كاظم حسن سعيد - رواية المفتاح وامتداح الخالة سلفة من الخلود

صرح حاصد نوبل يوسا بانه كتب الخالة متاثرا برواية الياباني تانيزاكي المفتاح لهذا وجدت علي ان ابدا بها لانها حقا ستضي ء الاخرى وهما روايتان يمكن تصنيفهما بالكتابات الايرتيكية الجنسية ويكمن الفرق بينهما بالعمق لدى يوسا الذي راى بطله بان الجنس سلفة من الوجود وحل لازمة وجودية .
كتبت المفتاح بشكل مذكرات متسلسلة للزوجين تعقب احداهما الاخرى ومن خلال ذلك يزال الستار عن الاسرار العصية على الظهور بما يتعلق بازمة المعاشرة بينهما .
في المفتاح عقد البطل العزم على الكتابة بحرية متجنبا التعليق على علاقته الجنسية مع زوجته اكوكو خشية ان تقراها خلسة وتغضب .يجرؤ البطل على القول انها تعرف اين ستجدها لكن تربيتها التقليدية والمثل الاخلاقية التي تتمتع بها ستمنعها من الاطلاع على اليوميات رغم انه امر ممكن .
وزوجته تحب استراق نظرة وتعشق الاسرار وتتراجع دوما متظاهرة بالجهل وتعد ذلك حياء انثويا .
لكن زوجته لها قدرة على الكشف عن مكان اليوميات او عمل نسخة من مفتاح الدرج فما الدافع لاخفائه , ربما ان وجدت المفتاح متاحا امامها ستقول ( ان المفتاح سيقود ليوميات غير حقيقية وتلك الحقيقية في مكان اخر) .
ويكمن سبب كتابة اليوميات في مشكلة واجهها البطل مع زوجته منذ اليوم الاول للزواج فهي لا تناقش أي شيء حميمي معه .
فبعد عشرين سنة من الزواج تمارس معه الحب في الظلام وبصمت وهو ما يشعره بغاية الاحباط .
بدا كتابة يومياته في الخامسة والخمسين فيما زوجته في الرابعة والاربعين وبدا يشعر بالتعب عند ممارسته الحب معها وهي نشطة في الفراش رغم ضعف قلبها وصحتها المعتلة بركان فراش لا يجارى ما اشعر البطل بالضياع ويرى فيه زوجا غير ملائم .
وقد عاشر البطل كثيرا من النساء لكه لم يجد ما يماثل طاقة زوجته جنسيا وهو يحبها بجنون .
انه مولع بقدميها بشكل مبالغ لهذا لا تتركهما عاريين حتى في غيظ الصيف وهو يقوم بمداعبة مساحات في جسدها مثل التقبيل تحت الذراعين وغيرها لتثار ويطلب منها تقبيل رموشه فلم تستجب .
بعد هذا المقطع من اليوميات تقرا تاريخا 9 يناير حيث تبدا يومياتها وقد حدث لها شيء غريب فقد كشفت عن المفتاح ملقى امامها وزوجها لا يقع في مثل هذا الخطأ لكنها ترفض تناول المفتاح وقراءة المذكرات (لا املك ادنى رغبة لولوج نفسيته اكثر من الحدود التي وضعتها لنفسي لا اود ان يعرف الاخرون ما يدور بخلدي ولا اهتم بالتطفل على ما يفكرون به ولا اظن الاطلاع عليها سيكون مدعاة لسروري ايضا ).
وتقرر الزوجة الشروع بكتابة مذكرات دون ان تسمح لزوجها بالشك بانها تكتب اليوميات وهو ما يشعرها بحس لذيذ بالتفوق .
وتعترف في هذا الجزء الاول من المذكرات بان زوجها محق حين وصفها بانها عملية وليست رومانسية وتعلل ذلك بان والديها ربيانها على الايمان بان على المراة ان تكون ساكنة محتشمة وتقول ( لا يدرك زوجي بان شهوتي لهيب سري شاحب ولا تتوهج ساحقة .
لهذا اعتقدت بان زواجهما كان خطأ جسيما لقد شعرت بانها غير ميالة لزوجها منذ الليلة الاولى حيث احست بان عينيه تثقبان جسدها فتملكها الذعر ومنذ تلك اللحظة وهما لا يتعاشران الا في الظلام منذ تلك اللحظة وحتى ما بعد الاربعين ينتابها الغثيان من رؤيته وهما في الفراش فما يشعره بالسعادة يشعرها بالقرف .
في امتداح الخالة يصف يوسا الطفل في منلوج تصوغه زوجة ابيه (أي خبث يمكن ان يكون فيه هذا المخلوق النقي ..اليس فيه تجسيد للبراءة ؟ انت هي المتعفنة يا لوكريثيا ).
قالت ذلك بضميرها لحظة دس الطفل نفسه في السرير منصاعا لاوامرها .
حدث ذلك في يوم اكملت الاربعين بعدما وجدت على فراشها رسالة من ابن زوجها يهنئها فيها بعيد ميلادها .
ورغم ان الوقت تجاوز منتصف الليل فقد قررت ان تقصد الطفل لتشكره وكان زوجها الملك ريغوبير منهمكا في تنظيفاته المعقدة والبطيئة فطقوس النظافة الجسدية بعد لوحات الرسم الايروتيكية هي مركز الاستقطاب في حياته .حين اقترنت بالملك اخبرنها صديقاتها بان عقبتها امام سعادتها مع الملك تكمن في وجود ابنه الصغير .
لكنها قصدت الطفل في تلك الساعة المتاخرة من الليل في غرفته المضاءة وهي بملابس النوم وهنا بعد عناقهما شعرت باحساس غامض كانه ات من بعيد دون ان تدركه جيدا يتسرب بين فينة واخرى في جسدها .
فلم يكن الطفل كما وصفته بملاك كان نضوجا جنسيا مبكرا يتوارى خلف طفولة وهي كانت حقا متعفنة لانها تجاوبت مع ميوله الجنسية المبكرة ما يذكرك ببطلة لوليتا الصغيرة التي وصفت بالمسعورة ( جنسا ).

حين عادت منه لزوجها قال لها بملابس النوم هذه تقابلين الصغير اذن ستفسدينه . وكانت تخشى ان يكتشفها مبللة .
وكان الملك محقا .. اذن لقد اندلع الحريق ورسمت الدراما بوضوح منذ الصفحات العشر الاولى .
زوجها الذي يتقمص شخصية ملك ليديا تركيا سابقا قنداولس ليس موضع فخره يد مطبقة على البلاد او الانتصارات المذهلة في الحروب انما مصدر فخره ردف امراته .
ولقد حدّث حارسه ووزيره جيجيس عن مآثرعضوه مع لوكريثيا زوجته وهو يعتز بذلك اكثر من اعتزازه بماثره في ميادين المعارك او انصافه في اقامة العدل تلك ليس مزحة رغم تصور وزيره ذلك فمن اجل التقصي فقط استدعى اطلس الحبشي افضل عبيده لحجرته وطلب من زوجته ان تنحي ويمتطيها فلم يستطع عبده ذلك .
واصل القصة تاريخيا ان قنداولس دعا احد ثقاته ليختبا خلف ستارة فيما تتعرى زوجة الملك كما جسدت ذلك اللوحة الشهيرة وهي احدى اللوحات التي يهتم بها لاثارته جنسيا
والملك خلافا لبقية البشر ورغم توالي العقود لم يصبه الضجر من المعاشرة .
يتحدث الملك عن اذنيه المشوهتين وكيف انهما تحتكران ضجيج العالم مع هذا تحبهما زوجته وهو يعتنني بهما استثناء في الحمام الذي يقضي فيه يوميا اكثر من نصف ساعة ليلا من اجل اغراء زوجته وقد خصص لكل عضو يوما خاصا للاعتناء به .
ربما تكون الاذنان رمزا للمقدرة على التقاط كل لفظ ينطق في المملكة او هو تمجيد للقبح او كلاهما .
تقول زوجة الملك ( بلوغ الاربعين ليس بالامر المرعب )
حقا فقد اقترنت بالملك بعد اربعة اشهر وكان زواجها الاول كارثة والطلاق احتضارا بين حقوقيين جهلة وشرهين .
هي الان ملكة القصر ومعبودة الملك فماذا تعني الاربعين .
لكن السؤال الاشد خطورة كيف انجرفت زوجة الملك لتدمير نفسها وهي بهذا المجد فقد عاشرت الصغير اخيرا فاخبر والده بذلك فطلقها كما في رواية المفتاح فالبطلة المحتشمة الوفية اندفعت بخطوات حذره وخفية لعشق خطيب ابنتها وعندما قضى زوجها عاشرته .
الروايتان مجهر على اعماق الوجدان الجنسي والجسدي للمرأة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى