فجأة أصابني الضحك.. هكذا بلا مقدّمات رحت أضحك، والمشكلة كان صوت الضحك يرتفع كلّما صادفت أمرًا دون الشعور بتعب فكّيّ أو انتبه لما يصيب عينيّ من دمع واحتقان، ولا تثيرني قلّة الهواء الذي ينتابني حين أشاهد شيئًا أو أسمع قولّا أراه على غير طبيعته.. بدأ الأمر بطريقة الصدفة، وأنا أسمع قولا أن فايروس...
أنتِ امْرأةٌ من بلّور
من توْقيعِ إله
من مخابئ القلْبِ
التي أخْفت المطرَ في جوْفِ آدم
أنتِ اللّوْحةُ المؤنّثةُ من فرْشاة الخلْق
طاردةُ الوحْشةَ من لبِّ الّطرقِ الموغلةِ بالدّمْعِ
سارقةُ النّبْضِ على محاملِ الرّوحِ
لتنْبتَ من زرْعها السّنابل
ومنْ كُحْل عينيْها عظام الفراشات
أنتِ صباحٌ.. يُمْسكُ...
أسبوعان مرّا وسط رتابة الحياة.. لا شيء في الأزقّة الضيّقة من التفكير ما يوحي بحصول انفراج، وما على الجسد إلّا المكوث في مساحةٍ محصورة بين الجدران.. لذا لم تكن الأصوات التي يسمعها في محيطه المخنوق غير سرابٍ متكرّرٍ من التعليمات حول الالتزام بما هجم على الأرض كّلها من مرضٍ جعل العالم يعيش عزلةً لا...
لم يكن الصباح قد أشرق بعد.. لكنه استيقظ مبكّرًا على صوت التلفاز الذي يبقيه في كلّ ليلةٍ مشغولًا على قناة الأفلام الأجنبية.. كان التلفاز ينقل له صوت اطلاق عياراتٍ نارية كثيفة وصراخ وسقوط أشياء كبيرة كأنها ارتطام المجرّات.. فتح عينيه وشاغله رعبٌ خفي لم يتعوّده من قبل.. كان يرى الأشياء تأتيه على...
هي موضوعةٌ واحدةٌ
سأتحدّث لها عن الماء.. عن الموج الذي يلامسه الناس
الحامل للزبدِ إن ارتطم بأسيجة الحدائق
أو انغرس في المحطّات البعيدة
أو الذي يلوّح للمراسي كيف يبدو الليل
ربما لا نمنح الهدوء للكلام
ولا نعطي روحًا للهتاف
ربما بإمكاننا الاكتفاء بصرخةٍ أو ننزل من علياء الخجل
تاركين الوطن يفور...
ـ بطاقة تعريف:
صدرت "مزامير المدينة" عن دار الفؤاد للنشر و التوزيع سنة 2018 (الطبعة الأولى)، وهي الجزء الثاني من روايته التي صدرت عن دار فضاءات في الأردن (الصورة الثالثة) عام 2015؛ كتاب أدبي (300 صفحة، من الحجم المتوسط) ينتمي لجنس "الرواية"؛ هكذا صنّفه مؤلفه الأديب و الناقد العراقي علي لفته...
قيل عن الرواية إنها (كيس منفوخ تضع فيه أي شيء) كون مادتها قابلة لامتصاص ما يدور وما يمكن ان يحدث او يؤثر او يشير او يفسر في المحيط ,وبالتالي الإحاطة بعناصر الصراع من جوانبه المتعددة , ومن خلال توظيف السرد او توظيفها في خدمة السرد. وقيل في حداثتها، او قيل عن الرواية الحديثة.. انها (لا قواعد لها...
لم تكن السيكارة التي تنشقت دخانها هي الأولى أو الثانية فربّما هي العاشرة وأنا أشاهد أعقابا ًكثيرةَ في المنفضة المزجّجة حتى إن رماداً قد تبعثر على المنضدة التي أضع عليها حاسوبي وأوراقي وبعض الكتب التي أطالعها.. كنت وأنا أقرأ روايةً لي تتحدّث عن صناعة الدكتاتور وكيفيّة المواجهة له وما يحصل بعد...
منذ أن ان وجدت الكتابة كان السرد والقصّ والحكي معادلات اللغة التي تتحوّل من كونها منطوقًا لسانيًا الى اللغة التي تعطي رسم سيميائياتها وظاهرياتها التي تمنح كل العناصر الأخرى من البروز سواء ما كان تفكيكيًا او بنيويًا أو غيرها من المصطلحات التي تأخذ من الأدب طريقًا لولوج الجنس النقدي بوصفه أب...
كنت أبحث عن ظلّي.. أمضيت أسبوعًا آخر وأنا أبحث في الأماكن التي تخيّلت أنّي زرتها أو وطئت قدماي إسفلتها وأرصفتها.. هكذا قال لي جاري العتيق في إجابتي على سؤاله الروتيني عن أحوالي.. قلت له إني مصاب بصداعٍ غريب.. إنه لا يدور في رأسي ولا يسبّب له الدوران ولا دوخة موجعة.. مجرّد ألم أشعر به وكأنه...
تبدو موضوعة الكتابة بين الاجناس الادبية تحمل مشكلاتها وأسئلتها التي تنطلق من اعتبارات التخصص أكثر منها اعتبارات الموهبة او الكتابة ذاتها.. ولهذا كثير ما يتم توجيه سؤال الى أديب عن جدوى الكتابة في مختلف الاجناس وخاصة تلك النقطة المشتركة ما بين السرد والشعر وقد يطاردها خط النقد ايضا وكأن الكتابة...
قلت لكلكامش.. أيها السيد العظيم.. هل تعلم إن كل ما حدث على الأرض كان بسببك؟
انتصب واقفا وقفته وراح يرمقني بنظرةٍ حادةٍ كتلك النظرة التي تمكن من خلالها من صيد البراري.. النظرة التي جعلته يرى كل شيء في مملكته.. ولأنه مسكونٌ بالعظَمة، لم ينتبه الى حديثي .. فرفع يده الى الأعلى وراح يلوح للآخرين...