أ. د. عادل الأسطة - عصا (دونالد ترامب) الغليظة

وأنا أتابع تفوهات الرئيس الأمريكي ( دونالد ترامب ) وخططه حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وبسط السيادة على الضفة الغربية ، بل ووعوده - وما أكثرها - ورغباته التي تشمل جعل كندا الولاية الأمريكية ٥١ ، وهذا يخالف ما نردده من أن إسرائيل هي الولاية ٥١ ، بل وما كتبه المحلل عبد المجيد حمدان في كتابه " أمريكا - إسرائيل والولاية الحادية والخمسون " (٢٠٢٤ ) تذكرت المرحوم يوسف رضا ( أبو كمال ) مدير منطقة نابلس لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ، لعقود من الزمن ، وعلاقته بموظفيه . وهناك عامل آخر ذكرني بالمرحوم أبو كمال ، وهو شكل ( ترامب ) : طوله الفارع وملامح وجهه وتهندمه ، مع اختلاف في لون البشرة ، فأبو كمال الترشحاني حنطي اللون فيما ترامب أشقره .
- سيفعلان ذلك .
أجاب ( ترامب ) عندما سئل إن كان الملك عبدالله والرئيس عبد الفتاح السيسي سيوافقان على مقترحه بخصوص سكان قطاع غزة والضفة الغربية ، فنحن قدمنا لهما مساعدات ويجب أن يقدما لنا مقابل ذلك .
كان الوجه الظاهر للمرحوم أبو كمال يعبر عن حزم وصرامة ، بل وتجبر ، وكان موظفو وكالة الغوث التابعون له يحسبون له ألف حساب . لقد كان يقول ، عندما يريد تنفيذ شيء :
- كن .
فيكون .
ولم أصادف في حياتي من تصدى له ، وعندما احتككت به وجدت فيه شخصا قارئا ومثقفا وميالا للدعابة أيضا . في تلك الأيام كنت مشروع كاتب مبتديء أنشر في جريدتي " الشعب " و " الفجر " . كان أبو كمال ، بحكم صداقته للنائب عبد الرؤوف الفارس والسيد حكمت المصري ، محسوبا على النظام الأردني وأكثر ، وكنت أنا تربيت على أغاني الثورة الفلسطينية وميالا بحكم المشاعر لخط منظمة التحرير الفلسطينية ، وهذا ترك أثره على العلاقة بيننا حتى تقاعد .
- هل كنت احسب حسابا يومها للوظيفة والفصل منها ؟ هل خفت ؟
وعد ( دونالد ترامب ) رئيس الوزراء الإسرائيلي بما وعده به ، فانشكح الرجل مبتسما ابتسامة لم أشاهد مثلها منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ، وهللت الصحافة العبرية للقاء الاثنين ومدحت الوعود و ... .
ما أريد أن أخلص إليه هو ما ورد في مثلنا الشعبي " حساب السرايا غير حساب القرايا " وحساب الحقل غير حساب البيدر " .
وقد يكون حساب أهل قطاع غزة والضفة الغربية غير حسب ترامب وبيبي ، وفي ١٩٥٥ أفشل سكان غزة مشروع التوطين في سيناء .
من يدري !
ربما يعيد التاريخ نفسه ! ربما !
إن كتبت إنني غير متوجس من مستقبلنا هنا أكذب . أنا أحيانا أبدو متشائما ، ولكني لا أفقد التفاؤل ، وفي أسوأ الأحوال لأكن كنديديا . وتعرفون قصة كنديد في رواية ( فولتير ) التي حملت العنوان نفسه " كنديد " .
عادل الأسطة
٥ / ٢ / ٢٠٢٥

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى