حين تذكر الرومانسية اليوم لايراد بها ما كانت تعنيه حين كانت مذهبا ادبيا وفلسفة حضارية سائدة في المجتمع العربي طوال النصف الاول من هذا القرن، فبعد انحسار مذهب ادبي سائد لايبقي منه عند الناس بعد ان يسود مذهب جديد، الا سماته العامة في سنوات ضعفه الاخيرة وعجزه عن مسايرة ما طرا من تحول.
وهكذا لم...
علي صفحات الأهرام كانت التجليات الثقافية والأدبية الأخيرة للدكتور عبد القادر القط طيلة السنوات الأربع الماضية, كانت مقالاته نصف الشهرية بمثابة الصفحة الأخيرة في سجل حافل بالإبداع والنقد والفكر, والمشاركة الجادة والحية في حياتنا الثقافية والادبية علي مدار أكثر من نصف قرن.
وظن كثيرون أن...
يوم رأيت عبد القادر القط أول مرة، كان فى الأربعين من عمره، وكنت فى الحادية والعشرين.
كان اسمه جديدا على، كما كان اسمى جديدا عليه فلم اكن إلا شاعرا مبتدئا وكان هو قد قضى سنوات ما بعد الحرب الثانية فى انجلترا، يعد دراسته التى حصل بها على درجة الدكتوراه فى " مفهوم الشعر عند العرب". ثم عاد ليستغرقه...
أهي أحلام يقظة, تلك التي تراودني في هذه الأيام. وقد تجاوزت الثمانين ـ فتردني دون قصد إلى أيام الطفولة والصبا في أحضان ذلك الريف الهادئ البعيد, في أقصى شمال مصر, لتنفض عن كاهلي عبء السنين, وتعيد إلى النفس وما يختلط فيها من مرارة الغربة أو الإخفاق وحلاوة التواصل والتوفيق, صفو الطفولة الأولى...
إن تحرر الشعر العربي الحديث من قيد القافية الموحدة قد تم منذ زمن طويل، وهو الآن حقيقة واقعة لا سبيل إلى المراء فيها. ولم يكن خروج الشعراء على القافية الموحدة مجرد رغبة في التجديد أو الظهور بمظهر العصرية، وإنما كان إحساسا منهم بأنها عقبة في سبيل التحرر والصدق وإخراج العمل الفني وحدة متسقة متكاملة...
في مراحل التحول الحضاري السريع يصبح المجتمع بيئه صالحه لقيام نمطين متقابلين في الفكر والثقافه, احدهما يندفع نحو الجديد البالغ الجاذبيه والقوه, والاخر يتشبث باطراف الماضي الذي يحاول جاهدا ان يثبت قدرته علي البقاء. ويجتاز مجتمعنا في السنين الاخيره تحولا حضاريا جسيما من شانه ان يصنع هذين النمطين...
لهذا الكتاب الذي أخرجه الأستاذ أحمد الشايب قيمة خاصة، فمؤلفه أستاذ بكلية الآداب - ومؤلفات الأساتذة في جامعاتنا تأخذ في أذهان الطلبة صفة المقررات، يحتذون منهجها فيما يكتبون من أبحاث، وينظرون إلى حقائقها نظرة فيها كثير من الإيمان بصدقها وسلامتها. وهذا ما حفزني للكتابة عنه قبل أن يبدأ العام الجامعي...
أهي أحلام يقظة, تلك التي تراودني في هذه الأيام. وقد تجاوزت الثمانين ـ فتردني دون قصد إلى أيام الطفولة والصبا في أحضان ذلك الريف الهادئ البعيد, في أقصى شمال مصر, لتنفض عن كاهلي عبء السنين, وتعيد إلى النفس وما يختلط فيها من مرارة الغربة أو الإخفاق وحلاوة التواصل والتوفيق, صفو الطفولة الأولى...