· حزينتان إذن؟!...
الأسود يخيم بجناحين على ملابسهما، تحلَّق الطيور من فوقهما، تتحدث كل منهما إلى الأخرى بكلمات كالشفرات .. بكلمات مقتضبة.
تنظران من نافذة المترو فى ضجر .. وتختلسان النظر إلىّ .. يتدلى قرطى الأحمر على كتفى فترمق فصه النارى إحداهما.
- تتأمل الأخرى حبات عقدى .. حبات كرز قانية وضعتها فى الصباح حول شجرة عنقى، تختطفان النظر إلى حقيبتى الحمراء وحذائى الأحمر. ثوبى مهرجان ألوان قوس قزح فهل ستشرق الشمس ويتوحد قرصها فى عينى وأنا أطوَّح حذائى الأحمر وحقيبتى الحمراء فى وجه الليل؟
.... حزينتان إذن ؟!
الأسود يعربد ببطء فى كحل هذبته إحداهما وخففته الأخرى وبقيت آثار تدل عليه، يفتن الهدب على الهدب، والعين على العين، يتنفس بينهما عطر خفيف تقاسمتاه سراً، تُحَّبك إحداهما ثوبها الضيق على جسمها، الأسود يفتن على الأبيض، دانتيل الصدر والرقبة يكشف عن بياض الأجساد اللدنة، والشعر المائس على الخدين يتدلى فوق الأذنين وعلى الرقبة، الأعين تحدق فى كل شئ، فى الرجال الواقفين السُمْر، العروق المنتفخة، الخصوبة المختبئة عناقيد كرم تستتر خلف سراويل متعبة، وليل يبدأ ولاينتهى.
هزات المترو المنتظمة .. تهمس إحداهما لشاب أسمر ممتلئ
- أنا أرملة أبى !
وتهمس الأخرى لرجل قارب الستين
- أنا أرملة الليل !
أسمع همسهما .. حفيف حريرهما الأسود فأدخل فى مهرجان قوس قزح .. سأطوَّح بحذائى الأحمر وحقيبتى الحمراء فى وجه الليل ..
بعدك لا أسود يُجدى .. لا أبيض .. بعدك لا رجال .. بعدك لا هواء يدخل صدرى، لا شمس تشرق فى الليل .. لا سراويل ممتلئة بعناقيد كرم .. بعدك...
هزات المترو المنتظمة !
حزينتان إذن ؟!
تأكلان الرجال السُمر بأعين ملتهمة، يحفر البياض للأسود حفرة واسعة، يعبق المكان برائحة العرق والشهوة، تتنفسان ببطء ، ترمقان قرطى وحبات عقدى .. يفرطنه بأعينهن فيتدحرج حب كرزى.
أطوَّح بحذائى الأحمر وحقيبتى الحمراء فى وجه الليل ..
أطوَّح بنصفى الحى .. ونصفى الميت
الأسود يخيم بجناحين على ملابسهما، تحلَّق الطيور من فوقهما، تتحدث كل منهما إلى الأخرى بكلمات كالشفرات .. بكلمات مقتضبة.
تنظران من نافذة المترو فى ضجر .. وتختلسان النظر إلىّ .. يتدلى قرطى الأحمر على كتفى فترمق فصه النارى إحداهما.
- تتأمل الأخرى حبات عقدى .. حبات كرز قانية وضعتها فى الصباح حول شجرة عنقى، تختطفان النظر إلى حقيبتى الحمراء وحذائى الأحمر. ثوبى مهرجان ألوان قوس قزح فهل ستشرق الشمس ويتوحد قرصها فى عينى وأنا أطوَّح حذائى الأحمر وحقيبتى الحمراء فى وجه الليل؟
.... حزينتان إذن ؟!
الأسود يعربد ببطء فى كحل هذبته إحداهما وخففته الأخرى وبقيت آثار تدل عليه، يفتن الهدب على الهدب، والعين على العين، يتنفس بينهما عطر خفيف تقاسمتاه سراً، تُحَّبك إحداهما ثوبها الضيق على جسمها، الأسود يفتن على الأبيض، دانتيل الصدر والرقبة يكشف عن بياض الأجساد اللدنة، والشعر المائس على الخدين يتدلى فوق الأذنين وعلى الرقبة، الأعين تحدق فى كل شئ، فى الرجال الواقفين السُمْر، العروق المنتفخة، الخصوبة المختبئة عناقيد كرم تستتر خلف سراويل متعبة، وليل يبدأ ولاينتهى.
هزات المترو المنتظمة .. تهمس إحداهما لشاب أسمر ممتلئ
- أنا أرملة أبى !
وتهمس الأخرى لرجل قارب الستين
- أنا أرملة الليل !
أسمع همسهما .. حفيف حريرهما الأسود فأدخل فى مهرجان قوس قزح .. سأطوَّح بحذائى الأحمر وحقيبتى الحمراء فى وجه الليل ..
بعدك لا أسود يُجدى .. لا أبيض .. بعدك لا رجال .. بعدك لا هواء يدخل صدرى، لا شمس تشرق فى الليل .. لا سراويل ممتلئة بعناقيد كرم .. بعدك...
هزات المترو المنتظمة !
حزينتان إذن ؟!
تأكلان الرجال السُمر بأعين ملتهمة، يحفر البياض للأسود حفرة واسعة، يعبق المكان برائحة العرق والشهوة، تتنفسان ببطء ، ترمقان قرطى وحبات عقدى .. يفرطنه بأعينهن فيتدحرج حب كرزى.
أطوَّح بحذائى الأحمر وحقيبتى الحمراء فى وجه الليل ..
أطوَّح بنصفى الحى .. ونصفى الميت