عبدالوهاب الملوح

لا تحتاج كتابة الشعر إلى ترتيبات لوجيستية كما أنها في غنيً إلى تنظيرات أكاديمية ولم تكن (أبدا) مادة للتصنيع ليتُمَّ تعليبها لقد جاء الخليل وأفسد الشعر وكلنا نعرف حكاية عبيد ابن الأبرص الذي قال شعرا خارج القطيع ولا فائدة من إعادة ترديد كلام أبي العتاهية “أنا أكبر من العروض” فعملية تقنين الشعر هي...
ليس بي شغف غير اني صباح رأيتك نافرة تستحمين عارية في بحيرة روعي ذهلت ودخت وزغت وضعت وتهت وغبت وعدت توضأت صليت سبحت صمت انقطعت وكفت وجدت فُحِمت فحَمت فَحُمت فحرت فرُحت فرِحت شطحت وشخت وفِضت وفَضت قعدت وقمت جريت فطحت وهيْت وكبَّرت حتى شهقت غصصت حفيت ندبت ونحت انسلخت لغوت وحشرجت وجَمت سكنت لبدت...
كلَّ ما في الأمر أنَّني أمشي بلا شبهة أمل في مخيِّلةِ الأشجار بعيداً عن خُطايَ؛ أعدُّ المسافة هاويةً، مُنشغلاً بإعادة ترتيب ذاكرة الفوضى في الحديقة الخلفية للمعنى... ليس لي مطلب شخصي ولا استحقاق ميتافيزيقي. الآن لا رائحة للفرح في مزامير العيد؛ الآن لا رائحة للربيع في فاكهةِ الضحكِ؛ الآن ثمة أكثر...
لم تعد في حاجة للصحو قالت وقتها سيدة في الأربعين تحجز الأنهار في لفتتها قالت وغابت، يتَّكئ الضوء على كتفها، يا أيها المحجوز يمشي وحده في حجرة الموتى يعدُّ جثث الوهم التي خلَّفها قدامه الموت، ويمشي موقدا لوعته حفلة صمت، يُمسك الآن يد الحيطان تزداد علوا وهي تبكي يُمسك الآن قلب الحجر الباكي كثوب من...
أرسلت إليه إشارة نافرة بلا مبالاة تركني يدفع خطوات مثقلة بالهم تنشد لها سبيلا في الزحام مشى متثاقلا وثيابه البالية يخيطها أسى رث؛ و دون أن يبتعد ظل يدور في نفس المكان بهيكله الشبح يكاد يهوي ؛فجأة خطر لي أن ألحقه ووجدتني بسرعة أسد السبيل أمامه ؛ مد لي كفا هزيلة حفرتها الأخاديد ظهرت عروقها وبرزت...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى