مصطفى معروفي ــ لينين وقراءة التراث

كنا إلى وقت قريب لا نكاد نقرأ مقالا ثقافيا ـ كذا ـ في جريدة من الجرائد دون أن يكون فيه استشهاد من مقال أو كلام لأحد المثقفين وخاصة من أولئك المحسوبين على اليسار وبالأخص الاستشهاد بلينين باعتباره مثقفا عضويا ـ حسب مفهوم المفكر الإيطالي غرامشي للمثقف ـ وقائدا يساريا تقدميا لا مراء في ذلك، أما المحسوبون على اليمين أو من لهم توجهات أو نزعة يمينية فلا يعبأ بهم، حتى ولو كان كلامهم يزكيه الواقع ويعضده, ولا شك أن الذي عايش الواقع الثقافي في مرحلة السبعينات مثلا لاحظ أن الفعل الثقافي كان أحيانا لا بد له من أن يوضع على سرير بروكست حتى يأتي ويكون على المقاس المطلوب، والدافع لذلك لا يكون دائما بالضرورة ثقافيا.
كان لينين حاضرا وبقوة في هذه الفترة، فحتى يبرهن الكاتب على أنه تقدمي أو لنقل أنه مثقف عصري لا بد له من أن ينقل عن لينين ما يسند كلامه ورأيه، لكي يظهر عند المتلقي بأنه غير رجعي أو ليظهر بأنه مثقف ابن عصره، وإلا ربما اتهم بالرجعية، وهي تهمة لا ينفع في غسلها آنئذ عن الشخص حتى صابون تازة كما يقال في المغرب.
ما كان يشمئز منه لينين ويتذمر بل كان يكرهه كرها شديدا هو الأدب المحلى بالسكر أو أدب الشعارات، فقد كان يرى فيه الزيف والنفاق، والشعارات هي ما كان البعض يتباهى به ويجعله يبدو من المكونات الثقافية لديه.
ثم كان هناك من المثقفين ـ ليس كل المثقفين بالطبع ـ وأشباه المثقفين من لا يطيق حتى النظر، مجرد النظر، في التراث باعتباره في نظرهم من مخلفات الماضي القديم وباعتباره نتاجا للتخلف الفكري، والغريب أن البعض من هؤلاء كان يرى نفسه ماركسيا لينينيا، مع أن لينين كان يرى فيه وفي من هم على شاكلته "خونة"، فهم يبررون تعبهم من التراث بأنه لم يعد صالحا، وليست لهم أدنى رغبة في إصلاحه مهما تكن درجة الرغبة إياها.
لقد كان الأحرى بهؤلاء قبل أن يتخذوا موقفهم المشين والخائن من التراث، كان الأحرى بهم أن يتأملوا لينين أولا وقبل كل شيء و يعيدوا قراءته قراءة متأنية متبصرة ناجعة ليستخلصوا منها "ما العمل" ليبقى التراث حيا وعاملا مساعدا على التقدم واستشراف المستقبل.
بيد أن الناظر المتفحص لهؤلاء الذين يدعون التقدمية وهم في الحقيقة غير تقدميين والتقدمية منهم براء بحسب رأي لينين نفسه فيهم، أقول بيد أن الناظر المتفحص لهم يجدهم متهافتين في تصوراتهم الفجة وغير متواضعين في كتاباتهم وتنظيراتهم، مع أن لينين قال"إني بالطبع ماركسي متواضع في الفلسلفة"وهو ما كتبه يوما إلى صديقه الحميم صاحب رواية "الأم" ماكسيم غوركي.
إن التقدمية ـ لا كما يفهمها المدعون لها ـ لا تكون بالقفز على قراءة التراث ولا بالتحامل عليه والتبخيس من قيمته، بل في قراءته قراءة واعيه، واعتباره معطى ثقافيا إنسانيا لا بد من التوقف عنده، فنحن عندما نقرأ مثلا معلقة امرئ القيس أو معلقة طرفة بن العبد نجد فيهما من التقدمية والحداثة ما لا نجده عند بعض صعاليكنا "الميامين" في العصر الحديث.
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

مساء الخير اخي وصديقي السي مصطفى
جميل وشائق ما سطرنه حول هذا الموضوع الاديولوجي، المتعلق بمفهوم الماركسية اللينينية وموقفها من التراث، فان كانت الماركسية عند ماركس وانجلز قد انطلقت من متون الفكر الألماني لدراسة الفكر الانساني، في إطار ما يسمى بالاشتراكية العلمية، أساس كل فكر موضوعي وعلماني، بعيدا عن الطواويةوالمثل والنوايا الحميدة، وكانت مرحلة مضيئة من تاريخ الفكر الإنساني، وشكلت شوكة في حلق الرأسمالية البغيضة. فان لينين انطلق بدوره على ضوء الفكر الماركسي في تحليل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية أيضا للمجتمع الروسيوكان طبيعيا أن يظهر كتاب ومفكرون ينافحون عن عن فكر المرحلة الموسوم بالواقعية الاشتراكية التي يتزعمها مكسيم غوركي وجدانوف، يبلغون عن كل من يخالفهم الرأي والمارقين خارج الجوقة الذين كان مصيرهم اوقيانوسات سيبيريا الصقيعية بالعهد الستاليني..
ولاني ممن عايش جزءا من تلك المرحلة الوضيئة من واقع المغرب الحديث، كقارئ لما كان ينشر من دراسات ومقالات، وكتب وروايات، ومجلات وصحف، تتمحور حول الصراع الطبقي ومعاناة الطبقات المسحوقة من العسف وتفقير الجماهير الشعبية، وانتفاضات شعبية، وثورات وانقلابات عسكرية واعدامات ونفي، واغتيالات وتغييب لقامات فكرية وسياسية ، ذلك العهد الذهبي الراقي في أفكاره وممارساته وموضاته، وموسيقاه، وشهد على ازدهار الفكر اليساري لدى كافة الشبيبة الطلابية، وانتعاش أدبيات الأحزاب الشيوعية، (مجلة الطريق والنهج)، والأحزاب الوسطية ايضا التي تتبنى ما اسموه اعتباطا بالاشتراكية العربية والاسلامية للناصرية مجلة الطليبعة للطففي الخولي، وحزبي البعث في حربهما الباردة، والقوميين العرب في اليمن الجنوبي، ومرتفعات ظفار وباقي الأحزاب الأخرى. وفي المغرب ما كان يصلنا عبر مجلة البيان -على ما اعتقد- الصادرة عن الحزب الشيوغي المغربي الذي تحول الى (حزب التقلية والشباكية)، وجريدة "المحرر" التي كانت تصدر في اربع صفحات عن حزب الاتحاذ الاشتراكي للقوات الشعبية الذي تحول الان الى (الاتحاد الاشتراكي للقوات المساعدة).
ثم مجلة أنفاس الرائدة، والثقافة الجديدة، الموقف، المشروع، أبحاث ودفاتر سياسية لعبدالله ساعف، وغير ذلم من الدوريات التي كانت تتبع خطا تحرريا منفتحا قبل أن تصادر مع بقية المجلات الفكرية والأدبية.
في ذلك الوقت لاقت الكتابات التقدمية حول التاريخ العربي إقبالا واسعا حسين مروة، وطيب تيزيني، والاقتصادية عبدالعزيز الدوري، وسمير أمين، صادق جلال العظم، أو تشريح الوضع السياسي العربي، للمهدي بن بركة، وعزيز بلال ومهدي عامل والهادي العلوي وأنور عبدالملك، وعبدالله العروي.
وكما هو متداول فان كل إناء بما فيه يرشح فقد دأب تلاميذ وشباب، وكتاب تلك الحقبة من منتصف الستينات الة منتصف الثمانينات تحديدا التهافت على التمثل بمأثورات للمفكرين الماركسيين والفوضويين الروس ، ومن نقود كبار النقاد الغربيين الحداثيين، والشغف بالمصطلحات الافرنجية لتعجيز القارىء، وأتذكر قولة لمحمد زفزاف في حوار معه على قناة تلفزية مغربية حينما سئل عن راهن النقد المغربي: بأن (النقد المغربي نقد خواجات)، في اشارة منه الى أن التراث الأدبي العربي يحفل بالعديد من النماذج والمصنفات النقدية من التراث العربي.
 
أستاذنا المحترم الجليل السي المهدي:
بما أنك عشت الفترة المتحدث عنها في المقال فأنت بدون شك تكون قد رأيت كيف كان البعض يتنابزون بالألقاب بعضهم بعضا ،وكل فريق يريد أن يكون أكثر تقدمية من الآخر لحاجة في نفس يعقوب ،ومن المضحك أن تجد بعض الكتاب بين قوسين يدعي أنه يفهم الاشتراكية أكثر من الآخر وأن الآخر لا يفهم فيها نقيرا.وهنا أريد أن أسوق إليك حوارا جرى بيني وبين أحد الأصدقاء الصحفيين في تلك الفترة في أحد المقاهي بالدار البيضاء ،قال لي:
هل قرأت ما كتبه فلان عن الشاعر حسن الطريبق ـ كان الطريبق ما زال على قيد الحياة ـ؟
قلت نعم وقرأت حتى رد الطريبق عليه في جريدة العلم؟
فسألني:ما رأيك في الردين معا؟
قلت:الرد الأول ـ وهو لشاعر مشهور اشتراكي النزعة توفاه الله وكان نقده للطريبق باسم مستعار ـ أكثر قوة وحجية من رد الطريبق ،بينما الطريبق متهافت وتلفيقي.
قال لي:يبدو أنك شخص متحامل ،ربما لأنك ذو ميول اشتراكية،أخبرني من أفادك في الاشتراكية من الكتاب والمفكرين؟
قلت:كثير منهم الطيب تيزيني و حسين مروة و مهدي عامل وذكرت له أسماء أخرى ,فقال لي:
أنا إذا أردت أن أتعرف الاشتراكية أو الشيوعية أتعرف عليها من المنبع،أقرأ تنظيرات لينين في كتبه وكذلك ماركس وإنجلز..لماذا أحتاج لشخص يريني ما هي الماركسية،في حين أنه باستطاعتي أن أقرأها في مظانها؟
ومن ذلك اليوم تولدت لدي قناعة أن المظان الأصلية لا غنى للمرء عنه إذا كان يرغب فعلا في الوقوف على معرفة الشيء.
هذا الصحفي ذكره الله بالخير هاجر إلى دولة الشيلي وربما عمل في الصحافة هناك ،ونحن نعرف بأن الناقد المغربي عبد القادر الشاوي يعمل سفيرا للمغرب في الشيلي،وبالمناسبة فالشاوي هذا هو الذي كان يوقع كتاباته النقدية في مجلة "أقلام" المغربية باسم مستعار هو "توفيق الشاهد".
دامت لك الأفراح والمسرات مولانا.
 
التعديل الأخير:
نعم صديقي،
كانت تلك الاهانات والاتهامات المتبادلة بين الشباب، في حق كل من يخالفهم الرأي بالرجعية والتخلف، والتحجر الفكري، لم نكن نسمع بمصطلح التطرف الفكري وقتها، وكانت كتب البيان الشيوعي ورأس المال، وكتب لينين، والادبيات الاشتراكية الصادرة عن دار التقدم، تعرض على الرصيف الى جانب الروض العاطر ورجوع الشيخ، وقرعة الأنبياء، وبدائع الزهور لابن إياس، والرحمة في الطب والحكمة للسيوطي وغير ذلك.. وكانت تصلنا مجلات من اذاعات براغ، وموسكو وبرلين، ثم ما فتئت أن اختفت كالفطر بمنتصف الثمانينات بعد تغول الفكر الوهابي، واستئساد المد التكفيري بإبحاء من المخزن لمحاربة الفكر اليساري، وامتصاص الاحتقان الشعبي، وكان ما كان من اغتيال عمر بن جلوي، ومحاكمات صورية، ولجوء اسياسي جماعي للخارج، وتزوير الانتخاباتء وإنشاء المزيد من الاحزاب، وتطبيق قانون كل ما من شانه، وتطوع خونة لمحاربة المد اليساري بالبلاد....
ولا بد من الإشارة إلى تحول اليوسفية على أثر هذا الى احدى البؤر الاسنة التي خرج منها أمراء الدم، وصفها أحدهم بتورا بورا. بعد أن ظلت لسنين قلعة للفكر اليساري في اربعينيات القرن الماضي مع وجود فرع للحزب الشيوغي الفرنسي، ونقابتين للعمال الفوسفاطيين منذ فجر الاستقلال، واضرابات عمالية عنيفة، واضطرابات دامبة على فترات.
برغم تلك المشاحنات والتناقضات والصراعات كنا سعداء، وكانت الحياة جميلة بما تصل اليه ايادينا من كتب ومؤلفات، وكانت لنا مكتبة منزلية متواضعة، برغم شح الكتب، وبما تيسره لنا مكتبة المكتب الشريف للفوسفاط العامرة من كتب مختلفة ومتنوعة..
هنا والان جرت تحت المياه الراكدة أمور كثيرة منذ العقود الثلاثة التي تلت الاستقلال الصوري، تغيرت مفاهيم، وتبدلت قناعات، وولدت أفكار غرببة، ونشأ جيل سيبراني. دانت له التكنولوجيا وانفتحت في وجهه أبواب حضارة مختلفة تماما عما عشناه..
وعطفا على ما اوردته من نقاشات مع صديقك، أتذكر تلك النقاشات التي كانت تدور ولا تتوقف حول الوضع السياسي المتأزم حينذاك ولا يزال على حاله على صفحات انوال باقلام عبدالسلام المودن وبلكبير والازهر، والعربي مفضال، وبلقزيز، وكتابات الجابري وعبدالكبير الخطيبي. أو النقد الأدبي بقلم البشير الوادنوني الذي كتب مقالات بالمحرر يهاجم فبها عبدالكريم غلاب وفهمه المغلوط للتاريخ تضمنها كتابه المصطلح المشترك. والعديد من النقاش السجالي بين الأدباء، وقصائد احمد المجاطي التي تعج باسماء الشهداء المنشورة بالتحرر واقلام ثم ما لبث أن اعدمهم في الفروسية أو الخمارة كما اشتهى لها. وقد كنا نعده شاعرا طليعيا تقدميا وثوريا مع باقي شعراء المرحلة، وهي توصيفات تحولت إلى مراهقة سياسية، وتهيؤات، وتهم قدحبة ثقيلة ينعت بها أهل الزمن المضارع اهل الزمن الماضي.
 
تحية طيبة لك السي المهدي أستاذنا المحترم،
أحمد المجاطي شاعر ،وهو إنسان قبل كل ذلك ،وهو في الفترة التي أخذنا نحن الشباب نطل فيها على الشعر والأدب بصفة عامة ،كان المجاطي على الأقل عندنا ها في المغرب حاضرا بقوة مالئ الدنيا وشاغل الناس كما قيل عن المتنبي،وعبد ربه هذا من المتذوقين لشعره ،ويكفي أن كلفي به كان كبيرا جدا لدرجة أن قصيدته "اكزوديس"كنت أبحث عنها بالريق الناشف ،حتى وجدتها في عدد قديم من مجلة آفاق يباع في سوق الكتب المستعملة ،رغم أنني قرأتها تقريبا كلها في مقالات وفي كتب مثل "درجة الوعي في الكتابة" لنجيب العوفي و"المطلح المشترك"لإدريس الناقوري (البشير الوادنوني) وديوانه "الفروسية" من المجاميع الشعرية التي تضمها خزانتي المتواضعة.
ما شدني أكثر إلى الشاعر هو عندما احتدم النقاش بينه وبين حسن الطريبق حول ما سمي آنئذ ب"أزمة النقد"،فالمجاطي الذي كان يوقع سجالاته مع الطريبق باسم"كبور المطاعي" كانت هجوماته تبدو منطقية في نظرنا لأننا كنا نعرف من هو حسن الطريبق على الأقل أيديولوجيا.وكان تعاطفنا مع المجاطي هو بسبب تشبعنا والقناعة التي كانت لدينا بالرؤية الاشتراكية وخصوصا في مشروعها الاجتماعي.وهذا الأمر في حد ذاته وفي تلك الفترة بالذات وحده يكفي لأن الطريبق ضحية لنظرتنا التي كنا نراه بها كشخص سقط سهوا في حظيرة الشعر.ونحن عندما صرن نعيد النظر في تلك القناعات التي كانت لنا وخصوصا نظرتا إلى الشعر ووظيفته في المجتمع ،توصلنا إلى أنها نتجت عن النقد الأيديولوجي بالأخص في الجرائد والمجلات اليسارية أو التي لها ميولات يسارية.
فإدريس الناقوري (البشير الوادنوني)مثلا كتب عن "الرؤية المأساوية في الشعر المغربي"ورفع من شأن شعراء معينين (ؤبما عددهم أربعة حصريا"ربما أكثر من قدرهم ،الطبال والسرغيني والمسكيني الصغير والمجاطي,وهذا كان يبدو عند بعض النقاد ـ منهم نجيب العوفي على ما أتذكر ـ بأنه هو المفتاح إلى الشعر المغربي المعاصر،وأن على من يروم الدخول إلى القصيدة المغربية الحديثة فبوابتها هو المجاطي ويمكن إضافة محمد الخمار الكنوني إليه.
لكن لم تتبدل نظرتنا إلى الشعر بعد ردح من الزمن ، إلا عندما بدأ انجلاء الوهام كما يرى محمد برادة،فبدأنا نسمع على كانوا محسوبين على اليسار يطالبون بمساحة من الحرية في الأدب،,أن أحدهم وهو شاعر وصف قاصا بأنه "كاتب المؤسسة"وهو وصف يعني فيما يعنيه ضيق الأفق والنظرة القاصرة.
سلمت مولانا.
 
التعديل الأخير:
نعم صديقي الرائع السي مصطفى

"المثقفون هم أقدر الناس على الخيانة لأنهم أقدر الناس على تبريرها."
لينين


يبقى الشاعر أحمد المجاطي من أهم رواد القصيدة المعاصرة، ومن أكبر الشعراء المغاربة من دون منازع، إلى جانب محمد الخمار الكنوني، واحمد الجوماري، ومحمد السرغيني السابقين لجيل شعري آخر لا يقل قيمة عنهم اخرجوا القصيدة المغربية من دائرة التأصيل إلى دائرة التأثر، والتجريب والانفتاح على حساسيات شعرية عربية وغربية، أعني كوكبة الشعراء السبعبنيين محمد بنيس، عبدالله راجع، أحمد بلحاج اية وارهام، وعبدالله زريقة، وادريس عيسى، ومحمد الطوبي، محمد عنيبة الحمري، أحمد مفدي، محمد علي الرباوي، علال الحجام، محمد بنطلحة، المسكيني الصغير، محمد الاشعري، عبداللطيف اللعبي ومحند خير الدين، والواكيرة والنيسابوري بالفرنسية، وعبدالكريم الطبال، والميومنيان. خاصة أحمد الذي كتب قصائد نارية ذات نفس ثوري.
لقد عاش أحمد المجاطي في فترة مفصلية من تاريخ المغرب، عرفت انقلاب المخزن على الشعب، واتسمت باحتقان وغضب وحراك جماهيري، ادى لانتفاضة شعبية، ونشوب أحداث دامية كانت كافية لشحذ شاعريته، وإثارة مشاعره، فجاء نتاجه مدثرا بنفحة ايديولوجية من وحي المرحلة. وهو من الرعيل الاول الدي استفاد من تكوينه الأكاديمي بسوريا، والانفتاح على حساسيات وتجارب شعرية من منابعها.
والشاعر أحمد المجاطي كان شاعرا مقلا، وناقدا فذا غير مجامل، واتذكر شهادة له في احد حواراته مع جريدة الطريق لسان حزب الطليعة عن شاعر اخر مقل ايضا، هو وساط عبدالقادر (أنه يستطيع أن ينتظر سنة كاملة ليقرا قصيدة لعبدالقادر وساط على أن يقرأ اشعارا تخلو من الشعر) بحسب تعبيره تقريبا تقريبا.
ويلتقي مع الشاعر ادونيس الذي قال بخصوص عبدالقادر وساط وشقيقه مبارك وساط، وأورده الأستاذ لحسن العسبي: "إن مستقبل الشعر المغربي سيصنع على أيد ال وساط"
حياك الله وحفظك
 
أعلى