ظل النص المسرحي منذ أيام الإغريق حتى النصف الأول من القرن العشرين محافظا على ثباته وتحصنه أمام من يحاول التلاعب به أو تهذيبه أو تغييره.
وكانت نظرة النقاد له داخل حصونه الثابتة الراسخة لا تختلف عن نظرة المخرجين له - باستثناء مسرحيات قليلة كان يتم حذف بعض الجمل الحوارية منها عند العرض المسرحي، كمسرحية هاملت لشكسبير، ومسرحيات أخرى قليلة - ولكننا صرنا في النصف الثاني مع القرن العشرين نرى جرأة من بعض المخرجين عند إخراجهم بعض النصوص المسرحية، وكان الكاتب الإيطالي لويجي بيرانديللو سباقا في التنبؤ بهذه الظاهرة في ثلاثيته المسرحية المعروفة بوجود تمثيل داخل تمثيل بها - وهي مسرحية ست شخصيات تبحث عن مؤلف، ومسرحية الليلة نرتجل التمثيل، ومسرحية كل شيخ وله طريقة - لا سيما مسرحية الليلة نرتجل التمثيل.
وأصبح الوضع في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين أكثر جرأة من قبل المخرجين في تعاملهم مع النصوص المسرحية التي يخرجونها، فقد صار أكثرهم لا يرى لأي نص مسرحي - قديم أو حديث - قداسة تحميه من مشرط الدراماتورجي، وبعض المخرجين يقومون بهذه المهمة، فيعيدون تفصيل النصوص المسرحية بالمقاسات التي يرونها؛ ومبررهم في ذلك أنهم بهذا التفصيل لتلك النصوص المسرحية يجعلونها صالحة للعرض، وفي الوقت نفسه يزعمون أنهم بما فعلوه - أو فعله غيرهم بإرشاد منهم - قد جعلوا هذه النصوص تحمل رؤيتهم الخاصة عند عرضها.
وهذه الظاهرة أبرز ما تكون في مجتمعاتنا العربية، وفي مصر على وجه الخصوص، وأصبح من النادر جدا أن نرى مخرجا يبقي النص المسرحي على حاله عند إخراجه له.
وبهذا صارت النظرة للنص المسرحي تحمل ازدواجية واضحة، فهو عند القراءة من القراء والنقاد بحاله التي كتبها المؤلف بها، في حين أنه عند تقديمه للعرض يصبح بصورة مختلفة تحمل تفصيل الدراماتورجي أو المخرج له، أو هما معا.
وفي اعتقادي أن هذه الظاهرة بهذا الشيوع عندنا في مصر أضرت بالنشاط المسرحي أكثر مما أفادته، فليس كل من يقومون بمهمة الدراماتورجي لديهم الكفاءة لتكييف النصوص التي يتجرءون عليها لتكون مثيرة عند عرضها، وكذلك ليس كل نص مسرحي يستدعي التدخل فيه لتجهيزه للعرض المسرحي.
وفي اعتقادي أن سبب توغل دور الدراماتورجي في النصوص المسرحية عند تجهيزها للعرض هو شعور المخرجين بأنهم من يتحملون وحدهم مسئولية تقديم العروض المسرحية، وأن دور المؤلفين صار هامشيا في ذلك، حتى إننا صرنا نرى كثيرا من المخرجين يقومون بتأليف نصوص مسرحية، ويقومون بعرضها.
وأرى أنه لا بد من الاعتدال في هذا الأمر، فلا يجب أن يكون الأصل عند تقديم أي نص مسرحي هو التدخل فيه وإعادة تفصيله من جديد حسب رؤية الدراماتورجي أو المخرج أو هما معا، وكذلك يجب أن يكون هذا التدخل في حدود ضيقة، وبما لا يؤدي لتفكيك النص المسرحي وافتقاده مقوماته الأساسية التي يقوم عليها.
وكانت نظرة النقاد له داخل حصونه الثابتة الراسخة لا تختلف عن نظرة المخرجين له - باستثناء مسرحيات قليلة كان يتم حذف بعض الجمل الحوارية منها عند العرض المسرحي، كمسرحية هاملت لشكسبير، ومسرحيات أخرى قليلة - ولكننا صرنا في النصف الثاني مع القرن العشرين نرى جرأة من بعض المخرجين عند إخراجهم بعض النصوص المسرحية، وكان الكاتب الإيطالي لويجي بيرانديللو سباقا في التنبؤ بهذه الظاهرة في ثلاثيته المسرحية المعروفة بوجود تمثيل داخل تمثيل بها - وهي مسرحية ست شخصيات تبحث عن مؤلف، ومسرحية الليلة نرتجل التمثيل، ومسرحية كل شيخ وله طريقة - لا سيما مسرحية الليلة نرتجل التمثيل.
وأصبح الوضع في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين أكثر جرأة من قبل المخرجين في تعاملهم مع النصوص المسرحية التي يخرجونها، فقد صار أكثرهم لا يرى لأي نص مسرحي - قديم أو حديث - قداسة تحميه من مشرط الدراماتورجي، وبعض المخرجين يقومون بهذه المهمة، فيعيدون تفصيل النصوص المسرحية بالمقاسات التي يرونها؛ ومبررهم في ذلك أنهم بهذا التفصيل لتلك النصوص المسرحية يجعلونها صالحة للعرض، وفي الوقت نفسه يزعمون أنهم بما فعلوه - أو فعله غيرهم بإرشاد منهم - قد جعلوا هذه النصوص تحمل رؤيتهم الخاصة عند عرضها.
وهذه الظاهرة أبرز ما تكون في مجتمعاتنا العربية، وفي مصر على وجه الخصوص، وأصبح من النادر جدا أن نرى مخرجا يبقي النص المسرحي على حاله عند إخراجه له.
وبهذا صارت النظرة للنص المسرحي تحمل ازدواجية واضحة، فهو عند القراءة من القراء والنقاد بحاله التي كتبها المؤلف بها، في حين أنه عند تقديمه للعرض يصبح بصورة مختلفة تحمل تفصيل الدراماتورجي أو المخرج له، أو هما معا.
وفي اعتقادي أن هذه الظاهرة بهذا الشيوع عندنا في مصر أضرت بالنشاط المسرحي أكثر مما أفادته، فليس كل من يقومون بمهمة الدراماتورجي لديهم الكفاءة لتكييف النصوص التي يتجرءون عليها لتكون مثيرة عند عرضها، وكذلك ليس كل نص مسرحي يستدعي التدخل فيه لتجهيزه للعرض المسرحي.
وفي اعتقادي أن سبب توغل دور الدراماتورجي في النصوص المسرحية عند تجهيزها للعرض هو شعور المخرجين بأنهم من يتحملون وحدهم مسئولية تقديم العروض المسرحية، وأن دور المؤلفين صار هامشيا في ذلك، حتى إننا صرنا نرى كثيرا من المخرجين يقومون بتأليف نصوص مسرحية، ويقومون بعرضها.
وأرى أنه لا بد من الاعتدال في هذا الأمر، فلا يجب أن يكون الأصل عند تقديم أي نص مسرحي هو التدخل فيه وإعادة تفصيله من جديد حسب رؤية الدراماتورجي أو المخرج أو هما معا، وكذلك يجب أن يكون هذا التدخل في حدود ضيقة، وبما لا يؤدي لتفكيك النص المسرحي وافتقاده مقوماته الأساسية التي يقوم عليها.