قرأت يوما ما أن النورس.. فارس محترس مفترس، متمرس، متغطرس، متجسس، متحسس، ولم أكن أعلم أنه كذلك متهور الى حد الإرتماء في احضان الموج ليصطاد فقاعات زبد البحر رغما عن البحر نفسه.
لقد تسرب لحن الحياة من شقوق شظايا اليأس المتكسرة على عتبة قلوب النوارس الطموحة والجامحة وعقدت أمرها على يوم لا رجعة فيه. تردد الخبر كالنار في الهشيم وعقدت الهمم وتواعدوا على ضفة المتوسط. لم تكن النوارس وحدها من ترغب في هذا الرحيل الجماعي بل حتى امهات الضفاضع والمتطفلين من الثعالب. وجاء بائعو الوهم ليحسنوا اخراج مسرحياتهم العبثية ولم يحضر غودو، كما فعل في مسرحية سمويل بيكيت. الكل علق بعنف الزجاجة التي كانت ساحل بحر قد يفضي للضفة الأخرى او قد يفضي لمدينة مغتصبة لم تستطع لا الالتحاق بركب مغتصبها، ولا تكسير السياج الذي يفصلها عن جذورها؛ هناك حيث توقف الزمان واحتجز المكان. النوارس زاد حماسها أيعقل ان تقف على الصخور وتراقب الامواج تتكسر تحت أقدامها ولا تستطيع الرحيل حيث تتمنى؟ ايمكن ان يكون ذلك النعيم المنتظر جنة احلام هلامية الشكل كلما مددت اصابعك لالتقطها زادت لزوجتها وانسابت من بينها لتترك نار الحسرة تلتهم احشاء هذا الكائن المتمرد حتى على ظله؟
كل هذه النوارس الغاضبة تتطلع لقطاف قبل الاوان؛ لم تمنح نفسها مزيدا من الوقت لتنمو براعمها الهشة؛ وتعمدت اختصار مسارات الحياة والنجاح لتختزله في عبور غير شرعي؛ لتفتح أبواب الدهشة على مصارعها. أيعقل أن تضيف بهم سبل الحياة حتى يراهنوا على عبور غير محسوب العواقب؟ هل فعلا موطنهم أصبح جحيما لا يطاق أم أن بائعي الوهم راهنوا على فوضى عارمة قد تعصف بالأخضر واليابس بعد أن فشلوا في حلب آخر فلس من جيوب الفقراء؟
اللعبة هي أكبر من غضب نوارس متمردة حين نعلم أن يوم الغضب المعلوم حج فيه الى أكمة الحلم قناديس وثعالب من خارج موطن النوارس الهاربة والثائرة... أيعقل أن ترتمي الحوامل والاناث القاصرات والعوانس والقاصرين وسط البحر دون ان تشعر بأدنى تردد يثني عزيمتها؟...
خيرة جليل
لقد تسرب لحن الحياة من شقوق شظايا اليأس المتكسرة على عتبة قلوب النوارس الطموحة والجامحة وعقدت أمرها على يوم لا رجعة فيه. تردد الخبر كالنار في الهشيم وعقدت الهمم وتواعدوا على ضفة المتوسط. لم تكن النوارس وحدها من ترغب في هذا الرحيل الجماعي بل حتى امهات الضفاضع والمتطفلين من الثعالب. وجاء بائعو الوهم ليحسنوا اخراج مسرحياتهم العبثية ولم يحضر غودو، كما فعل في مسرحية سمويل بيكيت. الكل علق بعنف الزجاجة التي كانت ساحل بحر قد يفضي للضفة الأخرى او قد يفضي لمدينة مغتصبة لم تستطع لا الالتحاق بركب مغتصبها، ولا تكسير السياج الذي يفصلها عن جذورها؛ هناك حيث توقف الزمان واحتجز المكان. النوارس زاد حماسها أيعقل ان تقف على الصخور وتراقب الامواج تتكسر تحت أقدامها ولا تستطيع الرحيل حيث تتمنى؟ ايمكن ان يكون ذلك النعيم المنتظر جنة احلام هلامية الشكل كلما مددت اصابعك لالتقطها زادت لزوجتها وانسابت من بينها لتترك نار الحسرة تلتهم احشاء هذا الكائن المتمرد حتى على ظله؟
كل هذه النوارس الغاضبة تتطلع لقطاف قبل الاوان؛ لم تمنح نفسها مزيدا من الوقت لتنمو براعمها الهشة؛ وتعمدت اختصار مسارات الحياة والنجاح لتختزله في عبور غير شرعي؛ لتفتح أبواب الدهشة على مصارعها. أيعقل أن تضيف بهم سبل الحياة حتى يراهنوا على عبور غير محسوب العواقب؟ هل فعلا موطنهم أصبح جحيما لا يطاق أم أن بائعي الوهم راهنوا على فوضى عارمة قد تعصف بالأخضر واليابس بعد أن فشلوا في حلب آخر فلس من جيوب الفقراء؟
اللعبة هي أكبر من غضب نوارس متمردة حين نعلم أن يوم الغضب المعلوم حج فيه الى أكمة الحلم قناديس وثعالب من خارج موطن النوارس الهاربة والثائرة... أيعقل أن ترتمي الحوامل والاناث القاصرات والعوانس والقاصرين وسط البحر دون ان تشعر بأدنى تردد يثني عزيمتها؟...
خيرة جليل