أحمد المجاطي - ملصقات على ظهر المهراز.. شعر

الملصقة الأولى:

كان حين يزور المدينة
يطرق بابي

أعدّ له قهوة العصر
يكتم سعلته

أتسوّر بالنظر الشّزر
قامته الماردهْ

كان يمنحني بسمة
ويرامق منعطف الدّرب
من كوّة النافذة

كنت أترك مفتاح بيتي
له
تحت انية الزّهر

أنصحه عندما يستوي الكأس
ما بيننا
بالنّبيذ
ويؤثرها جعّة
باردةْ

عاد يوما
قبيل الأذان
ويوما
توارى وراء المحابق
قبل مباغتة الباب

ثم اختفى
مرّة واحدةْ

ما تراه اذن يفعل الآن:
يختم بالشّمع احلامه,
يتذكّر
كيف تلفّ النّساء العباءات
في (القصر)

أمْ يقرأ الآن ما تيسر
من سورة المائده


الملصقة الثانية:

وها انّك الآن تجلس
منتشيا بالقرار
ومنتشيا بانكسار النهار

ومنتشيا...

حسنا

غير أنّي تخيّرت صفّ الخوارج
هذي هتافاتنا
تملأ الرّحب
فاسترق السّمع
ان شئت
أو فادع ناديك المتمركز
في الحرم الجامعيّ

استرحْ
لحظة

ثمة ابتدأ الزّحف

كانوا خفافا

تعالت أكفّهم

اطلقوا النّار
فانفتحت ثغرة
في صفوف الخوارج...

يا أيّها الوافد المتلفّع
بالدّمعة النّازفة
قف على مدخل الحيّ
حيث استدارتْ
رؤوس العصاة

وهذا دمي
ولتكن فاس كأسك
ان الرّباط التي تتعهر يوما
تعيد بكارتها
تستوي طفلة

فسلاما
اذا جاء يوما قرار
يعيد الرّؤوس
لأعناقها
والدّماء
الى حيث كانت تسيل

وقرار بوقف الزّمان
واجلاء زالاغ
عن حبّه المستحيل

وقرار يقيم على الهرطقات دليلا
سلاما سلاما


الملصقة الثالثة:

حين أبصرت عينيك
مترعتينْ
كان رأس اللّفافة
أشيب

كان الطريق الى المطعم الجامعيّ
وحيدا

وكانت غصون الشّجر
تتساقط مثقلة
بالجواسيس...

هل تعلم الطّفلة الوافدةْ

أنّ عشرا من السّنوات
انقضين

وعشرا من السّنوات
تكشّفن عن لغة
تتهدّد حتّى الأمانيّ
فينا

وأنّ محاضرة الأمس كانتْ
معلّبة
باردةْ
هكذا صار شكل الدّفاتر
حجم المصادر
منْسوب من نجح العام شرطا
ومن نجح الْعام من غير شرط
كلون المحاضر
لونا كريها

هكذا يتفتق وجهي عن سحنة
لم اكن أشتهيها

فهل تعلم الطّفلة
القبّرهْ

حين يحمل منقارها
جبل الرّيف لي
والسهول الفسيحة
بين الرباط وطنجة

أن اشتعال الشّعرْ
زمن بين وجهين
لي منهما جلسة خلف كأس
وأخرى بزنزانة

ثمّ يرسم رأس الطّباشير
لي
قبلة
بين خاتمة الدّرس
و المقبرة

أحمد المجاطي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى