ظنّ الأطفال لمّا رأوه، أول مرة، أنه سفينة من سفن الأعداء. كان مثلَ رعنٍ أسود في البحرِ يقترب منهم شيئا فشيئا. لاحظ الصبيةُ أنه لا يحمل راية ولا صاريًا فظنوا حينئذٍ أنه حوتٌ كبير. ولكنْ حين وصل إلى ترابِ الشاطئ وحوّلوا عنه طحالبَ السرجسِ وأليافَ المدوز والأسماكَ التّي كانت تغطيهِ تبيّن لهم أنّه...
اتصل جندي أرجنتيني بوالدته من مقر كتيبته وكان عائداً للتو من جزر فوكلاند بعد انتهاء الحرب ، وطلب منها أن تسمح له بأن يحضر معه إلى المنزل أحد رفاقه الذي تعرض لبتر بعض أعضائه نظراً لأن عائلته تسكن في مكان بعيد وهو بنفس عمره 19 عام إلا أنه قد خسر إحدى ساقيه وأحد ذراعيه وفقد بصره أيضاً وعلى الرغم من...
المسألة ليست إذا في كتابة الرواية، وإنما في كتابتها بجدية.
هذا هو دون شك أحد الأسئلة الكثيرة التي كثيرًا ما توجّه إلى الروائي. ولدى المرء دوماً إجابة مرضية، تناسبُ من يوجه السؤال. لكن الأمر أبعد من ذلك: فمن المجدي محاولة الإجابة عنها لا لمتعة التنويع وحسب، كما يقال، وإنما لأنه يمكن الوصول من...
ثمَّ ، نظرتْ إليّ . في البداية اعتقدتُ أنها تراني للمرة الأولى ، لكنها عندما استدارت خلف الموقد ، و بقيتُ أشعر بنظرتها المراوغة تنزلق على ظهري ، و تعبر فوق كتفي ، عندها أدركتُ أنني من يراها للمرة الأولى. أشعلتُ سيجاراً ، و سحبتُ نفساً عميقاً و قوياً من الدخان قبل أن أدير المقعد لأجعله يتزن على...
في تمام الساعة التاسعة صباحاً، وبينما كنا نتناول طعام الإفطار على شرفة فندق الريفييرا في هافانا، ظهرت لنا موجة بحرية مرعبة من العدم – إذ كان يوماً مشمساً وهادئاً – موجة حين اقتربت منّا حطّمت كل شيء أمامنا. موجة اقتلعت ورفرفت بالسيارات التي كانت تمر على طول الواجهة البحرية عالياً، كما طيّرت...
عندما وجد السيناتور أونيسمو سانشيز امرأة التي انتظرها طوال عمره، كان لا يزال أمامه ستة أشهر وأحد عشر يوماً قبل أن توافيه المنية. وكان قد التقاها في روزال دل فيري، وهي قرية متخيّلة، كانت تستخدم كرصيف ميناء سري لسفن المهربين في الليل، أما في وضح النهار، فكانت أشبه بمنفذ لا فائدة منه يفضي إلى...
وعندما يمشي الحال علي هواها، تنهض من فراشها في الساعة الحادية عشرة صباحا ثم تغلق علي نفسها الحمام عريانة لمدة ساعتين كاملتين تقضيهما في قتل عقارب أثناء مقاومتها لنعاس مديد ومن ثم تصب علي نفسها الماء بمغرفة من الصهريج.
لقد كان حدثا ممتدا في الزمان مبالغا في التدقيق والتحبيك، ثريا في التقلب في...
ماكوندو هي القرية الأسطورية التي تدور فيها معظم أحداث العمل الأدبي للكاتب الكولومبي الشهير جابريل جارثيا ماركيز، وهي مكان روائي غير حقيقي، أبدعه خيال ماركيز
غير أن عدم العثور على ماكوندو على الخريطة لا يعني أنها غير موجودة.
في الحقيقة، فإن القصص الخيالية التي يكررها جيل بعد جيل، إلى جانب صخب...
بعد اليوم الثالث للمطر كانوا قد قتلوا الكثير جداً من السرطانات داخل البيت مما اضطر بيلايو أن يعبر باحته الموحلة ليرميها في البحر، ذلك لأن الوليدة الجديدة قد أصيبت بالحمى طوال الليل واعتقدوا أن ذلك بسبب الرائحة النتنة.
العالم حزيناً منذ الثلاثاء. صار البحر والسماء قطعة واحدة من الرماد ورمال...
جاس على مصطبة خشبية تحت الأوراق الصفراء في المنتزة المهجور ، متأملاً الوز ذي اللون المغبر ، وكلتا يدية على المقبض الفضي لعصاة ، وراح يفكر بالموت . في زيارتة الأولى الى جنيف كانت البحيرة هادئة وصافية ، وكانت ثمة نوارس مروضة تتناول الطعام من أيادي الناس ، ونساء للايجار يشبهن أشباح السادسة مساءاً...
“أُوغُو” لصّ يسرق نهاية كلّ أسبوع فقطّ، تسلّل ليلة سبت إلى أحد المنازل، فضبطته “آنا”، الثّلاثينية الجميلة الدّائمة السّهر، متلبّسا بجريمته. بعد أن هدّدها بالمسدّس سلّمته حليِّها وأشيائها الثّمينة، راجيّة منه ألاّ يقترب من طفلتها “باولي” ذات الثّلاث سنوات. مع ذلك فقد لمحته الصبية التي أسرتها بعض...
ظنّه الأطفال لمّا رأوه ، أول مرة ، أنه سفينة من سفن الأعداء. كان مثلَ رعنٍ أسود في البحرِ يقترب منهم شيئا فشيئا. لاحظ الصبيةُ أنه لا يحمل راية ولا صاريًا فظنوا حينئذٍ أنه حوتٌ كبير، ولكن حين وصل إلى ترابِ الشاطيء وحوّلوا عنه طحالبَ السرجسِ و أليافَ المدوز و الأسماكَ التّي كانت تغطيهِ تبيّن لهم...