ما أبدأ به هذه المقالة، هو توضيحُ مفهوم "التسامح" tolérance. بصفة عامةٍ، التسامح هو أن يقبلَ/تقبلَ شخصٌ ما أو جماعة ما اختلاف الآخرين عنه. هذا هو الأساسُ في التسامح. والاختلاف قد يكون في طريقة التفكير. وقد يكون في طريقة العيش أو في طريقة اللباس… وهذا يعني أن المُتسامحَ يقبل الاختلافَ، كما هو، أي أن الآخرين ليسوا مُجبرين أن يُفكِّروا مثلَه أو أن تكونَ طريقةُ عيشِهم مشابهةً لطريقة عيشِه أو أن يلبسوا مثلَه… وأنه، هو نفسُه ليس مُجبراً أن يُشبهَ الآخرين. وهذا يعني، كذلك، أن المُتسامحَ يحترم حريةَ الآخرين.
بمعنى أن المُتسامحَ ليس له الحق أن يمنعَ الناسَ من التَّعبيرِ عن آرائهم وان يتصرَّفوا في الحياة حسب ما يقتضيه العيشُ المشترك. وما يتميَّز به التسامحُ داخلَ المجتمعات هو التَّساهل والتَّفاهم. وهذان التَّساهل والتَّفاهم، هما اللذان يمكِّنان من تساكن الأديان السماوية والأديان الوضعية، داخلَ المجتمع الواحد،. بمعنى أنه لا يوجد، على الإطلاق، مجتمعٌ واحدٌ يدين بدينٍ واحدٍ. وهذا هو ما أراده اللهُ، سبحانه وتعالى، حين قال، في الآية رقم 13 من سورة الحجرات : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ".
في هذه الآية الكريمة، الله، سبحانه وتعالى، يُخاطِب الناسَ، أي الناس جميعا وبدون استثناء، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية. والدليل على ذلك أنه، عزَّ وجلَّ، استعمل، في نفس الآية، كلماتِ "ذَكَرٍ"، "أُنثَىٰ"، "شُعُوبًا" و"قَبَائِلَ"، في صيغة أسماءٍ نَكِرَةٍ. وهذا يعني أنه، سبحانه وتعالى، يوجِّه كلامَه لجميع الناس، ذكوراً وإناثاً وشعوباً وقبائلَ، وليس لفئاتٍ معيَّنة منهم. فأين يوجدُ التَّسامحُ في هذه الآية الكريمة؟
يوجد التَّسامح في تعايش وتساكن الناس داخلَ المجتمع الواحد بغض النظر، ليس فقط عن أديانهم وثقافاتهم وطرّق تفكيرهم وطُرُق عيشهم. كما يوجد التسامحُ في كلمة أو في فعل "لِتَعَارَفُوا". والتَّعارف، إنسانياً، له قواعدُه وضوابطه وأخلاقُه. من بين هذه الضوابط ومن أهمِّها، المصلحة العامة. وخير إشارةٍ للمصلحة العامة في القرآن الكريم، هي الآية رقم 62 من سورة البقرة التي نصُّها : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة، 62).
في هذه الآية الكريمة، حينما يتعلَّق الأمرُ بوحدانية الله، عزَّ وجلَّ، وبالتَّصديق باليوم الآخر وبالسَّعيِ إلى "المصلحة العامة" (وَعَمِلَ صَالِحًا)، لا يفرِّق اللهُ، سبحانه وتعالى، بين الأديان. والتَّسامحُ، هنا، هو أن لا يكونَ اختلاف الأديان مصدرا للتَّفرقة والفتنة.
والتَّسامحُ الذي جاء به القرآن الكريم، يمكن تقسيمُه إلى نوعين : نوعٌ خاصٌّ بالعيش داخلَ المجتمعات، وأساسُه التَّساهلُ والتَّفاهمُ. وقد جسَّده، سبحانه وتعالى، في الآية رقم 13 من سورة الحجرات، المشار إليها أعلاه.
أما النوعٌ الثاني، فقد خصَّ به عبادَه تيسيراً لعيشهم داخلَ هذه المجتمعات. وهذا النوع الثاني من التسامح يُبيِّن لنا بأن اللهَ، سبحانه وتعالى، هو نفسُه متسامحٌ. والآيات التي تشير لهذا التسامح الإلهي كثيرة، أذكر من بينها ما يلي :
1."إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (النساء، 48). التسامح الإلهي، في هذه الآية، هو أنه، سبحانه وتعالى، يغفر كلَّ الذنوب إلا أن يُشرَكَ به، أي أن يُعبَدَ شيءٌ آخرَ من دونه.
2."هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحديد، 9). التسامح الإلهي، في هذه الآية، جاء حين قال، سبحانه وتعالى : "...وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ". و"الرؤوف" و"الرحيم" اسمان من أسماء الله الحسنى. وهما صفتان من صفات الله تدلان على الرفق والمواساة والرقة…
3."اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ" (الشورى، 19). التسامح الإلهي، في هذه الآية، عبَّر عنه، سبحانه وتعالى، بقوله : ""اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ…". و"اللطيف" اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أنه، عزَّ وجلَّ، سَمْحٌ وحليم ورقيق.
4."وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة، 109). ما يمكن إدراكُه من خلال هذه الآية الكريمة، هو ما يلي : حتى إذا أساءَ الناسُ وحسد بعضُهم البعضَ الآخرَ، فالله، سبحانه وتعالى، يوصي هؤلاء الناس بالعفو والصفح. والناس يعيشون داخلَ مجتمعات منظَّمة. والتساكن والتعايش داخلَ المجتمعات المنظمة، كما سبق الذكرُ، غير ممكن إن لم يكن من أُسُسِهما التسامح.
ولو لم يكن التسامحُ صفةً من صفات الله العُليا وأرادَه أن يعُمَّ بين عباده، لما قال، سبحانه وتعالى، في الآية رقم 22 من سورة الروم : "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم، 22). ما يمكن استخلاصُه من هذه الآية الكريمة، هو أن اختلافَ لغات الناس واختلافَ ألوان بشرتِهم لا يمنعهم من التساكن والتَّعايش في المجتمع الواحد.
ناهيك بأنه، سبحانه وتعالى، أشار ويُشير للتسامح الإلهي في كثير من آيات القرآن الكريم، حين قال، سبحانه وتعالى : "فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المائدة، 39). في هذه الآية الكريمة، حتى الناس الذين صدر عنهم ظلمٌ وأساءوا لناسٍ آخرين، فإنه، عزَّ وجلَّ، يغفر لهم ظلمَهم، إن هم طلبوا المغفرةَ وقاموا بالأعمال الصالحة. والعمل الصالح، كما سبق الذكرُ، هو العمل الذي ينفع مَن يقوم به وينفع الآخرين.
أهناك تسامحٌ أكثر من هذا؟ ولقد سبق لي أن قلتُ، في عدة مقالات، أننا، عندما نقرأُ القرآنَ الكريمَ، بتمعُّنٍ وتدبُّرٍ، من أول سورةٍ منه إلى آخر سورة، ما نستخلصُه من هذه القراءة، هو أن اللهَ، سبحانه وتعالى، يريد الخير لعباده أجمعين.
بمعنى أن المُتسامحَ ليس له الحق أن يمنعَ الناسَ من التَّعبيرِ عن آرائهم وان يتصرَّفوا في الحياة حسب ما يقتضيه العيشُ المشترك. وما يتميَّز به التسامحُ داخلَ المجتمعات هو التَّساهل والتَّفاهم. وهذان التَّساهل والتَّفاهم، هما اللذان يمكِّنان من تساكن الأديان السماوية والأديان الوضعية، داخلَ المجتمع الواحد،. بمعنى أنه لا يوجد، على الإطلاق، مجتمعٌ واحدٌ يدين بدينٍ واحدٍ. وهذا هو ما أراده اللهُ، سبحانه وتعالى، حين قال، في الآية رقم 13 من سورة الحجرات : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ".
في هذه الآية الكريمة، الله، سبحانه وتعالى، يُخاطِب الناسَ، أي الناس جميعا وبدون استثناء، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية. والدليل على ذلك أنه، عزَّ وجلَّ، استعمل، في نفس الآية، كلماتِ "ذَكَرٍ"، "أُنثَىٰ"، "شُعُوبًا" و"قَبَائِلَ"، في صيغة أسماءٍ نَكِرَةٍ. وهذا يعني أنه، سبحانه وتعالى، يوجِّه كلامَه لجميع الناس، ذكوراً وإناثاً وشعوباً وقبائلَ، وليس لفئاتٍ معيَّنة منهم. فأين يوجدُ التَّسامحُ في هذه الآية الكريمة؟
يوجد التَّسامح في تعايش وتساكن الناس داخلَ المجتمع الواحد بغض النظر، ليس فقط عن أديانهم وثقافاتهم وطرّق تفكيرهم وطُرُق عيشهم. كما يوجد التسامحُ في كلمة أو في فعل "لِتَعَارَفُوا". والتَّعارف، إنسانياً، له قواعدُه وضوابطه وأخلاقُه. من بين هذه الضوابط ومن أهمِّها، المصلحة العامة. وخير إشارةٍ للمصلحة العامة في القرآن الكريم، هي الآية رقم 62 من سورة البقرة التي نصُّها : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة، 62).
في هذه الآية الكريمة، حينما يتعلَّق الأمرُ بوحدانية الله، عزَّ وجلَّ، وبالتَّصديق باليوم الآخر وبالسَّعيِ إلى "المصلحة العامة" (وَعَمِلَ صَالِحًا)، لا يفرِّق اللهُ، سبحانه وتعالى، بين الأديان. والتَّسامحُ، هنا، هو أن لا يكونَ اختلاف الأديان مصدرا للتَّفرقة والفتنة.
والتَّسامحُ الذي جاء به القرآن الكريم، يمكن تقسيمُه إلى نوعين : نوعٌ خاصٌّ بالعيش داخلَ المجتمعات، وأساسُه التَّساهلُ والتَّفاهمُ. وقد جسَّده، سبحانه وتعالى، في الآية رقم 13 من سورة الحجرات، المشار إليها أعلاه.
أما النوعٌ الثاني، فقد خصَّ به عبادَه تيسيراً لعيشهم داخلَ هذه المجتمعات. وهذا النوع الثاني من التسامح يُبيِّن لنا بأن اللهَ، سبحانه وتعالى، هو نفسُه متسامحٌ. والآيات التي تشير لهذا التسامح الإلهي كثيرة، أذكر من بينها ما يلي :
1."إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (النساء، 48). التسامح الإلهي، في هذه الآية، هو أنه، سبحانه وتعالى، يغفر كلَّ الذنوب إلا أن يُشرَكَ به، أي أن يُعبَدَ شيءٌ آخرَ من دونه.
2."هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحديد، 9). التسامح الإلهي، في هذه الآية، جاء حين قال، سبحانه وتعالى : "...وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ". و"الرؤوف" و"الرحيم" اسمان من أسماء الله الحسنى. وهما صفتان من صفات الله تدلان على الرفق والمواساة والرقة…
3."اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ" (الشورى، 19). التسامح الإلهي، في هذه الآية، عبَّر عنه، سبحانه وتعالى، بقوله : ""اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ…". و"اللطيف" اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أنه، عزَّ وجلَّ، سَمْحٌ وحليم ورقيق.
4."وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة، 109). ما يمكن إدراكُه من خلال هذه الآية الكريمة، هو ما يلي : حتى إذا أساءَ الناسُ وحسد بعضُهم البعضَ الآخرَ، فالله، سبحانه وتعالى، يوصي هؤلاء الناس بالعفو والصفح. والناس يعيشون داخلَ مجتمعات منظَّمة. والتساكن والتعايش داخلَ المجتمعات المنظمة، كما سبق الذكرُ، غير ممكن إن لم يكن من أُسُسِهما التسامح.
ولو لم يكن التسامحُ صفةً من صفات الله العُليا وأرادَه أن يعُمَّ بين عباده، لما قال، سبحانه وتعالى، في الآية رقم 22 من سورة الروم : "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم، 22). ما يمكن استخلاصُه من هذه الآية الكريمة، هو أن اختلافَ لغات الناس واختلافَ ألوان بشرتِهم لا يمنعهم من التساكن والتَّعايش في المجتمع الواحد.
ناهيك بأنه، سبحانه وتعالى، أشار ويُشير للتسامح الإلهي في كثير من آيات القرآن الكريم، حين قال، سبحانه وتعالى : "فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المائدة، 39). في هذه الآية الكريمة، حتى الناس الذين صدر عنهم ظلمٌ وأساءوا لناسٍ آخرين، فإنه، عزَّ وجلَّ، يغفر لهم ظلمَهم، إن هم طلبوا المغفرةَ وقاموا بالأعمال الصالحة. والعمل الصالح، كما سبق الذكرُ، هو العمل الذي ينفع مَن يقوم به وينفع الآخرين.
أهناك تسامحٌ أكثر من هذا؟ ولقد سبق لي أن قلتُ، في عدة مقالات، أننا، عندما نقرأُ القرآنَ الكريمَ، بتمعُّنٍ وتدبُّرٍ، من أول سورةٍ منه إلى آخر سورة، ما نستخلصُه من هذه القراءة، هو أن اللهَ، سبحانه وتعالى، يريد الخير لعباده أجمعين.