تحذيرات لمسئولين إسرائيليين من التورط في حرب ثالثه مع لبنان

تحذيرات لمسئولين إسرائيليين من التورط في حرب ثالثه مع لبنان

المحامي علي ابوحبله

صدرت تصريحات عديدة لمسئولين إسرائيليين تحذر من التورط في حرب ثالثة مع لبنان، وأشارت الى ان الحرب الشاملة لن تكون في صالح إسرائيل ، وهذا ما حذّر منه نائب رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي سابقاً، عران عتسيون.

وفي مُقابلة مع "القناة 13"، أضاف عتسيون أنّ "الاتفاق الذي سيحقق وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزّة، سيحقق وقفاً لإطلاق النار أيضاً في الشمال".كما رأى أنّ "إسرائيل وحزب الله لا يريدان حرباً شاملة، على الرغم من أنّهما "كانا في مراحل معيّنة قريبين من تصعيد شامل سيبدو مختلفاً تماماً".

وتحت هذا الإطار، أوضح عتسيون أنّ "الوضع فيه نوع من تناقض يصعب شرحه قليلاً، فالطرفين لا يريدان التصعيد، لكن طيلة الوقت هناك تصعيد يتطوّر بشكل غير مسيطر عليه تماماً، ويتجسّد، من بين جملة أمور، بتوسيع حزب الله المديات وبإدخال التسليحات الدقيقة، وباستهداف أهداف جديدة، فيما يقول إنّه سيُدخل إلى سلّة أهدافه بنى تحتيّة استراتيجية في خليج حيفا، حيث يوجد بنى تحتية للطاقة ومواقع أخرى من هذا النوع كان يتجنّبه حتى اليوم".

ومع تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله اثر العمليات الإسرائيلية ، يبدو أن المنطقة تقف على شفا مواجهة جديدة قد تكون بداية لحرب لبنان الثالثة. عمليات حزب الله الأخيرة على الحدود الإسرائيلية وهجمات الجيش الإسرائيلي المكثفة تشير إلى رغبة كل طرف في توجيه رسالة واضحة للآخر، ولكن مع تكثيف العمليات العسكرية، يتساءل كثيرون ما إذا كان هذا التصعيد سيتحول إلى حرب شاملة .

ووفق المحللين والمتابعين فان سياسة التصعيد المتدحرج مع حزب الله ، بحيث بات يخشى بأن يتحول هذا التصعيد المتدحرج إلى حالة متدحرجة نحو الحرب الشاملة.

صعدت إسرائيل منذ الأسبوع الماضي اعتداءاتها في لبنان، بدءا بتفجير آلاف أجهزة "بيجر"، ولاحقًا تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي، واغتيال قيادات عسكرية وازنة في حزب الله في مقدمتهم مسئول العمليات إبراهيم عقيل، وصولا إلى الاعتداءات الجوية المتتالية منذ صباح الإثنين، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة مئات. وبطبيعة الحال فان ردود حزب الله سيكون لها انعكاساتها وتداعياتها كما تكشف عنه تطورات الصراع وبقراءة متأنية لتطورات الصراع مع حزب الله فان - استعادة صورة الردع الإسرائيلية التي تضررت بشكل جدي بعد السابع من أكتوبر لم تتحقق

ووفق التطورات وفي حال صمود حزب الله واستمرار قدرته على توجيه ضربات موجعه لإسرائيل فانه ليس بالضرورة أن تتحقق طموحات نتني اهو ، وهي بالفعل طموحات وليست أهدافا سياسية إستراتيجية، لذلك يتبع نتني اهو سياسة التصعيد المتدحرج كما أعلن أكثر من محلل أمني وعسكري إسرائيلي، وذلك بهدف إتاحة المجال للضغوطات السياسية والدولية على دولة لبنان وحزب الله بقبول تسوية دبلوماسية تسمح بعودة سكان البلدات الشمالية وتعيد قوات حزب الله إلى ما خلف شمال نهر الليطاني، أي "تغيير الوضع القائم" على الجبهة الشمالية، وهذا يتفق مع ما قاله بنيامين نتنياهو، بأننا "نقوم بتغيير موازين القوى في الشمال"، وذلك على وقع الضغط العسكري الإسرائيلي العنيف والمكثف والإضرار ماديا وبشريا باللبنانيين، وخصوصا في المناطق التي تعتبر مناصرة لحزب الله.

إن عدم إعلان الحرب الثالثة من قبل إسرائيل على لبنان تعود لاعتبارات منها عدم الشرعية الخارجية للحرب، وعدم رغبة إسرائيل بتحولها لحرب إقليمية رغم أن جهود نتنياهو ورغبته بتوسع الحرب ويهدف إلى (توريط الولايات المتحدة بمواجهة مع إيران)؛ وكذلك قدرة إسرائيل الإستراتيجية على خوض حروب أو معارك على أكثر من جبهة ولفترات طويلة، فالحرب على غزة تدخل قريبا عامها الثاني. كذلك يستند إلى محاولة "حشر حزب الله" بين خيارين: إما القبول بتسوية تبعد قواته عن الحدود إلى شمال نهر الليطاني؛ وإما الذهاب نحو مواجهة أشمل يخسر فيها الحزب المزيد من قدراته العسكرية وتحديدا الصاروخية، بحيث يتحول قرار إعلان الحرب بيد حزب الله، الذي أكد منذ السابع من أكتوبر بأنه غير معني بخوض حرب شاملة مع إسرائيل، وإن ما يقوم به على الحدود هو جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

لكن يخشى من التصعيد المتدحرج وتحوله الى مواجهة شاملة، فالتطورات قد تخرج عن سيطرة الطرفين، خصوصا في ظل الأعداد الكبيرة من الشهداء اللبنانيين، كما حصل في اليومين السابقين مع إطلاق إسرائيل غارات جوية عنيفة استهدفت مئات المنازل للمدنيين اللبنانيين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى