سردار محمد سعيد - إضطهاد المرأة الجنسي

عُرف اضطهاد المرأة مذ تسلط المجتمع عليها فيما صار يسمى المجتمع الأبوي ولهذه الإضطهادات أنواع مردها كما نزعم للعامل الإقتصادي الذي حرمت منه ومن مردوده فأبقاها تابعة له.

وكثيرا ً لوّح لها وجعل من نفسه المتفضل فالذكر هو المطعم الكاسي، وبذلك فمن حقه أن تشبع رغباته ولو بشكل آلة متى أراد وبأية وسيلة، وكأنها جماد لا يملك غرائزا ًولا حاجات ولامتطلبات جسدية، ومن أعجب وأغرب الغرائب أنه لا يسمح لها حتى بالتحدث بالجنس، ويسمح للذكور وفي أي مكان حتى لو كان مقدسا ً فهذا حبر الأمة الحرم يقول

وهن يمشين بنا هميسا = إن تصدق الطير ننك لميسا

الرسائل للجاحظ – شرح أدب الكاتب للجواليقي – الاشربة واختلاف الناس فيها لابن قتيبة الدينوري - العمدة في محاسن الشعر وادابه لابن رشيق القيرواني – زهر الاكم في الامثال والحكم لليوسي - وراح الذكوريون يصفون مثل هؤلاء النساء بالقحاب أو العاهرات.

ليس لدينا وثائق تحدد لنا أن المجتمع كان أموميا ً واستندت النظريات التي قالت بهذا على بعض الحالات والسلوكيات التي تسلكها المرأة في بعض القبائل إنما شيء مكتوب وموثق فلا علم لي به.

لذلك كان علي الرجوع إلى أقدم الوثائق كاينوما ايليش وملحمة جلجامش والملاحم الهندية المسماة مها بهارت فخلصت إلى:

أن الفكر الديني قد ساهم بعنف في اضطهاد المرأة جنسيا ً

لأرجع إلى ملحمة جلجامش

الإضطهاد هنا هو اضطهاد الحاكم المتعسف الجائر جلجامش وقد يتبادر للذهن سؤال غير ذكي فيقول: إذن أين هو العامل الإقتصادي في الموضوع؟

الجواب سهل لان مصير الناس والحاشية بيده

ماذا يفعل جلجامش

ينكح النساء قبل ازواجهن فالليلة الاولى لجلجامش وما بعدها للعريس الذي لا يعرف انها كانت عذراء افتضها جلجامش ام لا

هذا مقطع من الملحمة

لم يترك جلجامش عذراء لحبيبها ولا ابنة المقاتل ولا خطيبة البطل، ومرت دهور على بدء الخليقة كان لابد خلالها من ادامة السلطة الذكورية فلا بد من اهانتها في شتى المناحي ففي فسلجتها نورد مثالا على ماعد انه عقاب لها وهو المحيض وجعل من الحائض نجسة بل زادوا انهم قالوا ان الحجر الاسود كان بياضه اشد من اللبن فاسود من لمس الحيض في الجاهلية.

-حياة الحيوان الكبرى للدميري-

وزادوا بان جعلوا منها الخائنة والزانية حتى انها زنت مع ابيها

ووردت مثل هذه الحكاية الغرائبية في الكتاب المقدس في سفر التكوين اصحاح 19 30 و 36 ففي قصة لوط وطئتاه ابنتاه في ليلتين متتاليتين وحبلتا منه.

اما الحب فمحرم عليها ففي العصر العباسي تذكر روايات غبية يريدوننا تصديقها فعلية بنت المهدي احبت خادما اسمه طل من خدم الرشيد وقد روي انها قالت فيه

قد كان ما كلفته زمنا يا = طل من وجد بكم يكفي
حتى اتيتك زائرا عجلا = امشي على حتف الى حتفي

وهنا تصرح علانية انها تمشي الى حتفها ولكن كيف يبرر ذلك ان الرشيد حلف عليها ان لا تذكر طل ولا تسميه باسمه فاستمع لها يوما وهي تقرأ القران الكريم في اخر سورة البقرة فلما وصلت الى قوله تعالى
" فان لم يصبها وابل فطلط

غيرت القول الى:

فان لم يصبها وابل فالذي نهانا عنه امير المؤمنين

- نهاية الارب في فنون الادب للنويري -

وماتت علية بضمة من اخيها

بربكم هل سمعتم انسانة تموت بضمة

و- حبابة - الجارية بحبة رمان تناولتها وهي تضحك فشرقت بها فماتت واختل عقل امير المؤمنين يزيد المكنى بالفاسق

- حياة الحيوان الكبرى للدميري والتذكرة الحمدونية لابن حمدون ومصارع العشاق للسراج القارئ-

و-البانوقة - بنت الخليفة المهدي التي لايعرف عن ميتتها غير انها ماتت وجزع عليها المهدي جزعا لم يسمع بمثله

- جمهرة خطب العرب لزكي صفوت وجواهر الادب لاحمد الهاشمي
والمعارف لابن قتيبة الدينوري والتعازي والمراثي للمبرد-

ولو صدقنا قصة كليوباترا التي ماتت بلدغة ثعبان فيما سبق فربما ولكن كيف نصدق ان تموت واحدة بحبة رمان وواحدة بضمة

انه ايها السادة الفكر الذكوري الذي لن يوافق ولن يستسيغ ان تقاد الدولة باميرة مؤمنين.

واستمر الاضطهاد من خلال التسفيه والاهانات
فيسب الناس ويشتمون بذكر امهم وليس ابيهم
ابن القحبة واخا القحبة وزوج القحبة وليس القحب
ابن الفاعلة وليس الفاعل
ابن الزانية وليس الزاني
ياماص بظر امه وليس ماص - كذا - ابيه

- راجع عقلاء المجانين لابن حبيب ومعجم الادباء لياقوت الحموي ونثر الدر للابي وجمع الجواهر في الملح والنوادر للحصري والبيان والتبيين للجاحظ وغيرها كثر-

والاعجب من ذلك العار من ذكر المراة بلفظ زوجة فلان

بل وكانت تحته

- راجع العقد الفريد لابن عبد ربه ونهاية الارب في فنون الادب للنويري وخزانة الادب لعبد القادر البغدادي -

لكم الله يا من وصفتن بالقوارير ولتخجلوا ايها الذكوريون ولتتقوا الخالق ومخلوقاته

إلى هنا أكتفي بهذا السردالتاريخي الموثق
فماذ حل بعده وإلى ماذا أدى؟
وحل العصر الحديث فماذا نتوقع من مجتمع ألف هذا التخلف والقهر

زاده قمع السلطات الغاشمة واضطهاد الرجل فإذا بالاضطهاد يتضاعف. فقام الرجل بتفريغ شحناته القهرية في المرأة بدلا ً من السلطة وكرّس الفكر الذكوري السلفي بل تفاقم فإذا هو يستمرىء القول بأن المرأة عورةووضع نصب عينه ذلك وفي مجتمع تسود الأمية والجهل صار كل شيءفيها عورة، شعرها، أظافرها، عطرها، وحتى صوتها فخشى الزوج من لفظة زوجتي وكانت ترعبه فحولها إلى أهليوخشي الولد من المناداة بلفظ –عمي – فأبدلت – خالي – لأن الخال لا يحلعلى الزوجة والعم يحل.

ولكن بعض النساء انتفضن فكان منهن العاملات

بربكم ما الذي يقل من شرف المرأة إذا قالت شعرا ً أو طببت مريضا ً، وبالمقابل زاد الذكوريون تعنتا ًفمنعت المرأة من سوق السيارة وأجبرت على تغطية كامل جسدها وشرعوا قوانين تبيح الزواج بالقاصرات وفصلوا الذكورعن الإناث في المدارس، والأنكى أنهم صاغوا فقرات علمية قسم منها خاصبالبنات وآخر خاص بالذكور فالأعضاء الذكرية محرم على المرأة دراستهامخافة الإثارة الجنسية.

اليوم نحتاج إلى امرأة تصرخ بقوة في وجوههم فتؤكد دورها الإنساني الكبير.



.
صورة مفقودة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى