كاظم حسن سعيد - نوبل 2024 للكورية هان كانغ...

لا مساحة للجثث ولا توابيت كافية للجثامين
هكذا تواجه المشهد في الصفحات الخمسين الاولى في رواية افعال بشرية للشاعرة والروائية الكورية الجنوبية كانغ التي توجت بنوبل لهذا العام خلافا للتوقعات .
وانت بحاجة لمقدرة فائقة على تلقي البشاعة والسيطرة على الحزن والاضطراب وانت تتقدم في القراءة بين مجزرة الجثث.
(لم يكن هناك وقت ولا حيز لاعادة تنظيم الترتيب الموجود بدقة لذا كان عليكم حشر التوابيت معا باي طريقة عشوائية , حافة احدها تلامس حافة الاخر ,
في تلك الليلة حين نظرت حولك الى كل هذه الجثث المكتظة داخل قاعة الرياضة فكرت كم بدا المشهد اشبه بمؤتمر , تجمع هائل من جثث احتشدت هنا بترتيب مسبق ومهمتها الوحيدة هي انتاج رائحة التعفن الفظيعة تلك ز مشيت بسرعة بين هذا التكتل الصامت ..).

1728639597273.png

هنا تصف الكاتبة مشاهد الجثث المروعة لمن استهدفهم الجيش في انتفاضة مايو 1980 التي بدات بتظاهرة طلابية جنوب غرب كوريا وتحولت بعد ذلك لصراع بين المدنيين والسلطة .
تمكن الجيش من السيطرة على الحكم بكوريا منذ 1961 حيث برز الجنرال تشونغ بارك الذي تمكن من خلق ما عرف بمعجزة نهر الهان الاقتصادية لكنه صدم بانتخابات 1971 التي كادت تقضي عليه فوضع سنة 1972 دستورا جديدا يسمح له بالبقاء للابد بالحكم وممارسة الحكم القمعي ما ادى لاندلاع الاحتجاجات 1979 .
كانت الكاتبة هان طفلة تختزن في ذاكرتها مظاهر العنف واطلاق الرصاص على المحتجين وتشويه الضحايا بابشع الادوات , حتى تمكنت من تجسيدها في هذه الرواية .
ولدت هان كانغ 1970في مدينة غوانغجو بكوريا الجنوبية ثم انتقلت للعاصمة .
كان ابوها روائيا وقد بدات بنشاطها الادبي كشاعرة سنة 1993 فنشرت قصائدها بمجلة الادب والمجتمع ثم توجهت للنثر فانتجت مجموعتها القصصية ( حب يوسو ) .
ظهرت روايتها الاولى ( النباتية ) 2007 بثلاثة اجزاء وهي تتناول ازمة الانسان وهو يتحول نباتيا ويصارع الاخرين الذين يرفضون قراره فيستغلها زوج شقيقتها وينال منها فنيا وجنسيا وتمضي اخيرا لمصحة نفسية .
من اعمالها الروائية ( الكتاب الابيض2016 , لا تقل وداعا ,النقاهة ) وقد ترجمت لها ثلاث روايات للعربية .
ملاحظة .. حسب المترجم محمد نجيب 2020 فان اصل العنوان الصبي ياتي ومفردة ياتي مجازيا لها معان عدة منها انتفاضة والصعود والطفو ...
لقد بررت الاكاديمية منح هان نوبل ( لنصوصها النثرية الشعرية المكثفة التي تواجه الصدمات التاريخية وتكشف عن هشاشة الحياة البشرية .)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى