أحبّ "هناءَ البدوي"
أحبّ أن أضُمَّ أمري
أحبّ أن تبذُرَ لي يداً فأمضُغَها
أحبّ أن أتسلّى كالثعبانِ في نورِ عَضلاتِها وأبكي
أحبّ مُديةَ لحمٍ مُروراً بكَنزِ المَصيرِ
أحبّ الألوهةَ في أن تُغَشّ بنارِ الطبيعة
أحبّ أوعيةَ الثدي طيلةَ لَمعَتهِ
أحبّ حيوانَها رأسُهُ الكاملُ يضحكُ مني
أحبّ هنا لا أستطيعُ...
عندي قِطّةٌ، صغيرةٌ، جِلدُها كالسمكةِ. مرةً، خَمَشَت خَدّي حينَ لم أُعطِها قِطعةَ الكِبدِ التي نزعَتها لي أمّي من فَمِها، وأنا صغيرٌ. فَرَبطتُها في خَشَبةِ العُشّةِ فوقَ السطوحِ، ونِمتُ.
بعدَ الصباحِ، لَمَّت القِطةُ أجيالاً من العَصافيرِ، على ثلاثِ شَجراتٍ، بالقُربِ من داري، كانت تُثمِرُ شيئاً...
يأتون إلى الأبوابِ، تضِجّ النوافذُ
والشمسُ ناعمةٌ في الأفقِ، كحَمامِ الوداعِ.
.
رحتُ أُوزّع القمحَ على سكّانِ الصفيحِ
أما العيّارون فتعاظَموا، مع عطفِ الولاةِ.
.
أدخلُ، للصلاةِ، كإصلاحيٍّ شائنٍ،
فيندلعُ الأرِقّاءُ، في جَمعٍ، إلى مُستَذَلّي الثروةِ.
.
ـ هاتوني، في رِقابِ البقرِ أجراسكُم،...
إنسان فرد موهوب وجاد في عمله، أدرك باكرًا أن عالمه هو الإبداع والعمل الثقافي المنظم في دأب واجتهاد واقتدار، وذلك في تغاير مع بعض الأساطير الشائعة حول الكتابة والكتاب، والشعراء الغاوون، حيث الغرابة، ومحمولاتها وبعض من سلوكياتها التي تمد هذا النمط من الصور الغرائبية حول الشاعر والكاتب، وانتهاك...
رجل في سجن
وغريب خلفه
في الظلال.
رجل في سجن
خطوتان إلى الأمام
وواحدة جنبه.
رجل في سجن
وأثقال بقدميه
يضحك ويبكي.
رجل في سجن
فوقه إبريق وماء
ينهش عظمه.
رجل في سجن
ولا شباك أو بشر
يراه الله فجأة.
رجل في سجن
ونجم برأسه
لا يضيء أو يختطف.
رجل في سجن
عنده شاشة
وبطول الحائط
بارزة...
[ هل أفرح أم أحزن لأنه كان من حظي أن أعتز بمعرفة وصداقة، صداقة خاصة، بشكل استثنائي بين العديد من الأحبة "المشاركين" في هذا النص؟
عبد المنعم رمضان، من تكرّم بإرسال هذا النص، وحلمي سالم (رفيقي قبل أن يصبح "دليلي" في القاهرة)، ومحمد عيد إبراهيم الذي كان قلبي يرف عندما كان يضمن رسالته دائمًا تسمية...
كزهرة الفلّ حين تموتُ، أكتبُ: بلادي،
بحنانِ إوَزَّةٍ من دونِ ثديٍ،
كأني عنصرٌ جَزّه المِقَصُّ إلى سَجنٍ رهيبٍ،
ليهاجمَ بعضي بعضي،
وقد صِرتُ مَجنوناً من الغيظِ ـ
أُنيرُ ليلاً في طريقي إلى المذبحِ، وإن
يكُن بمرارةٍ، إلا أني أتعذّبُ
وهي تصرخُ، تقفزُ على بطني، وأنا
"قوِيَ الضعفُ فيّ"، بلادي...
لم يكن هناك موت ، لا نهاية
بل إعادة دمج: الجسد المنهك مستقر بأخاديد مألوفة
أو كما قال وجهه المعذب علي ركبتي
أعرف أنك ستبقى يا حببي
شئتُ ذلك
***
لاحظ خضرتي الزائدة من مرضي
العظام الناتئة الحادة
تحت جلد مفكك جاف
عيني المصفرْتين
النفس الكريه
والصلاة لأرباب غير مألوفة
تبدو لديه محبوية أكثر مما قدر...
من يغترّ بما يكتبُ، تصدُر عنه رائحةٌ نتنة، تنفّر منه ملاكةَ الشعر.
مَن يتصوّر أن ملاكةَ الشعرِ طَوعُ يدَيه، واهِمٌ، أحمق، مهرّج!
فهي للجميع، حقاً، لكن مهرها الجماليّ عالٍ،
لا تبلغُ بابَها إلا بكثيرٍ من الدأب، والطرقُ دائماً بكلّ أدب!
كلما كتبتُ شيئاً جديداً، وأنا عمري 62 سنة، أتشكّك: هل هذه...
لم أفكر –ولا مرة- أن آخذ صورة سيلفي مع محمد عيد إبراهيم Mohammad Eid Ibrahim، فلديَّ فكرة متجذرة في وجداني أن صوري لا تشبهني، أحس أنني شخص آخر غير هذا المستنفر باستمرار، الذي تتشكل ملامحه –بشكل مبالغ فيه- مع كل انفعال، ثم إنني –وهذا هو الأهم- لم أكن أتصور أنه سيموت مبكرًا هكذا، ودعك من تصور أغرب...