إبراهيم عبد القادر المازني

تناولتُ في مقالي السابق المازنيَّ الأديبَ، فسلّطتُ الضوء على أدبه السّاخِر بخاصة، كما تمثّلَ في كتابه الشائق" صندوق الدنيا". بَيْدَ أنّ ملامح هذا الكاتب الكبير لن تتضّح كما ينبغي دون تبيّنِ سماتهِ الأدبية والفكرية الأخرى، ومن أبرزها،دون ريب، سماتُهُ النقديّة. في هذا السياق،إذاً، يأتي هذا المقال...
دخلت الآنسة فاخرة، أو فاخرة هانم، الحياة الأدبية من الباب الخلفي، فلم تكن أديبة ولا كاتبة، ولكنها استطاعت مع ذلك أن تنتبذ لنفسها مكانا في الحياة الأدبية، بقي مجهولا لفترة طويلة إلى أن افتضح بعد وفاة "البطل". فمن تكون الآنسة فاخرة? إنها كما تزعم الأوراق فتاة في العشرين من عمرها تقيم في قصر في...
"يزعمون أن رجلاً اسمه "الدكتور طه حسين" عاش بمصر فى أوليات القرن العشرين وأنه صاحب هذه الكتب المختلفة التى نسبوها إليه ونحلوه إياها، ولكن كل ما أطلعت عليه مما يعزى له يحملنى على التردد بين رأيين: أحدهما أن يكون هناك أناس كثيرون يتسمون "طه حسين"، وثانيهما أن يكون هذا اسما أستعاره فرد أو عدة أفراد...
أما أسلوب المنفلوطي في هذه القصة وفي سواها، فأسلوب رجل لا يبالي من أي مدخل دخل على القارئ، ما دام يقدر أن سيصل منه إليه، ولا أي بلاء يهديه في احتياله ويقحمه عليه، وإذ كان يعرف من نفسه التلفيق والتصنع، فهو لا يزال يعالج الإقناع والتأثير بضروب من التأكيد والغلو والتفصيل، وغير ذلك مما ليس أدل منه...
لم يتفق الناس إلى الآن على وسيلة يدفع المرء بها عنه ثقيلا يتصدى له، ويلح عليه بما لا يسعه أن يجيبه إليه، فالأمر متروك إلى صدق الروية، وسرعة الخاطر، وحسن البديهة، ولكل موقف ما يقتضيه، ويدفع إليه ويغري به، والذي يلهمه الواحد في موقف لا يلهمه واحد آخر في الموقف عينه؛ فإذا بدا لي أو لك ما لجأ إليه...
وقعت لي هذه الحادثة في الريف منذ سنوات عديدة, قبل أن تتغلغل المدنية إلى أنأى قراه, وكنت أنا الجاني على نفسي فيها, فقد عرض علي مضيفي أن استعمل موساه فأبيت, وقلت ما دام للقرية حلاق فعليَّ به, فحذرني مضيفي وأنذرني ووعظني, ولكني ركبت رأسي وأصررت أن يجيء الحلاق. فجاء بعد ساعات يحمل ما ظننته في أول...
كانت حياة الأدباء قديما حافلة بالقصص الحزينة والقصص المضحكة، ومن ذلك ما نتذكره من حياة الكاتب الكبير إبراهيم عبد القادر المازنى، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد 19 أغسطس 1889، وكان المازنى شديد الارتباط بأمه حتى أنه وضعھا فى مرتبة (النموذج الأعلى) لما یجب أن تكون عليه المرأة، وفى سنة 1910...
(تنبيه: الكلام كله تخيل ولا أصل أو حقيقة له) - 7 - طلبت من الريف ما لا سبيل إليه في هذه المدينة العظيمة ذات العمائر الشامخة، والبنى الرفيعة، والهواء الحبيس، والنفوس المروضة على تكلف غير طباعها. وكان بعض قومي قد سبقوني؛ فأنبأتهم أني لاحق بهم، وإذا ببرقية تردني منهم يقولون فيها (هات فتنة معك)...
نعي صديق الأستاذ الزيات - صاحب الرسالة - على أدباء هذا الجيل الجديد، جهلهم بلغتهم وتقصيرهم في تحصيل آدابها، وقال: (أن الواقع الأليم أن الذين درسوا لغتهم وفقهوها من الأدباء النابهين نفر قليل. فإذا استثنيت هؤلاء الستة أو السبعة وهم من الكهول الراحلين، وجدت طبقة الأدباء كطبقة الصناع والزراع والتجار...
والله إن كل من عرفت لظريفات! ولماذا أقبل أن أعرف من لَسْنَ كذلك؟ أليس المرء حرًّا في الاختيار؟ ولكنك قد تقول إنك لا تستطيع أن تعرف أن هذه المرأة بعينها ظريفة حتى تعرفها، فأقول إن هذا ليس بصحيح، وغير منكور. إن الظُّرف في الأصل متعلِّق بالكلام — كما يزعم أهل اللغة — ولكني لا أعبأ شيئًا بأهل اللغة،...
ما أكثر ما عشقت في تلك السنوات الأولى من شبابي المازني رثى المازني زوجته فكأنما كان يرثي نفسه أو بضعة منه، لا مجرد زوجة، ويناجيها في تفجع مرير (وا أسفي عليك، لا بل على، لم يبق إلا طيف يعتاد ذاكرتي. لا أثر على الرمال الخائنة التي كنا نمشي فوقها ونرقد عليها ونملأ أكفنا منها، وندع ذراتها تتساقط...
ما أكثر ما عشقت في تلك السنوات الأولى من شبابي المازني عاش المازني ما عاش - وقد شارف الشيخوخة - لا ينبض قلبه بغير الشباب. وكانت سنه التي لا تكف عن الارتفاع - كما يقول - تغريه من فرط ما يستشعر امتدادها أن يحسب حوادث حياته بأرباع القرون لا بحساب عدد من السنين، ولكنه إذا ذكر شجون قلبه ومنازل هواه...
(قد شببت عن الطوق جدا. ولكني مازلت أمت إلى طفولتي بسبب قوي، وما انفكت أخراي معقودة بأولاها) (المازني) - 5 - الكهولة الطفلة كانت سنوات الشباب في حياة المازني فترة تجربة نفسية امتحن بها. ولقد طالت به هذه التجربة وخلفت نتائجها في كيانه وسريرته، وكان لها أثرها البعيد فيما عدل إليه من أسلوب الحياة...
(قل بين الصبيان من اتفق له ما اتفق لي من التجارب) (المازني) - 4 - في التدريس نال المازني إجازة التدريس من مدرسة المعلمين العليا (1909) وهو إذ ذاك شاب في التاسعة عشرة لم يطر شاربه، فكان يستعجل مظاهر الرجولة في نفسه. . (فأحلق وجهي ثلاث مرة في اليوم لعل ذلك يعجل بإنبات الشعر، فقد اشتهيت أن يكون...
(قل بين الصبيان من اتفق له ما اتفق لي من التجارب) (المازني) بداية الشوط انتهى المازني من مرحلة الدراسة الثانوية. وبقى عليه أن يختار لنفسه الاتجاه الذي يؤثره في المرحلة النهائية. وقد اختار مدرسة الطب، لأنها كانت المجال الذي آثره غير واحد من ذوي قرابته، ولأن (مصروفاتها المدرسية) كانت مما يدخل...

هذا الملف

نصوص
25
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى