علي سيف الرعيني - تقييم العمل الادبي!!

عملية تحليل وتفسير وتقييم الأعمال الأدبية تسمى (نقد) وتتم عملية النقد من خلال أربع مراحل، وهي الملاحظة والتحليل والتفسير والتقييم. يتم في المرحلة الأولى قراءة النص الأدبي ومحاولة فهم معناه، ويقوم الناقد في المرحلة الثانية بتحليل النص الأدبي وتفكيكه إلى عناصره الأولية ومعرفة طريقة تنظيم الأجزاء مع بعضها البعض. في المرحلة الثالثة يشرح الناقد العلاقة بين الأجزاء والعناصر ومعرفة ما يود المؤلف قوله، وأخيراً يُصدر حُكمه المبنى على فهمه للنص ككل

تبقى عمليةالنقد لاي عمل ادبي مهما وهي مكملة للنص الادبي او العمل الادبي ..فالنصوص التي تخلو من النقدليست مكتملة!
والكاتب عليه ان يتقبل كل الملاحظات.. وكل ما يهم الكاتب هوصحة ما يكتبه وينشره!
تستطيع أن تكتب أية فكرة تخطر على بالك، لكن حين تنشرها بشكل عام ستحتفظ بجزئية بسيطة فقط، وتفقد حقوقاً أخرى، تحتفظ بحقك ككاتب للفكرة، وتمنح الآخرين حق القراءة والنقد، إذا كنت لا تستطيع تحمل هذا، عليك أن تحتفظ بما تكتب في أحد أدراج مكتبك.

النقد عملية تصحيح وله أساليب كثيرة ومدارس ونظريات وفلسفة، فكرته في الأساس بسيطة جداً، وهو إظهار جوانب الضعف أو الخطأ في أي عمل، ربما يتطور النقد ليصبح فكراً، فيبين جوانب الضعف، ويضع تصوراً لتصحيح الخطأ، وفي النهاية يكون النقد قد حقق هدفه الرئيسي وهو تصور عمل أفضل في المستقبل.

الكثير من الكتاب والأدباء يعانون الانتقاد، فكما ينحرف بعض الكتاب عن المسار الصحيح، ينحرف بعض النقاد أيضاً، وتصبح أقلامهم معاول هدماً وتجريحاً، وربما تتحول أقلامهم من نقد العمل إلى نقد الكاتب في شخصه، هذا الشيء لا يفقد الأعمال الجميلة بريقها ولا يقتلها.

للقارئ وجهة نظر، ويمكنه أن يقارن، فإن كان النقد صحيحاً سيجد صدى لدى لديه، وإن كان خاطئاً سيتجاوزه دون اهتمام، أما مسألة التطرق للأمور الشخصية في عملية النقد، فهذا خطأ بحت يتعمده بعض النقاد فلا يعنينا الجانب الشخصي للكاتب في شيء، الذي يعنينا هو ما يطرحه على الساحة من أعمال وقيمتها الفكرية

على الكاتب أن يتقبل النقد بصدر رحب، ويمكنه أن يأخذ بما يقوله الناقد أو يتجاهله، وفي كلتا الحالتين له حق النقاش والرد، وليس من حقه أن يرفض النقد، فالنقد مرحلة مهمة جداً من مراحل التطور الفكري، وعندما يقوم نقاش بين طرفين، ينحاز الجمهور للكاتب أو الناقد أوينقسم فيؤيد بعضهم الكاتب والبعض الآخر يؤيد الناقد وهناك فئة من الجمهور ربما تبني أفكار جديدة، وتخرج بتصورات أفضل وعملية الأخذ والرد هي حراك فكري له نتائج إيجابية تنعكس على الساحة الفكرية والثقافية في المجتمع

غياب النقد عن الساحة الأدبية يمكننا أن نعتبره كارثة فحين يغيب النقد عن الساحة الأدبية لا تمحص الأعمال التي تطرح ولا تناقش ولا يُرد على الأفكار الغريبة والشاذة وستعاني الساحة الأدبية من الفوضى القاعدة الصحيحة تقول إن الشيء يتميز بنقيضه، فالكاتب هو الشيء والناقد هو النقيض، فإن كان العمل الأدبي قوياً يميزه النقد وإن كان ضعيفاً سيقتله الفكرة القوية تبقى قوية وإن انتقدت والضعيفة لا تتحمل النقد ولا يمكنها الصمود

لنعود إلى الأساسيات الأساس أن يكون هناك عمل أدبي بعد ذلك يأتي النقد ليبين جوانب الضعف والخطأ في العمل ثم مرحلة الرد والنقاش، وبعدها تتكون الصورة كاملة لدى المتابعين، ويُحْكَم على العمل بالنجاح أو الفشل أو تقيمه وتصنيفه (ضعيف، جيد، جيد جداً، ممتاز) وعلى هذا يكون النقد هو المرحلة الأهم في تقييم أي عمل أدبي على الساحة

فالنقد عملية تقييم. تسلط الضوءعلى مكامن الضعف والقوة.. وتزيد من وهج النص الادبي وتلميعه! وبالتالي فإن عملية النقد مطلوبة ولاغنى عنها في العمل الادبي!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى