قبل اللغة لم يكن هناك ماضٍ نبكي عليه!

الأبد حيلة العاجز
قبل اللغة لم تكن هناك أيام
لم تكن هناك أشياء
لم يكن هناك كبرياء
لم يكن هناك ماضٍ نبكي عليه
لم يكن هناك نفيّ أو حنين
لم يكن الكذب
ولا الوطن
ولا كان هناك الذي يسمونه الآخر
لا شيء وراء الآن
حتى جسدك هذا
قبل اختراع اللغة كان كل شيءٍ يحدث في الوقت المناسب بالضبط
لا شيء يموت
لاشيء يخاف من الغد
قبل اللغة لم يكن هناك بعد
كان من الجائز جداً أن يكون العالم حيث أنا الآن
أو تحت حذائي قليلاً
ربما يكون لديك تعريفٌ آخر للحب أو الليل
أو صيغةٌ ليلية للحزن الذي يخصك ولا تعرفه الكلمات
أو الحياة التي تعيش خارج الأفلام
ربما يكون معيارك عن السعادة هو أن يحدث ما تشائين
متى ما تشائين
وكيفما تشائين،
وبلا أي جُمَل اعتراضية
ربما تكونين خارج نفسك أحياناً وتنظرين إلى الأشياء
من زمنٍ غير مناسب
أو غير محايدٍ مع القلب
حتى الوقت الذي ليس في ساعتك الآن
قد لا يكون موجوداً هنا
أو مشغولاً بترتيب صدفةٍ أخرى
ما يهمني الآن
أن أثبت لك أن هذا الخيال الذي يتحدث عنك
يخصني جداً
وليس مهماً أن يكون حقيقياً
أو صالحاً للاستعمال
المهم أن تشعري أنه يخصك أيضاً
أن تريه من النافذة نفسها التي أطلُّ منها الآن
على المعنى
أن تمنحيه فرصة الأمل المشترك
أشياء كثيرةٌ في الحياة تكون جيدة
لأنها تكون كما يريدون
الأشياء السيئة تلك التي لا تكون كما نشاء
كلها حدثت حين اخترعوا الكلام
وحتى التوقيت المناسب كان تلك الصدفة التي نلتقي فيها معاً
لا أحد يشكو من الوقت
هكذا كان العالم يحدث ويحدث
هكذا كان يحدث كل شيء ولا ينتهي
هكذا لم يكن هناك سأم
لولا أن الذين اخترعوا اللغة
صنعوا لنا فخ المستقبل
صنعوا الجهات
وبنوا جداراً سميكاً بين الرغبة والحاجة
لم يتركوا شيئاً للصدفة
لم يتركوا شيئاً خارج التسمية.


2006/2/11

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى