يوم الثامن من مارس صادف حصة غسيل كلى لدي..كان ذلك يوم الاربعاء المنصرم..كل شيء كان من الممكن ان يمر هادئا و عاديا لولا دخول بعض “النسوة” الى غرفة - الديلزة - متمنيات لنا عيدا سعيدا…كانت الدهشة تعلو ملامح المرضى متسائلين عن المناسبة؟ امرأة عجوز قالت و هي ممدة على فراشها : عاشورة فاتت..واش عيد...
الى كريمة:
قال شكسبير:”دعونا لا نثقل ذاكرتنا بعبء مضى”…
لكن مثلي يجب أن يظل مثقلا بذاكرته حتى لا أنسى أنك ذات رمضان اقتطعت جزءا من جسدك لتمنحيني الحياة. كيف لي أن اهرب منك وانت ستكنيني؟
أخذت الأنبوب الزجاجي الشفاف الذي أعطتني إياه الطبيبة, ودخلت إلى مرحاض المستشفى الحكومي. كان نتنا...
حذروني.أخبروني أن ركوب الحافلة رقم “3″ مغامرة غير مأمونة العواقب.الداخل اليها مخنوق والخارج منها مسروق. لكنني ضحكت و أصررت بغباء عجيب أن اخوض هذه التجربة.قطعت تذكرتي من شباك التذاكر وأخذت أنتظر.ربما لو سافرت الى اي قطر عربي لوصلت قبل قدوم الحافلة الميمونة. وما أن هلت بطلعتها غير البهية حتى اتجه...
دخلت خديجة بطنها ممتدة أمامها كقنبلة موقوتة ستنفجر في أية لحظة. تبعتها كوثر ثم أمينة.جاءت زوجة أبي, نظرت اليها نظرة ذات مغزى فصعدت الى الطابق الثاني و تركتنا وحدنا. لم نجتمع من زمن طويل على صينية شاي. و نحكي همومنا و أحلامنا. كنت أحس بالغربة معهن . آلاف من المسافات الضوئية تفصل بيننا. في بعض...
حينما أصدرت مليكة مستظرف روايتها الأولى "جراح الروح والجسد" فاضحة ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال بلغة جارحة، اعتبر الجميع أن محمد شكري جديداً ظهر في الساحة الأدبية المغربية. محمد شكري بتاء التأنيث هذه المرة. كانت مليكة المصابة بداء القصور الكلوي تخضع لجلسات تنقية الدم منذ 1986، وخلال تلك الجلسات...
من أين تأتّت لهن هذه الجرأة
في كشف المستور والمحرم والمقدس؟ كيف نزعن عن الرجل الشرقي آخر أوراق التوت التي يتدثر بها بداعي الأخلاق والتقاليد ليديم أمد سيطرته الاجتماعية والدينية والاقتصادية؟
نساء عربيات.. باحثات، كاتبات، شاعرات استطعن بأبحاثهن وكتاباتهن أن يعرين الرجل.. أن يسلبنه موقع القيادة...
ذهبت الى العرافة, وضعت ورق اللعب على صدري ورددت وراءها “هاقلبي, هاتخمامي …”. تجشأت كثيرا وقالت انه بيني وبينه سحرا جعله يهرب مني. لكنها أكدت لي أنه سيعود وعندها سأكون ملزمة ”بذبيحة كبيرة” و “ليلة كناوية”. لم أفهم جيدا معنى “ذبيحة كبيرة” لكن حركت رأسي بالموافقة. ثم قوست حاجبيها, و أغمضت عينيها...
قبلني فوق شفتي المتشققتين وقال:
قبلة أبوية ... انت مثل ابنتي.
مررت بلساني على شفتي, شيء لزج يسيل منهما ...دم ..لعاب؟ لاأعرف.
نور قوي مسلط على عيني...أحاول أن أفتحهما...لاأستطيع. رأسي مثقلة...أحاول ثانية...أعاود اغلاقهما...أين أنا بالضبط؟
الرجل قال لي بعد أن قضم شفتي:
قبلة أبوية ...أنت مثل ابنتي...
في هذا الوقت المتأخر من الليل يكون شارع محمد الخامس صامتًا، فارغًا وكئيبًا، إلا من بعض القطط الضالَّة. مواؤها مخيف، يشبه بكاء طفل رضيع. كلبة أمامي ترفع ذيلها وتلتفت إلى كلب أسود يعرج تنجح في غوايته. يركبها الكلب. يلتصقان، يلتحمان. تغمض الكلبة عينيها في انتشاء وتستسلم لحركات الكلب المثيرة. خَدَر...
أكره يوم السبت.
أعرف أن هناك من يكره كل أيام الأسبوع ولا يشتكي. لكن بالنسبة لي الأمر مختلف، أو هذا على الأقل ما أعتقد.
كل يوم سبت يحضر أبي باكرا جدا، يجر قدميه الكبيرتين، بطنه جد منتفخة، لا تتناسب مع جسمه النحيل. وجهه مستطيل، جبهته بارزة بعروق نافرة. لا يبدو وسيما أبدا. كل يوم سبت تكون برفقته...
الفصل الأول
ـ ياويلي ..يافضيحتي
حاولت مرارا أن أبدأ. كنت أحمل قلمي و أوراقي البيضاء و أنزوي في ركن الغرفة.أظل أمرر القلم على ورقتي بطريقة عشوائية و أسرح بأفكاري بعيدا، في ذلك الماضي البعيد. وعندما أستفيق من شرودي أجدني قد رسمت نذوبا وخطوطا كتلك التي أحملها في ذاكرتي.لماذا أنبش في الماضي؟ لماذا...
اهداء : الى كلّ هذا الدّم الطاهر المسفوح
أضغط على الريموت كنترول…المذيعة تبتسم تظهر اسنانها البيضاء اللامعة ..كيف تستطيع الحفاظ على أسنانها بيضاء ؟
“…وقد هاجمت اسرائيل مدينة غزة انتقاما لمقتل جنديين اسرائيليين “
تزداد ابتسامتها اتساعا…تضع عدسات لاصقة خضرا ء اليوم بنفس لون الفستان الضيق. اللون...
خرج من البيت وهو يلعن كل شيء بصوت عال، ابتداء من العجوزين اللذين كانا سببا في تواجده في هذا العالم المتعفن وانتهاء بأخته التي تزوجت فرنسيا وسافرت معه إلى بلده ولم تف بوعدها له، تذكر كلامها له في المطار:
- أنا تزوجت هذا النصراني لأجلكم فقط .. شهر واحد وكل الأوراق تكون في حوزتك لتلحق بي. ما تخممش...
* اهداء: الى شبيهي في الفقدان… المهدي المنتظر، محمد المهدي السقال
لو انه طاوعني لما كنت الان هنا ولما كان هو الاخر هناك… لكن “راسه قاصح ديال التهراس”.. القمل والخنز وسراق الزيت*. كنت اظن ان القمل قد انقرض منذ زمن لكنه مازال متواجدا في هذا المكان الحقير.. المرأة المترهلة الجالسة امامي تفلي راس...