أكلة «كالينطي» الطنجاويَّة، هي قضيةٌ رابحةٌ لم تجد من يدافع عنها، فأصبحت هشيمًا تذروه الرياح وكان ممكنًا جدًّا أن تصبح كلمةً أو ماركةً عالميةً تدير الرؤوس، أو على الأقل تُراثًا شعبيًّا باعتبارها واحدةً من أقدم أكلات الشوارع. وتُعدُّ أكلة كالينطي، أوّلًا، تُراثًا بشريًّا يستحق أن يعض عليه الطنجاويون بأسنانِهم، وهي ثانيًا تُعبّر عن مرحلةٍ مهمَّةٍ جدًّا في طفولة كلّ طنجاويّ، وما زالت حاضرة إلى الآن.
فالبيتزا، مثلا، وراءها بشرٌ أيضًا وليس أشخاص خارقين، وهي أوّلًا وأخيرا أكلة مثل باقي الأكلات. فما الفرق بين كالينطي والبيتزا إذن؟
الفرق هو أنَّ كالينطي ألذّ وأرخص، وهَذَا يرجح الكفّة لصالحه. فقط الاختلاف الوحيد أنَّ البيتزا وجدت وراءها إرادة قويَّة وآلة إعلاميَّة وإعلانيَّة ضخمة وأشياءَ أخرى، فغزت أسواق التّجارة والطَّبخ العالميَّة؛ بينما بقي كالينطي في الأحياء الشَّعبيَّة للمدينة، وكأنه طنجاويّ قحٌّ لا يريد لطنجة فراقًا.
العارفون ببواطن الأمور وخباياها، يقولون إنَّ أصل أكلة كالينطي طنجاويٌّ مئةٌ بالمئة وليس إسبانيًّا كما توحي به كلمة «كالينطي» الإسبانية الأصل الَّتِي تعني «ساخنًا».
إنَّما استعمال الكلمة الإسبانيَّة كان فقط مما تركه ويتركه الاستعمار في أي مكان، أمَّا التركيبة وبراءة الاختراع فأصلهما من هنا.. من طنجة.
وهناك مراجعٌ شفهيّةٌ أخرى تُرجّح أن أصل الأكلة يعود ليهود جبل طارق، الَّذِينَ كانوا أوَّل من أحضره وباعه في طنجة. الجميل فعلًا أنّك لا يمكن أن تعثر على أكلة كالينطي -بكل مقوماتها- في أي مكان آخر في العالم إلا في طنجة.. وهَذِهِ ميزة حقيقيّة ومتفردة.
الجارة العزيزة تطوان لديها بعض المحاولات (الكالينطيّة)، ربَّما في وجدة أيضا هناك أكلةٌ مشابهةٌ اسمها «كاران». لكنَّ الفرقَ شاسعٌ جدًّا بين الأصل والتَّقليد.. الَّذِينَ ذاقوا الاثنين يعرفون ذلك.
وماذا عن وصفة كالينطي؟
يتكون كالينطي أساسًا من دقيق الحمص والبيض والزَّيت والماء، هَذَا الخليط يصنع في (بيدونة) مقطوعة من المنتصف وداخل أحد الفرانات الشعبيَّة كي تكتمل الوصفةُ وكي يخرج كالينطي لذيذًا جدًّا كما تعوّد عليه الطنجاويّون.
خليط كالينطي السَّائل يصبّ في آنية معدنيّة مُستديرة، وبعد أن يُصبح جاهزًا يصدّر إلى الشَّارع، ويُؤكل ساخنًا ملتهبًا بالضرورة وإلا فقد 90 بالمئة من سر لذّته.
هناك محاولات كثيرة لصنع كالينطي داخل البيت من طرف عددٍ كبيرٍ من الأسر، لكنّها تفشل دائمًا ويبقى كالينطي الشوارع هو الألذّ والأكثر إقبالًا.
فالبيتزا، مثلا، وراءها بشرٌ أيضًا وليس أشخاص خارقين، وهي أوّلًا وأخيرا أكلة مثل باقي الأكلات. فما الفرق بين كالينطي والبيتزا إذن؟
الفرق هو أنَّ كالينطي ألذّ وأرخص، وهَذَا يرجح الكفّة لصالحه. فقط الاختلاف الوحيد أنَّ البيتزا وجدت وراءها إرادة قويَّة وآلة إعلاميَّة وإعلانيَّة ضخمة وأشياءَ أخرى، فغزت أسواق التّجارة والطَّبخ العالميَّة؛ بينما بقي كالينطي في الأحياء الشَّعبيَّة للمدينة، وكأنه طنجاويّ قحٌّ لا يريد لطنجة فراقًا.
العارفون ببواطن الأمور وخباياها، يقولون إنَّ أصل أكلة كالينطي طنجاويٌّ مئةٌ بالمئة وليس إسبانيًّا كما توحي به كلمة «كالينطي» الإسبانية الأصل الَّتِي تعني «ساخنًا».
إنَّما استعمال الكلمة الإسبانيَّة كان فقط مما تركه ويتركه الاستعمار في أي مكان، أمَّا التركيبة وبراءة الاختراع فأصلهما من هنا.. من طنجة.
وهناك مراجعٌ شفهيّةٌ أخرى تُرجّح أن أصل الأكلة يعود ليهود جبل طارق، الَّذِينَ كانوا أوَّل من أحضره وباعه في طنجة. الجميل فعلًا أنّك لا يمكن أن تعثر على أكلة كالينطي -بكل مقوماتها- في أي مكان آخر في العالم إلا في طنجة.. وهَذِهِ ميزة حقيقيّة ومتفردة.
الجارة العزيزة تطوان لديها بعض المحاولات (الكالينطيّة)، ربَّما في وجدة أيضا هناك أكلةٌ مشابهةٌ اسمها «كاران». لكنَّ الفرقَ شاسعٌ جدًّا بين الأصل والتَّقليد.. الَّذِينَ ذاقوا الاثنين يعرفون ذلك.
وماذا عن وصفة كالينطي؟
يتكون كالينطي أساسًا من دقيق الحمص والبيض والزَّيت والماء، هَذَا الخليط يصنع في (بيدونة) مقطوعة من المنتصف وداخل أحد الفرانات الشعبيَّة كي تكتمل الوصفةُ وكي يخرج كالينطي لذيذًا جدًّا كما تعوّد عليه الطنجاويّون.
خليط كالينطي السَّائل يصبّ في آنية معدنيّة مُستديرة، وبعد أن يُصبح جاهزًا يصدّر إلى الشَّارع، ويُؤكل ساخنًا ملتهبًا بالضرورة وإلا فقد 90 بالمئة من سر لذّته.
هناك محاولات كثيرة لصنع كالينطي داخل البيت من طرف عددٍ كبيرٍ من الأسر، لكنّها تفشل دائمًا ويبقى كالينطي الشوارع هو الألذّ والأكثر إقبالًا.