هل ألمسكِ قال
سأصرخُ قالت
مرةً فحسبُ قال
طيب قالت
هل ألمسكِ قال
لأيّ مدىً قالت
سأغوصُ قال
لا مانعَ قالت
هيا نمضِ قال
لا تُبعدني قالت
أيّ بعدٍ قال
أينَ تسكنُ قالت
هلاّ نمكُث قال
بأيّ طريقةٍ قالت
هكذا قال
هل تُقبّلُ قالت
هل أتحرّكُ قال
هو الحبّ قالت
لو أردتِ قال
لكنك تقتُلني قالت...
نقد الصنائع
قصائد من الأدب المصريّ القديم
ترجمة: محمد عيد إبراهيم
المزيّن
يحلقُ المزيّنُ حتى ما وراء المساءِ
ليكسبَ القليلَ الذي يتبلّعُ بهِ، بغطاءٍ على كتفيهِ،
يأخذُ نفسَهُ من شارعٍ لشارعٍ
ليصطادَ أحداً جاهزاً للحلاقةِ
معتمداً على قوّةِ ذراعهِ ليملأَ بطنَهُ
كالنحلةِ الشغّالةِ وقتَ العملِ...
في مجموعته "السندباد الكافر" .. الشاعر محمد عيد إبراهيم يثير أسئلة أكثر مما يجيب عليها، ويطأ مناطق تكاد تكون محرمة شعرياً .. ففي أربع عشرة قصيدة أنشدها الشاعر
على مساحة ثمانين صفحة من القطع المتوسط، في إصداره الأخير (السندباد الكافر) عن منشورات الغاوون في بيروت، تستحضر تمردا وسخرية من أشياء...
كيفَ تسنّى لعنكبوتٍ أن يبدأَ نسيجَه
من كَومةِ كتبٍ أمامي إلى كومةٍ
أخرى، في جِدٍّ أشبهَ بالهزلِ يتسلّى،
أو يُصرّفُ وقتَه في عملٍ
لا ضرورةَ له،
أو ليغيظَ مثلي أنهُ يعملُ
وأنا لا، كمَن يحتقرُ الكتابةَ، مدّعياً
أن عملاً كنسيجِ بيتٍ واهٍ، أجدَى مِن
رَصفِ كلماتٍ وصَفّ معانٍ كما
أتخيّلُ...
يشكل الشاعر محمد عيد إبراهيم واحد من أبرز الوجوه الشعرية لجيل السبعينيات فضلا عن كونه واحدا من المترجمين الكبار الذين ساهموا في إثراء المكتبة العربية بالعديد من الترجمات في الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرحية والنقد الأدبي والفكر. يقدّم مشروعاً جمالياً لأسس الحداثة وآفاق ما بعد الحداثة في...
بين الحِضنِ الأولِ والأخيرِ
دائرةٌ مقفلةٌ.
.
لمسةٌ كهربيةٌ
كالسّياجِ على وجهكِ الصوفيّ
حينَ يركَنُ إلى الكنبةِ، على فمكِ
كقصيدةٍ أخيرةٍ
أكبرُ من أن تولَدَ.
جسمكِ فاكهةٌ ليلاً
بألوانٍ دوّارةٍ كالصدى
بعدما يخجلُ أن يتكلّمَ…
.
لو حذفتُكِ من الأزرقِ
لما بقيَت أرضٌ ولا سماءٌ
بل فلاةٌ تُغرقُ وجهَكِ...
نظَرَ الكَبشُ الذي يقبض على الزمنِ
وقد هامَ بالمعنى، هذه طريقةٌ لصنعِ السعادةِ:
تَصرِفُ أطرافَكَ على كُرسيٍّ متطاول، إلى حدٍ بعيد،
بهِ زخارفٌ مغربيّةٌ نادرة،
وتنفُخُ من فمكَ كأنكَ تَقنِصُ إيّلاً، فيهلُّ عليكَ إلهُ الأحلامِ،
نَكِدُ المِزاجِ، بحالةِ الملكِ الموقوفِ في الماضي، يؤولُ
إليه الحَرَسُ،...
تَرتَمي على فِراشٍ مِن أوراقِ الفَراولةِ، مُربَّعاتٌ مُوشّاةٌ فَوقَها مِسْحَةٌ مِن بياضٍ، وسطَ ليلِ اللّمبةِ، فهي كالنارِ على هَشِيمٍ راحَ في الظلِّ يَسعَى. يبدو أنهُ كالظهيرةِ التي تدنو مِن بقايا الشمسِ، كي تتناولَ أَشِعَّتَها كَشَرابٍ حارّ. مَجدٌ يفتِّشُ عن وَجهٍ استَطالَ، فلَم يعُد له قَوامٌ،...