نصوص بقلم محمد محمود غديه

1 وسط ضوضاء ولعب الأولاد الذى لا يهدأ، توقف عن قراءة الجريدة، طواها ووضعها فى جيب البالطو، بعد أن أغلق باب الشقة خلفه، - إختارته طاولة ركنية مهملة فى مقهى، علها تمسح عنه بعض ضوضاء وفوضى البيت، الذى مايلبث أن يعود اليه، بعد أن يفرغ من قراءة الجريدة . 2 حين كان يشغل منصب وكيل الوزارة، قبل إحالته...
رفاق المقهى لديهم حكايات وعوالم مدهشة، تتمدد وتتشعب فى بهو روحه كشجر اللبلاب، أشبه بسقيفة من الهدوء المشوب بالفرح والصفاء، المقهى بمثابة الإسفنجة التى تمتص كل شحنات التوتر والقلق، تغسله من الهموم والا والأوجاع، يعرفه كل رواد المقهى، يحبونه ويعشقون حكاياته المدهشة زبون دائم فى مكتبات سور...
لا يغادر غرفته إلا للطعام، لم يعد يذهب للنادى كعادته، حتى أصدقائه تخلص منهم بأعذار واهية، لاحظت الأسرة هذا التغيير المفاجئ، المقلق، أخته دخلت غرفته خلسة، بحثا عن كتب فى التطرف أو ما شابه، لم تجد شيئا، وهو الهادئ حلو الحديث فكه الطرفة، بين إستهجان الأسرة بالكامل، حتى أولاد أخته ينادونه ويطرقون...
قرص الشمس فى كبد السماء يرسل حمما، نال منها التعب وهى تبحث عن بقع الظل الشحيحة بين زحام الباعة والناس والمركبات، بعد جهد وجدت فى آخر السوق ثمر البامية التى تحبها حماتها، لدى بائعة وحيدة والذى كان شحيحا لانه فى غير موسمه، الحياة لا تسير هادئة مع أم الزوج التى لا تكف عن الشكوى من زوجة إبنها،...
الرغبة فى الكتابة تعادل الرغبة فى الحياة، الوحدة والغياب سبب يدفعك لنزف الجرح على الورق، والتى لا تتوقف عن تفاصيل المشاعر التى تضربك فجأة، ايامه المشحونة مع من احبها، بردت وتقلصت واستكانت فى ذاوية من نفسه، بعد ان احب جمالها الفالت الغير قابل للقبض، تبدو كممثلة هوليودية، جميلة الى حد التوحش،...
في مقهي تخفف من الرواد جدرانه رطبه .. فالوقت شتاء .. فوق مقعد متهالك جلس ذلك العجوز .. محني الرأس علي المنضدة وأمامه جريدة .. في رتابة شيخوخته البائسة .. يتأمل كيف انه قليلاً ما استمتع بالأعوام حين كانت لديه القوة و الشباب .. لكن هذا التفكير الطويل .. يصيب العجوز بالدوار .. عيناه أشبه بجمرتين...
لماذا الألم المتوحش المسنون ينقر قلوب الصبايا الملاح‏..‏ لماذالايهاتف مستأذنا‏..‏ معلنا قدومه المحتوم‏..‏ هل يمكن غلق الباب دونه وهو الذي لايهتم بباب أو شباك‏..‏ يأتي وقتما يشاء ويختار من يشاء‏..‏ تنتحب صمت‏..‏ جدران الحجرة حولها باردة‏..‏ سنوات عمرها تتساقط كأوراق خريف ذابل‏..‏ وهي التي كانت في...
تلوح له كالحلم‏..‏ كالطيف‏..‏ كنسمة منعشة‏..‏ كالفرح المباغت‏..‏ طيبة وطيعة ورقيقة‏..‏ تغمره بالحنان‏..‏ تغرس الزهور في حدائق أيامه‏..‏ ما أسرع انتشارها في نفسه‏..‏ مثل العبق في ليالي البهجة‏..‏ يحلو له الهرب من صخب العمل والمسئوليات الملقاة علي عاتقه‏..‏ يتمدد ويتمطي‏..‏ يدخل حيث الأمسيات...
أعلى