الحبيب السايح - ما يثير الدهشة.

ما معنى "روائي كبير" وأحيانا "روائي عالمي".
(ما يذكر بوصف المعلقين الرياضيين للبطل واللاعب والهدف المسجل...).
الكبير: غيره كله أصغر منه.
العالمي: وزعت كتبه بلغات العالم كلها.
الروائيون الجزائريون والعرب كانت تطلق عليهم صفة كاتب. وكان الكاتب ينتظر أن يمنحه النقد أو الصحافة المتخصصة صفة "قاص" أو "روائي" أو شاعر". وكانت الجامعة هي التي تمنح صفة الناقد، غالبا.
ولم يكن أحد يجرؤ على أن يسمي نفسه بنفسه كذلك.
أما الغربيون فلم يكونوا يطلقون صفة " الكبير" أو "العالمي" على روائييهم.
وإلا، كيف يوصف دوستويفسكي وفوكنر وهوغو...؟
وماركيز (أمريكا اللاتينية)...؟
ومحفوظ، عندنا؟
يمكن للمؤثرين، في هذا الفضاء، وللمدمنين عليه، ولمن لا تسلية لهم سواه على ما ينشره غيرهم، ولمراهقي "الأدب" و"الثقافة" أن يطلقوا، على هذا الشيء أو ذاك، أوصافا لا وزن لها في الحقيقة (لأنها صادرة من الافتراضي) ولكن أن تصدر صفة "روائي كبير" و"روائي عالمي" ممن يتوجب عليهم التحفظ تجاه ما يأتيهم من تأثير من خارج وسطهم، لاسيما الجامعي، فأمر يثير الدهشة!
صحيح، فغالبا ما يطرب أحدنا لإحدى الصفتين إذ تطلق عليه جزافا، لاسيما الصفة الأولى، ثم لا يلبث أن يعود بشعوره إلى حقيقة وضعه في عالم الكتابة.
فكم تصبّرت على أن لا أتطرق إلى هذا الأمر!
ولكن.
أعلى