أ. د. عادل الأسطة - "منكو لله يا غزازوة"

لم يرق للصديق خالد الغول Khaled Elghoul استخدام غزي وغزيين وفضل عليهما غزاوي وغزازوة ، وفي بداية الحرب كنا أحيانا نهرب من جحيم متابعة أخبارها بالالتفات إلى مقطع ريلز أو مشاهدة فيديو لا صلة له بها ، وأحيانا بالالتفات إلى هامش أدبي أو قضية لغوية ، ما دفع قسما من القراء إلى السخرية منا .
ما علينا !
قبل أيام أدرجت صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ( بنيامين نتنياهو ) وهو يرتدي الجلابية وبيده مسبحة وعلى رأسه طاقية حاج ويقول :
" منكو لله يا غزازوة " .
في هذا الصباح أدرج ناشطون شريط فيديو لشاب غزاوي / غزي يعرض دبابتين إسرائيليتين ، خلفهما الجيش الإسرائيلي على أرض غزة ، للبيع .
الدبابتان معطوبتان تقولان عكس ما كان يقوله الساخرون من السلاح الذي استخدمته المقاومة في غزة ضد الدبابات الإسرائيلية . لقد دمر سلاح المقاومة الدبابتين وجعلهما حطاما وها هو الدليل .
إن كان أكثر أبناء قطاع غزة من جيل الشباب ودون سن الثلاثين ، كما هو حال الفتى الذي لم يزد عمره على الثامنة عشرة ، فإن إعمار ما دمره الغزاة المحتلون ممكن جدا وبوتيرة متسارعة .
القلق هو على كبار السن والمرضى والجرحى ومن فقدوا أعضاء من جسومهم . القلق هو على الأطفال الرضع والقاصرين الذين فقدوا أهليهم ، والقلق هو على النساء الأرامل أيضا .
الدبابات الإسرائيلية المدمرة تعرض للبيع وحديدها قد يعاد تدويره للبناء . قال الصهيونيون إنهم قادمون لإعمار الأرض التي صحرها العرب خلال ألفي سنة ، وها هم في خمسة عشر شهرا صحروا قطاع غزة كله وحولوه إلى أنقاض .
يا للمفارقة !
صحرنا بلادا خلال ألفي عام ، ولما بنيناها خلال ثلاثين عاما جاؤوا وخربوها في خمسة عشر شهرا .
لم أستغرب ما قرأته أمس من أن غزاويا / غزيا ذهب ليرى منزله في رفح فأصيب بالسكتة القلبية ومات .
عندما أحرق الزنج البصرة كتب ابن الرومي قصيدته المشهورة :
" ذاد عن مقلتي لذيد المنام
شغلها عنه بالدموع السجام "
والآن . الآن الآن ستبدأ قصائد رثاء المدن الغزاوية / الغزية .
من شعراء غزة سيرثيها ؟
صباح الخير
خربشات عادل الأسطة
٢٣ / ١ / ٢٠٢٥

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى