أ. د. عادل الأسطة - "حرب الطوفان: يوميات مقتلة غزة ومهلكتها وحرب إبادتها" قد ترى النور قريبا

أية خطوة جبارة ستقدم عليها دار النشر التي ستصدر " حرب الطوفان : يوميات مقتلة غزة ومهلكتها وحرب إبادتها " ، فكما علمت أن اليوميات ستكون صفحاتها كثيرة العدد أكثر مما توقعت .
في الحرب رصدت مفاصلها ودونت كثيرا مما شاهدت وسمعت وقرأت ، وفي الحرب استحضرت الأدب الفلسطيني الذي كتب منذ قصيدة عوض " يا ليل خلي الأسير تايكمل نواحه " ومررت على أشعار الشعراء وقصص القصاصين وروايات الروائيين الفلسطينيين وشاهدت أشرطة الفيديو وكتبت .. كتبت عن الفرق بين من يعيش المأساة ومن يتابعها من بعيد ، دون أن أفكر جديا بطباعة ما أكتب في كتاب . كتبت اليوميات وكتبت المقال الأسبوعي ، ثم صرت أكتب هوامش من وحي ما يجري وجرى في غزة وما زلت .
منذ أيام توقفت عن الكتابة فافتقدني بعض القراء . وجع في الكتف الأيسر لم أعرف سببه : الإجهاد أو التوتر العصبي أو قلة النوم بسبب القلق أو ... وعندما صرت غير قادر على ارتداء ملابسي بسهولة مكثت في البيت .
في البيت حيث التدفئة والطعام و .. و ... خجلت من نفسي وتساءلت :
- ماذا لو كنت الآن في قطاع غزة ؟
تذكرت من هم في جيلي فأصابني الاكتئاب ؟
ماذا يفعل كبار السن في غزة الآن ؟ ماذا يفعل المصابون بأمراض مزمنة ويفتقدون الطعام والدواء والدفء ؟
ليس لرئيس الوزراء والكابينت قلب . هل أعمم : ليس لليهود في إسرائيل قلب ؟ ثم أجدني لا أميل ، بحكم يسارية قديمة ، أتراجع عن التعميم .
" في قصيدته " جندي يحلم بالزنابق البيضاء " أورد محمود درويش على لسان الجندي التمني الآتي :
"- لو يكبر الحمام في وزارة الدفاع ! "
وأما في قصيدته " الكتابة على ضوء بندقية " فإن الجندي الإسرائيلي ( سيمون ) يخاطب ( شلوميت ) :
" لن نرجع من خارطة الأجداد شبرا واحدا للاجئين " .
يوميات حرب الطوفان هي استمرار ليوميات الشاعر معين بسيسو " يوميات غزة " . كأنما مات ليورثني مهمته وأواصلها . إنها يوميات أدبية بامتياز لا يكتبها إلا من نشأ في كنف الأدب الفلسطيني وعاش مع أعمال عبد الكريم الكرمي وإبراهيم طوقان وسميرة عزام وغسان كنفاني وتوفيق زياد وغيرهم وغيرهم . إنها تمتح من نتاجهم وتبني عليه ، والمهم أنها قد ترى النور قريبا !
وأقول : قد !!!
الجمعة ١٤ / ٢ / ٢٠٢٥
عادل الأسطة عادل الاسطة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى