الآنَ وقدْ هدأَ البحرُ
واعتصمتْ بالوهادِ الفلولْ
تُدَقُّ الطُّبولُ
وتبتدئُ المعركةْ
لتنتهي الصَّعلكةْ
فللدَّمِ أن يستعدَّ
وللعجزِ أن يستبدّ
وللقبر أن يفتح الصدر للوافدين
وللنصر أن يطفئ النار
بالنارِ
أو يطفئَ النارَ في نكساتِ العربْ
فلاَ سلمَ قبل انطفاءِ الغَضَبْ
غير بعيد عن هذا المكان الذي يحمل اليوم اسمه بعد رحيله، كان الشاعر أحمد المجاطي يتردد على الأماكن القريبة، ليلتقي بأصدقائه، وعلى رأسهم توأمه الروحي الشاعر الراحل أحمد الجوماري، والقاص والروائي محمد زفزاف، هذا الأخير كانت له مكانة خاصة لدى المجاطي، بل كان صاحب "الفروسية" لما يكون في أحسن أوقاته...
عباب رجع موسيقى، صراخ، عنبر مهتاج
وتسكر من أنين الجاز ألف مليحة مغناج
وتزحف إكزوديس على ربيع ضاحك الأمواج
فلا كثبان من سيناء غلفهن ليل داج
ولا بيداء يصدى الماء عند سؤالها الوهاج
سوى حلم تهيم على مواقع خطوه الأفواج
يلون ليل إسرائيل من إشراقة المعراج
عيونك يا بلادي صحوة غبشت وحزن ضاف
أفاعي الليل...
« كالمنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع »
( من أمثال العرب )
تمتد طريقي تحت
أشعة شمس الهاجرة الصماء
وبقلب الرمل بكت قدماي
وعيني في كبد الصحراء
أحرقت ظلال الأمس وقلت
سيغسلها النسيان
لن يصرخ خلف مواقع أقدامي
طفل ظمآن
سأحزحزح ثقل القبر، سأعصر
داجية الأكفان
سأذوب قهقهة الأشباح وأملأ...
رأيتك تدفنين الريح
تحت عرائش العتمه
وتلتحفين صمتك
خلف أعمدة الشبابيك
تصبين القبور
وتشربين
فتظمأ الأحقاب
ويظمأ كل ما عتقت
من سحب ومن أكواب
ظمئنا
والردى فيك
فأين نموت يا عمه
* * *
تحز خناجر الثعبان
ضوء عيونك
الأشيب
وتشمخ في شقوق التيه
تشمخ لسعة العقرب
وأكبر من سمائي
من صفاء الحقد في عيني...
أنا المَنسيُّ عندَ مقالعِ الأحجارْ
وتحتَ الصَّخرةِ الصَّماءِ
تأكلُ من شَراييني
مَساميرُ الدُّخانِ
أكادُ لاَ أصحو ولا أغفُو
تَجاوَزني الْمَدَى
وانْحلَّ ما بيني وبينَ الله
تَمزَّقَ كلُّ شيءٍ في يَقيني
ما هديرُ المَوجِ
ما الأَنهارْ
وما الأََبدُ الذي يَنأَى
وما الأَزلُ الذي يَجفُو
ومعنى أنْ أَحِنَّ...
إنك حين تفتح ذراعيك لتستقبل الحياة
تكون قد رسمت من خلفك علامة الصليب
لويس أراغون
وقال البارودي : بعد أن اضطرب زمنا , بين أرض النفي و أرض الميعاد:
"وكما أن دمشق لا تكون , دوما, دمشق البعث و دمشق الثورة , فكذلك البانة, لا تبقى واحدة البان’ فقد تصبح رمحا وقد تصبح عصا, غير أنها ربما أصبحت حية...
جبل الريف على خاصرة الفجر
تعثر
هبت الريح من الشرق
زهت فى الأفق الغربى
غابات الصنوبر
لاتقل للكأس هذا وطن
الله
ففى طنجة
يبقى الله فى محرابه الخلفى
عطشان
ويستأسد قيصر
هل شربت الشاى
فى أسواقها السفلى
غمست العام
فى اللحظة
واللحظة
فى السبعين عام
أم شققت النهر فى أحشائها
قلت:هى اليرموك...
الملصقة الأولى:
كان حين يزور المدينة
يطرق بابي
أعدّ له قهوة العصر
يكتم سعلته
أتسوّر بالنظر الشّزر
قامته الماردهْ
كان يمنحني بسمة
ويرامق منعطف الدّرب
من كوّة النافذة
كنت أترك مفتاح بيتي
له
تحت انية الزّهر
أنصحه عندما يستوي الكأس
ما بيننا
بالنّبيذ
ويؤثرها جعّة
باردةْ
عاد يوما
قبيل الأذان...
أنا النهر
أمتهن الوصل بين الحنين
وبين الربابه
وبين لهاث الغصون
وسمع السحابه
أنا النهر أسرج همس الثواني
وأركب نسغ الأغاني
وأترك للريح والضيف
صيفي
ومجدول سيفي
وآتي على صهوة الغيم
آتي صهوة الضيم
آتي على كل نقعٍ يثار
وآتيك
أمنح عينيك لون سهادي
وحزن صهيل جوادي
وأمنح عينيك صولة طارق...
تفتح الكأس أقباءها
تتواتر فيها النعوت
تتنكر في ثوب عاشقة
تنثر الورد من شرفات البيوت .
حين أخلو بها بعد منتصف الليل
ترشق في الخصلة المستريحة
زنبقة .
تفتح الصدر لي و الشوارع
تضحك من وجهيَ المستدير
قليلا.
تبادلني قبلة
آه ، خدها بارد حين أوغل في البعد.
وامتد بيني وبين الزجاجة صوت المؤذن
إن...
تلبسني الأشياء حين
يقبل النهار
تلبسني شوارع المدينة
أسكن في قرارة الكأس،
أحيل شبحي مرايا
أرقص في مملكة العرايا
أعشق كل هاجس غفل
وكل نزوة أميرة
أبحر في الهنينهة الفقيرة
أصالح الكائن والممكن والمحال
أخرج من دائرة الرفض ومن دائرة السؤال
أراقب الأمطار
تجف في الطوية الأمارة
تسعفني الكأس
ولا...