عرض / محمد عباس محمد عرابي
دراسة الحجج النحوية عند الأعلمرسالة تقدم بهاالباحث عبد الله خلف صالح الجبوريالى مجلس كلية التربية في جامعة تكريتوهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستيرفي اللغة العربية وآدابها بإشراف/الدكتورة سهيلة طه محمد البياتي رمضان 1423 هـ - تشرين الثاني 2002 مـ
وفيما يلي عرض لمكونات الدراسة ونتائجها كما ذكرها الباحث على النحو التالي :
*مكونات الدراسة:
كانت فصول هذه الرسالة مسبوقة بمقدمة وتمهيد ومقفوة بخاتمة ونتائج، وفهارس لمصادر هذا البحث ومرجعه.
المقدمة:
تناول الباحث في اسم البحث والعلة من اختياره هذه الدراسة، وأهم المصادر التي اعتمدت عليها في إتمام هذا البحث.
التمهيد : تناول الباحث فيه حياة الأعلم بشيء من الإيجاز، كون الدكتور زهير عبـد المحسـن سلطـان قـد فصّل واحسن في التفصيل في تحقيقـه لكتابي(النكت) و(تحصيل عين الذهب) ، ولكون هذه الدراسة غير مختصة بالأعلم ، بل تدرس الحجج عنده، لذلك فقد ملت الى الإيجاز قدر المستطاع في تناول حياته . وتناولت في التمهيد أيضا مصادر دراسة الحجج عنده.
*الفصل الأول:
- دراسة الحجج النحوية بنوعيها النقلي والعقلي
*الفصل الثاني:دراسة الحجج النقلية عند الأعلم.
- الفصل الثالث:دراسة الحجج العقلية عند الأعلم.
وقد أعقب ذلك ما توصلت إليه من نتائج بعد هذه الدراسة.
*مصادر الدراسة :
- رجع الباحث إلى مصادر كثيرة، منها ما يتعلق بموضوعات النحو، ككتاب سيبويه والمقتضب للمبرد والأصول لأبن السراج ومغني اللبيب لابن هشام وغيرها .
ومنهـا مـا يتعلق بحجج الأعلم مما تم استقصاؤه من مجمـوعة مــن الكتـب كـ ( النكت في تفسير كتاب سيبويه) و ( تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب ) و( شرح ديوان طرفة ) للأعلم، ( ومغني اللبيب ) ، وغيرها0
*دراسات متعلقةبالشاهد النحوي كـ( إتحاف الأمجاد فيما يصح به الاستشهاد ) للآلوسي والشواهد والاستشهاد في النحو لعبد الجبار علوان النايلة .
*دراسة متعلقة بدراسة أصول النحو كـ( الخصائص) لابن جني ، و ( لمع الأدلة ) و ( الإغـراب في جــدل الإعراب ) وهمـا لأبـي البـركات الأنباري، و ( الاقتـراح) للسيوطـي، و ( الأصول ) لتمـام حسـان، و ( أصول التفكير النحوي ) لعلي أبو المكارم ، وغيرها .
*دراسة الحجج النحوية كـ( الحجة النحوية حتى نهاية القرن الثالث ) لمحمـد فاضـل السامرائي، و ( الاحتجاج النحوي عند ابن هشام الأنصاري ت 761 هـ) لحكم عمر وهيب ، و ( الحجة النحوية عند ابن مالك في الكافية الشافية ) لحميد حسين محمد .
وقد قسّم أصحاب هذه الدراسات فصولها على وفق أقسام الكلم في العربية، من حيث الاسم والفعل والحرف، وعقد بعضهم قسما رابعا سماه (المشترك) أي ما وقع الخلاف في كونه اسماً أو فعلا" أو حرفا" .
أما هذه الدراسة فقد جاءت مخالفة لما سبقها من دراسات في الحجج النحوية، حيث قسّمتها على وفق أنواع الحجج النحوية بقسميها النقلي والعقلي. كون تقسيم السابقين أقرب الى الصرف منه الى النحو؛ وهذه الدراسة نحوية وليس صرفية.
*نتائج الدراسة:
توصلالباحث من دراسة الحجج النحوية عند الأعلم،إلى عدة نتائج أبرزهاالنتائج التي ذكرها الباحث بنصها:
1- قد لا تكون وجهة نظر بعض النحاة مصيبةً في مناقشة الاحتجاج بالقرآن الكريم والقراءات القرآنية؛ لأنهما أرفع النصوص التي وصلتنا ويجب الاحتجاج بهما على حالهما دون أدنى نظر في أصل القراءة وصاحبها، ولأن هذه القراءات قد وردت متواترةً عن الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فكان يجب على هؤلاء النحاة عدم الخوض في مناقشات لاداعي لها ، ووجوب التسليم بالاحتجاج بها .
2-احتج الأعلم بالقرآن الكريم وبالقراءات القرآنية على اختلافها، واحتجَّ برسم المصحف على نطاقٍ ضيقٍ جداً، ولم يلتفت الى القراءة القرآنية من حيث التواترُ والشذوذُ، بل جعلها بمرتبةٍ واحدة في صحة الاحتجاج.
3-ردَّ النحاةُ أصلَ الخلاف في مسألة الاحتجاج بالحديث النبوي الشريف الى ابن الضائع وأبي حيان الأندلسي، وهذا الأمر مجمعٌ عليه عندهم، على حين أن أولى إشارات الخلاف في الاحتجاج بالحديث قد وردت عند الأعلم حين قال : (( وإن كان ذلك مضبوط اللفظ فهو على فعْل وأفعال كزنْد وأزناد ))(1) 0 لذلك فقد يكون الخلاف في الاحتجاج بالحديث يعود الى زمن الأعلم أو سابقاً له0
4- لم يحتج الأعلم بالحديث النبوي في مسائل النحو، لذلك فهو قد تابع النحاة الأوائل في عدم الاحتجاج بالحديث إلا بشكلٍ ضيقٍ جداً ، أما ما ورد في هذا البحث ،فقد كانت سمة الصرفية أكثر من كونها نحوية .
5- تابع الأعلم جمهور النحاة في موقفهم المتشدد من الاحتجاج بالشعر ، ولم يخرج عن تحديداتهم الزمانية والمكانية للشعر الذي يجوز الاحتجاج به في النحو والصرف واللغة.
6- جعل الأعلم أقيسة البصريين وعللهم مداراً للأحكام النحوية التي اعتمد عليها في نصرة آرائه،ونراه في أحيان كثيرة يُغلِّبُها على النص الفصيح المنقول. لذلك فإننا يمكن أن نعده في مقدمة نحاة الأندلس الذين نهجوا لدارسيها المنهج البصري في القياس. وتأثر تأثراً واضحاً بأقيسة البصريين.
7- تأثر الأعلم كثيراً بالسيرافي، والمتصفح في كتب الأعلم يجد أنه نقل كثيراً عنه، ولم ينسبْ مانقله عنه له، ومن خلال النظر في شرح السيرافي يجد القارئ ذلك واضحاً 0
8- احتج الأعلم بأدلة النحو العقلية غير القياس في مواضعَ كثيرةٍ من آرائه التي بثَّها في مؤلفاته، ونقلها عنه غيرُه 0
9- دافع الأعلم كثيراً عن سيبويه والبصريين وعن آرائهم وردَّ آراءَ مخالفيهم، لكنَّ ذلك لايعني أن اتَّباعه كان بلا دليل أو كان لمجرد التعصب لمذهبهم، فنراه يقد م الأدلة النقلية والعقلية التي يسوّغ فيها أسباب نصرته لهذا المذهب أو رده لغيره 0
10- خالف الأعلم البصريين والكوفيين في مواضع كثيرةٍ، واختار لنفسه مذاهب خاصةً خالف فيها الجمهور مسنداً مذاهبه تلك بالحجج والأدلة مما يدل على عقليةٍ فذة وسعة علمٍ وتمكنٍ من العربية وعلومها 0
11- فصّل الأعلم ما أجمل النحاة كما يتضح ذلك في بعض المسائل في هذا البحث، وعلى هذا الأساس بنى آراءه ومذاهبه في عدة مواضع 0
12- وافق الأعلم في بعض المواضع الكوفيين وانتصر لهم على البصريين، وهذا دليل مضاف على إنصافه للعلماء وعدم تعصبه على الحق 0
13- لم يترك الأعلم خلافاً بين النحاة في مسألةٍ من المسائل وردت في كتبه إلا اتخذ فيه رأياً ناصر فيه بعض النحاة على بعض 0
14- أورد الأعلم نصوصاً طويلة في كتابه (النكت) من كتاب (المخصص) لابن سيده الأندلسي، وهذه النصوص منسوبة في أغلب الأحيان للسيرافي في شرحه لكتاب سيبويه مما يدل على تأثر الأعلم بالسيرافي كما أسلفنا القول في ذلك
15- اهتم الأعلم كثيراً بالعلل النحوية وأطال فيها الكلام، ويبدو تركيزه على العلل التي عليها مدار الحكم، وهي العلل الأوَل، وعلى العلل الثواني والثوالث 0
16- يمكن عدُّ الأعلم في مقدمة نحاة الأندلس الذين نهجوا لأهلها اتّباع النحاة البصريين بشكلٍ شبه تام في منهجهم في دراسة النحو، وذلك من خلال أقيسته وأحكامه وشواهده النحوية 0
17- بعد النظر العميق في منهج الأعلم في دراسة العربية يمكن القول: (( إن دراساته في مجال النحو والصرف واللغة تصلح أن تُدرس بشكلٍ مستفيض دراسةً مستقلة ، كونه قد جمع علوم العربية في كتبه ، فنراه تارةً نحوياً وأخرى لغوياً يهتم بألفاظ اللغة ودلالاتها ومعانيها )) 0
18- يدعو الباحثين الى تسليط الضوء أكثر عليه واعتماد كتبه مصادر رئيسةً لبحوثهم كونه قد أورد آراءً وخلافاتٍ نحوية لم تُذكر في كثير من المصادر السابقة واللاحقة له، لذلك يمكن عدُّ كتبهِ من مصادر الخلاف النحوي أيضاً 0 وكذلك الحال بالنسبة لدراسة أصول النحو عنده فإن كتبه مليئةٌ بالأقيسة والتعليلات التي تُغني البحث النحوي 0