علجية عيش - التمدد الطائفي بات يشكل خطرا على المجتمعات

المغرب تمكن من فك الصراع بين المالكيين و العبيديين
حان الوقت لدسترة المرجعية الدينية وتقنينها


462555549_1251696869345684_8629042274488205731_n.jpg

هل عجز رجال العقيدة في العالم العربي عن محاربة الطائفية و اقتلاعها من جذورها؟ فالطائفية ما فتئت تنتشر في البلاد العربية و تتسبب في حروبٍ أهلية؟ سؤال وجب أن يطرح و بموضوعية لحل الأزمة التي تغرق فيها الشعوب العربية بسبب التمذهب، و اختيار كل فرقة شعارٌ لها و طقوس تمارسها و تفرضها على ضعاف النفوس ، فما زالت بعض الفرق ترفض التجديد ، لاسيما و نحن في زمن الرقمنة، فهذه الممارسات تشكل خطرا على الوحدة العقائدية والفكرية للأمة العربية و قد سبق و أن دعا الداعية الإسلامي محمد رمضان البوطي رحمه الله إلى اللامذهبية و قال انه بمقدور المسلم أن يجتهد دون أن يتخد له "طريقة" أي دون أن يتبع مذهبا معينا

فالتمدد الطائفي بات يشكل خطرا على المجتمعات ، التي هي اليوم بحاجة إلى حماية من التفسخ الديني لكونها مفتوحة على كل التيارات الفكرية المنحرفة والتحولات الضالة، لم يعد الصراع قائما بين الشيعة و السنة فحسب، بل اتخذ له امتدادا واسعا بعد ظهور مذاهب أخرى أشد خطرا على المسلم ، فقد أجمعت الدراسات أن هناك عوامل تهدد المرجعية الدينية في ظل العولمة والعلاقات المعقدة على مستوى الأفراد والجماعات، خاصة وأن المجتمعات العربية لا تعيش بمعزل عن الحراك الفكري والسياسي والديني والظواهر الغريبة التي ما فتئت تظهر في البلاد العربية ، وهي حوادث لها أثارها السلبية في القريب والبعيد، .

ففي الجزائر مثلا بدأت الطائفية في الانتشار كالقاديانية أو الأحمدية و المدخلية التي غزت بفكرها القرى و المداشر ، و قد وجب دق ناقوس الخطر من خلال البحث عن الإطار الصحيح للمرجعية الدينية و تقنينها، حسب الدراسات فالمشرع الجزائري في قضايا الأحوال الشخصية مثلا يستند إلى المذهب الحنفي و لم يعمل بالمذهب المالكي و هو تقليد للقانون المصري ، و لعل التجربة المغربية كانت تجربة ناجحة حين تمكنت من حل الصراع بين المالكيين و العبيديين .

و هنا يقع الدور علي الأئمة والدعاة في ترشيد العامة من الناس التي تأخذ بهذه الأفكار، خاصة والأمة الإسلامية على غرار العالم كله تعيش عصر الأسلحة والحروب والدمار، ما دفع بالباحثين إلى تسليط الضوء على هذه المسألة من خلال إعادة النظر في الخطاب الديني و توحيده حتى يكون خطابا جامعا ، فالطائفية كما تشير إليه الدراسات هي حلقة من أعمالٍ مخططٌ لها، وتابعة لتنظيم معين ولها امتدادات كثيرة، حتى أن هناك فرق لا قاعدة لها و لا أساس كفرقة المخالفين من أهل البدع التي وقف لها الشيخ أحمد حماني في الجزائر بالمرصاد و قال أن الطائفية لها بعد سياسي،و لابد أن يكون البعد السياسي حاضرا في محاربة الطائفية.
علجية عيش الجزائر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى