مهلاً .. مهلاً .. لا تقلب الصفحة.. ولا تستهجن العنوان !
ليس إسفافاً وخروجاً عن آداب الحديث .. فلا حياء في الطب ..
جسدُك مبنيٌّ من أعضاءَ مزدوجة .. عينان وكليتان ونصفا الكرة المخية وغيرها .. ولكن هنالك أعضاء مفردة لا ثاني لها .. كالقلب واللسان .
فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه ... وكم تغنّينا بهما .. أما أعضاؤنا المفردة ما دون الحزام فأغفلت وتلثّمت ... دعنا نُميط عن بعضها اللثام...
الشرج... لا يمكنك أن تتجاهله لأنه نهاية الطريق وخاتمته... وهل يمكنك تجاهل الخاتمة ؟؟
وهو خجول .... لأنه يختبئ عند الإنسان بين الإليتين ... ويغطيه الذيل عند بني حيوان...
وهو ديمقراطيّ .. لا يختلفُ في صفاته ومظهره .. ورائحته بين غنيّ وفقير أو بين ذكرٍ وأنثى ..
وهو عالميّ .. له نفس الخواص والوظائف عند العربيّ والأعجمي.. ويتربّع على كلّ الكراسي في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن .
وهو لا عنصري... لأنه يتكلم نفس اللغة في كل أصقاع المعمورة.. ليس كالفم الذي يتكلّم بلغاتٍ كثيرة..
وهو صادقْ .. لانه يعبّر بصدق عما ابتلع ذلك الكائن وماذا دكّ في جوفه الكبير... ليس كالفم الذي يأكل ويستلذّ بالمضغ ثمّ قد ينكر ما حدث.
وهو رقيبْ... لأنه قريبٌ من الأعضاء التناسلية وشاهد على أعمالها الخفية... وقد يرى مالا تراه العين ...
وهو طبيعيّ ... لأن أيّ تبديلٍ في مكانه سوف يسمّى طبياً ( الشرج المضاد للطبيعة) كبديلٍ عن كلمة (كولوستومي أو فغر الكولون ).
وهو حقيقي ّلا يحبّ التزوير ... لا يحبّ أن تلوّنه بمساحيق التجميل الحمراء أسوة بالفم المخادع ..تخيّل فم مواطن بدون تنظيف يومي بالسوائل والصوابين ومعاجين الأسنان ومعطرات النفس ومضغ العلكة المطهرة.... لن يختلف كثيراً عن الشرج... وقد أثبتت التحاليل الجرثومية وجود نفس الزمر الجرثومية في الفم والشرج لكن تكون كثافتها أعظم في الشرج..
وهو حسّاسْ... لأنه غنيّ بالنهايات العصبية .
وهو كتومْ.... لأنه ينطوي على نفسه عندما يتعرض للإزعاج وينقبضْ - بواسطة المجموعة القوية من العضلات والمصرّات - ومن ثمّ يلتزم الصمتْ.
وهو سرّي ويعشق العزلة .... لا يتكلّم جهاراً إلا إذا اختلى بصاحبه.. وإلا فيهمس همساً.
وهو مباشرْ...أو قطبي ... أي له اتجاه واحد في الحياة من الداخل إلى الخارج... لكنّ الإنسان فرض عليه الاتجاه المعاكس أحياناً...
ومن هنا نضيف أنه مظلوم ٌومقهورْ ... إذ أدخل فيه الإنسان عنوةً الحقن الشرجية وموازين الحرارة والأدوية –التحاميل –وأجهزة التنظير العديدة للمستقيم والكولون... وليس هذا فحسبْ ... بل حوّله بعض الشواذّ إلى عضوٍ جنسيّ في أبوابٍ لا ناقة له فيها ولا جمل ولم يكن عليه إلا الخضوع ... عند أناسٍ استلذّوا الوطء من الدبر ويبحثون عن أحكام ٍ شرعية تبيح لهم ذلك!
وقال الناقد :
- كيف تقول هذا الكلام في موقعٍ أدبي ؟... ذلك ليس أدباً .. إنه نوع من قلة الأدب !
قلت له :
- نعم يا أخي وأستميحك عذراً .. إذ يجوز للشاعر مالا يجوز لغيره ..هو وصف للإنسان بمنظار آخر.. هو نزع لورقة التوت التي تغطي عوراتنا .. تخيل أنك تنظر للبشر من منظار خلفي (ولنقل شرجي لو سمحت لي ).. عندها سترى الناس متساوين تماماً .. ولن تستطيع التمييز بينهم .. إنها قمة الديمقراطية !..
اعتدل الناقد في جلسته .. وتلمس ورقة التوت التي تغطي عورته .. يريد أن يتأكد أنها موجودة .. وبعد ذلك بدا راضخاً للأمر الواقع وكأنما أسقط في يده ..لذا تابعْتُ قائلاً :
-النظرة الشرجية (أو لنقل النظرية ) تثبت أن الناسَ متساوون في نهاية المطاف .. هي نظرة للحياة مقلوبة معكوسة تبتدأ من الخاتمة الواحدة وصولاً للبدايات المتعددة
كقصة بوليسية تبتدأ فيها من الخلف .. فتعرف اسم المجرم أولاً وبعد ذلك سترى القصة تافهة والتحقيقات مكشوفة فلن تستطيع قراءة القصة .. (عفواً أجاثا كريستي ).
وكل الأطعمة ومهما تلوّنت وتعدّدت طعوماتها هي في النهاية برازٌ كريه الرائحة .. وملذات الدنيا ومهما تكالبتَ عليها هي حطامٌ زائل .. والإنسان مهما تعطر بالعطورات الغالية من الخارج تبقى رائحته الداخلية واحدة .. وللأسف مقززة .. وطاولة العمليات الجراحية تشهد على ذلك إذا ما فتحت عليها البطون.. إنها رائحة الإنسان الحقيقية والجوهرية
والإنسان لو عرف خاتمته (كجثة متشابهة مع الآخرين ).. ولها نفس المآل لوجد في ذلك عبرة لمن اعتبر .. اللهم أحسن خاتمتنا
د.جورج سلوم
*********************
ليس إسفافاً وخروجاً عن آداب الحديث .. فلا حياء في الطب ..
جسدُك مبنيٌّ من أعضاءَ مزدوجة .. عينان وكليتان ونصفا الكرة المخية وغيرها .. ولكن هنالك أعضاء مفردة لا ثاني لها .. كالقلب واللسان .
فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه ... وكم تغنّينا بهما .. أما أعضاؤنا المفردة ما دون الحزام فأغفلت وتلثّمت ... دعنا نُميط عن بعضها اللثام...
الشرج... لا يمكنك أن تتجاهله لأنه نهاية الطريق وخاتمته... وهل يمكنك تجاهل الخاتمة ؟؟
وهو خجول .... لأنه يختبئ عند الإنسان بين الإليتين ... ويغطيه الذيل عند بني حيوان...
وهو ديمقراطيّ .. لا يختلفُ في صفاته ومظهره .. ورائحته بين غنيّ وفقير أو بين ذكرٍ وأنثى ..
وهو عالميّ .. له نفس الخواص والوظائف عند العربيّ والأعجمي.. ويتربّع على كلّ الكراسي في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن .
وهو لا عنصري... لأنه يتكلم نفس اللغة في كل أصقاع المعمورة.. ليس كالفم الذي يتكلّم بلغاتٍ كثيرة..
وهو صادقْ .. لانه يعبّر بصدق عما ابتلع ذلك الكائن وماذا دكّ في جوفه الكبير... ليس كالفم الذي يأكل ويستلذّ بالمضغ ثمّ قد ينكر ما حدث.
وهو رقيبْ... لأنه قريبٌ من الأعضاء التناسلية وشاهد على أعمالها الخفية... وقد يرى مالا تراه العين ...
وهو طبيعيّ ... لأن أيّ تبديلٍ في مكانه سوف يسمّى طبياً ( الشرج المضاد للطبيعة) كبديلٍ عن كلمة (كولوستومي أو فغر الكولون ).
وهو حقيقي ّلا يحبّ التزوير ... لا يحبّ أن تلوّنه بمساحيق التجميل الحمراء أسوة بالفم المخادع ..تخيّل فم مواطن بدون تنظيف يومي بالسوائل والصوابين ومعاجين الأسنان ومعطرات النفس ومضغ العلكة المطهرة.... لن يختلف كثيراً عن الشرج... وقد أثبتت التحاليل الجرثومية وجود نفس الزمر الجرثومية في الفم والشرج لكن تكون كثافتها أعظم في الشرج..
وهو حسّاسْ... لأنه غنيّ بالنهايات العصبية .
وهو كتومْ.... لأنه ينطوي على نفسه عندما يتعرض للإزعاج وينقبضْ - بواسطة المجموعة القوية من العضلات والمصرّات - ومن ثمّ يلتزم الصمتْ.
وهو سرّي ويعشق العزلة .... لا يتكلّم جهاراً إلا إذا اختلى بصاحبه.. وإلا فيهمس همساً.
وهو مباشرْ...أو قطبي ... أي له اتجاه واحد في الحياة من الداخل إلى الخارج... لكنّ الإنسان فرض عليه الاتجاه المعاكس أحياناً...
ومن هنا نضيف أنه مظلوم ٌومقهورْ ... إذ أدخل فيه الإنسان عنوةً الحقن الشرجية وموازين الحرارة والأدوية –التحاميل –وأجهزة التنظير العديدة للمستقيم والكولون... وليس هذا فحسبْ ... بل حوّله بعض الشواذّ إلى عضوٍ جنسيّ في أبوابٍ لا ناقة له فيها ولا جمل ولم يكن عليه إلا الخضوع ... عند أناسٍ استلذّوا الوطء من الدبر ويبحثون عن أحكام ٍ شرعية تبيح لهم ذلك!
وقال الناقد :
- كيف تقول هذا الكلام في موقعٍ أدبي ؟... ذلك ليس أدباً .. إنه نوع من قلة الأدب !
قلت له :
- نعم يا أخي وأستميحك عذراً .. إذ يجوز للشاعر مالا يجوز لغيره ..هو وصف للإنسان بمنظار آخر.. هو نزع لورقة التوت التي تغطي عوراتنا .. تخيل أنك تنظر للبشر من منظار خلفي (ولنقل شرجي لو سمحت لي ).. عندها سترى الناس متساوين تماماً .. ولن تستطيع التمييز بينهم .. إنها قمة الديمقراطية !..
اعتدل الناقد في جلسته .. وتلمس ورقة التوت التي تغطي عورته .. يريد أن يتأكد أنها موجودة .. وبعد ذلك بدا راضخاً للأمر الواقع وكأنما أسقط في يده ..لذا تابعْتُ قائلاً :
-النظرة الشرجية (أو لنقل النظرية ) تثبت أن الناسَ متساوون في نهاية المطاف .. هي نظرة للحياة مقلوبة معكوسة تبتدأ من الخاتمة الواحدة وصولاً للبدايات المتعددة
كقصة بوليسية تبتدأ فيها من الخلف .. فتعرف اسم المجرم أولاً وبعد ذلك سترى القصة تافهة والتحقيقات مكشوفة فلن تستطيع قراءة القصة .. (عفواً أجاثا كريستي ).
وكل الأطعمة ومهما تلوّنت وتعدّدت طعوماتها هي في النهاية برازٌ كريه الرائحة .. وملذات الدنيا ومهما تكالبتَ عليها هي حطامٌ زائل .. والإنسان مهما تعطر بالعطورات الغالية من الخارج تبقى رائحته الداخلية واحدة .. وللأسف مقززة .. وطاولة العمليات الجراحية تشهد على ذلك إذا ما فتحت عليها البطون.. إنها رائحة الإنسان الحقيقية والجوهرية
والإنسان لو عرف خاتمته (كجثة متشابهة مع الآخرين ).. ولها نفس المآل لوجد في ذلك عبرة لمن اعتبر .. اللهم أحسن خاتمتنا
د.جورج سلوم
*********************