حسين عبروس - قصائد عمياء... وقصائد عرجاء..

***
الشعر عندنا في عصر الرّقمنة قصائد عمياء وأخرى عرجاء،وقليل منها صقور إذا تعلّق الأمر بوصف المقاومات والبطولات والثوريات ،و قليل منها حمام ويمام نطيّرها في فضاءات ومواقع التواصل الإجتماعي،وكثير منها حشرات وديدان،وصراصير منزلية نستدعيها مجازا باسم النثريات والهايكو..كائنات وجدت طريقها إلى أسماع وعقول وعيون العامة من الناس،عبر تلك الرّقميات والوسائط والمواقع التي تديرهاأسماء نكرة خلال الشابكة، هذه النكرات التي تمنح الشهادات العليا،والتقديرات مجانا لأدعياء الكتابة الشعرية ،وهي مرفقة بتصاميم مزخرفة كي تسعد رواد تلك المواقع من يظنون أنفسهم أنهم أقرب لمنارات الشعر والشعراء.

Peut être une image de oiseau

إنّ الحقيقة التي يغفلها الكثير من التابعين للحركة الشعرية في وطننا العربي، بأنّ تلك المواقع لا تصنع الشعراء،ولا الأدباء والمبدعين،إنّما هي في الحقيقة تكشف عن ضحالة الموقف،وعن ضعف تلك النفوس الخالية من روح الإبداع لدى الكثير ممن يعيشون حالات من اليتم،يتم فقدان الموهبة،ويتم عدم القدرة على امتلاك زمام العملية الإبداعية من جماليات اللغة والصورةالفنيّة ،والقدرة على التعبير عما يجيش في الصدورمن قضايا تتعلّق بالمشار والعواطف والمواقف الوطنية والإنسانية في مختلف أنماطها،ومن هذا المنطلق لا يكون للنّص أيّ معنى في غياب عنصر الجمال،والفن والإبداع الذي يثير الدهشة في نفس القارئ والمستمع،ويبقى النص الشعري الوهمي عند أصحابةه الأدعياء يتلمس طريقه وسط ظلمة وجهالة الحالة الإبداعية التي يحلم الكثيرممن يطمحون إلى كتابة نص شعري كبير الخالد..ومهما حاولنا انصاف تلك النصوص الشعرية التي تفرّخ اليوم كالديدان على صفحات أصحابها في الفيس بوك والمسنجر والأنستغرام ،واليوتيوب،فإنّنا سنظلم الشعر والشاعر الحقيقي الموهوب في اشكال قصائده العمودية والحرّة والنثريّة.. فسلام على الشعر الجميل وعلى الشعراء الذين يكتبون بحبر الأوردة ونبض القلوب.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى