بيان من محمود سلطان...

الاغتيالات ليست من ممارسات الدول.. وإنما من سياسات العصابات، هذه واحدة "لا ينتطح فيها عنزان"
أما الأخرى فهي أنني لم يصدر مني أية شماتة لا في مقتل نصر الله ولا في غيره بل إنني أدنت شماتة بعض منتسبي "الإسلام السياسي" في وفاة خصومهم السياسيين أو الشماتة في اعتقالهم وإيداعهم السجون.
عام 2008 قاد حزب الله انقلابا ميلشاويا واجتاح بيروت وقتل المئات من اللبنانيين.. دافع عن الانقلاب الإخوان المسلمون في مصر، تحت شعار "الدفاع عن المقاومة".. ودخلت في مشكلة ـ على صفحات المصريون آنذاك ـ مع د. عصام العريان رحمه الله، بسبب هذا التأييد، وحذرته من أن موقف الجماعة "شرعنة للعنف" في الاستيلاء على السلطة، حتى ذاقت الجماعة من نفس الكأس.
ولم أذكر ـ أمس ـ "جرائم" حزب الله المروعة والبشعة في حق أشقائنا في سوريا.. وهي جرائم لم يرتكبها العدو ذاته في حق الشعب السوري.. ولم أتكلم عن شرعية سلاحه التي سقطت هناك.. كل ما ذكرته هي الطريقة المهينة في اصطياد قياداته : المكان والزمان .. العمارة والشقة ولحظة وجود "الصيد الثمين" ليس فقط مع قيادة واحدة أو اثنين أو ثلاثة.. لا.. بل مع كل قياداته.. حتى وصلوا إلى "الكبير فيهم" وبنفس الطريقة المهينة والسهلة والتي لا يمكن أن تقع فيها عصابة الاتجار بالمخدرات.. ألم يلفت انتباهكم هذه الخفة وهذي الإهانة التي لحقت بالعرب كلهم من نزهة صيد الأرانب في الجنوب..؟!
لِمَ تغافل البعض عن موقف "بشار": خطبة حسن نصر الله الأخيرة نقلتها قناة الجزيرة ولم ينقلها تليفزيون بشار! حتى بيان "النعي" الصادر عن دمشق لم يتجاوز الـ 50 كلمة.. وتجاهل الرجل الذي حافظ بسلاحه على وجود بشار حاكما على دمشق.
ألمْ يلفت انتباهنا تصريحات الرئيس الإيراني في أمريكا قبيل تصفية نصر الله بساعات..؟! وقبلها اغتيال إسماعيل هنية أرفع مسؤول فلسطيني وهو في ضيافة طهران.. ورد الفعل الإيراني الجعجاعي.. ؟!
أنا حاولت لفت الانتباه إلى أن قرارًا دوليا وإقليميا ـ قد اتفق عليه الجميع بما فيهم دمشق وطهران ـ بغلق ملف حزب الله والمليشيات التابعة لإيران في العراق وسوريا واليمن ، تمهيدا لتسوية جديدة للمنطقة، حتى الآن لم تتضح معالمها. قلت هذا الكلام قبل اصطياد نصر الله بأيام قليلة.
وأعيد وأكرر هنا ـ بدون زعل ـ أنني غير مسؤول عن تفسير كلامي ولي عنقه على النحو الذي يحقق لصاحبه المزايدة والاتشاح بوشاح "المقاوم" الذي لم تحمل بمثله أرحام نساء العرب (تاريخي العائلي والمهني كصحفي ـ كذلك ـ ليس فيه ما أخجل منه).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى