح الامنيات،بل يقود الجميع للانزلاق في هذه الحالة التي ربما سينتج عنها في النهاية ضوء في نهاية النفق يكسر التعنت والصلف الاسرائيلي والي الابد.
إن هذه الهجمات،ما كانت لتكون لولا قرار الحرب المتخذ،لان اول الحسابات لدى حكومة اسرائيل هو ردة الفعل المنتظرة من جانب حزب الله،والذي سيعتبر هذه المرة تراكميا،أي بمعنى ان الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر لم يحقق الردع مع اسرائيل،لذلك الرد القادم على هذه الهجمات التي برأيي لم تتوقف عند حدود،وستتواصل ،وربما يكون خلفها اعمال مفاجئة اخرى،لذلك سيكون الرد ايضا في اتجاه غير متوقع،وبالتالي التدحرج نحو حرب شاملة تحاول خلالها اسرائيل تحقيق هدفها بإعادة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة عبر ما تصبوا اليه من نتائج لصالحها في هذه المواجهة العسكرية،أي تريد تحقيق النصر الذي تتمناه بتحقيق الهدف الذي وضعته،وتتصور انها بهذه الهجمات وما سيليها ستجبر حزب الله على الرضوخ لمطالبها،وتطبيق بند في القرار 1701 الذي يشير الى ابعاد الوحدات الخاصة من هذا الحزب لما بعد الليطاني،وهذا التفكير بحد ذاته تفكير احمق لا زال يسكن القيادة الاسرائيلية المتطرفة والمجنونة في خطواتها،فالمقاومة اللبنانية التي خبرتها اسرائيل طويلا،لا يمكن ان تتنازل قيد انمله عن مطالبها في الابقاء على معركة اسناد غزة مهما بلغت التضحيات،ومهما وصلت المآلات،وأنها لن تقبل بتطبيق القرار 1701 فيما يخص اعادة الوحدات النخبوية فيها الى ما بعد الليطاني حتى لو التزمت اسرائيل بتطبيق الشق الخاص بها في هذا القرار والداعي لتوقف الاختراقات الجوية والبحرية والجوية،لان ذلك في سياسة حزب الله يعتبر مس بالسيادة الوطنية،وان هذا الجنوب التي حررته المقاومة بعد ثمانية عشر عاما من المقاومة وشلال من التضحيات اضحى صفحات ناصعة في تاريخ المقاومة وتراثها واستراتيجيها وبرامجها ودورها في الصراع مع العدو الاسرائيلي،خاصة في هذا الجو الاقليمي الملتهب اثر ما تفعله اسرائيل من ابادة وعدوان فظيع على قطاع غزة.
إن الحرب إذا ما توسعت في الشمال وجنوب لبنان،لن تكون حربا ذات مستوى منخفض من النتائج لعدة اسباب وهي :-
أولا : طرفي الحرب عدوان لدودان،بمعنى لا مكان ولا مساحة للدبلوماسية والواقعية بينمها،فالمواجهة حتما تذهب لكسر عظم بين الطرفين،حزب الله يتحضر استراتيجيا لمثل هذا الصدام منذ عام 2000،وربما منذ انطلاقته في العام 1982،وإسرائيل تعي وتعلم أن هذا العدو "حزب الله" هو الفيلق المتقدم والسيف المشرع على رقبتها لعدوها الاكبر ايران،وان ايران وحزب الله بينهما رابط عضوي لا ينفك ولا ينفصل،وهي ان عاجلا او آجلا سترى نفسها مضطرة للصدام معه.
ثانيا : هناك حنق و كره متزايد وغضب عارم في المنطقة على ما قامت وتقوم به اسرائيل في غزة،غزة التي تعتبر عضو في محور مقاوم،وهذه المواجهة إذا ما توسعت ستكون فرصة لتأديب اسرائيل على افعالها سواء في غزة أو في غير غزة.
ثالثا :- أكثر شيء قيد الفعل اللبناني المقاوم هو حرصه على الساحة اللبنانية الداخلية،ومنع إسرائيل من استهدافها لذلك تعامل حزب الله مع حرب الاسناد بضوابط حكمت المواجهة لغاية الان بشيء من العقلانية أو"العقل البارد" عن جاز التعبير،اما الآن وقد اصبح المواطن اللبناني بشكل عام هدفا فعليا للهجمات الاسرائيلية،فإن المقاومة حتما ستتحلل من ضوابطها وأسقفها الميدانية.
رابعا :- الوضع الاقليمي منقسم حاليا اثر العدوان على غزة بين محور يساند غزة ويقف معها بما يستطيع،ودول عربية لها علاقات مع اسرائيل بشكل واضح وغير واضح وقعت في موقف محرج امام شعوبها وأمام الاخرين من هول الممارسات الاسرائيلية،فللمحور فاتورة حساب لم تأتي بعد أو لم تستكمل خاصة من جهة ايران واليمن وحتى قوى المقاومة العراقية.وصمت دول التطبيع ربما يكون تحييد يريح حزب الله ومحور المقاومة الى حد ما.
خامسا :- دوليا،الميزان الدولي ميزان مائل يحكم بوضوح اكبر الان بمكاييل كثيرة حسب المصلحة،وقد ضربت فيه قيم العدالة بشدة،ولم يعد فيه أمل أو ثقة في العودة اليه لحسم الصراعات،لقد تلقت المنظومات الدولية ضربة تصدعت معها اركانها اثر ما فعلته اسرائيل في غزة وكلِّ فلسطين،ودعم الغرب من الولايات المتحدة ودول اوروبية لها والوقوف الى جانبها بالرغم من تطاول واهانة الاخيرة لكل المواثيق الدولية.
لذا،يبدو ان المعركة الموسعة لطوفان الاقصى قد بدأت،بالرغم من رغبة الكثيرين في تجنبها،ومحالة ابعادها عن المنطقة،لكن الوضع الساخن الملتهب يؤدي بالضرورة لعدم نجاح الامنيات،بل يقود الجميع للانزلاق في هذه الحالة التي ربما سينتج عنها في النهاية ضوء في نهاية النفق يكسر التعنت والصلف الاسرائيلي والي الابد.